م الآخر| دولة الغريب "12".. زينب
كان لشيخ علي، فتاة جميلة تدعى زينب، كانت فتاة قوية تعيش بجوار والدها تخدمه وتراعه وتحافظ على بيته بعد وفاة والدتها، وكانت زينب أجمل فيتات المدينة، وكان الجميع يحلم أن يتزوجها، فهي ابنه شيخ الصيادين والحاكم الشعبي للمدينة، فمن عادة المدن أن يكون لها حاكم يعينه الوالي، وحاكم يعينة الناس، وكان كبير التجار تقدم لها من قبل ولكنها رفضته لأنه متزوج من أخرى، وقد رأها سيف الدولة وجعفر أثناء الاحتفال، فتعلق قلب كل منهما بها ولكنها لم ترى سوى جعفر، فزاد الحقد الذي داخل سيف الدولة ناحية جعفر، وحاول سيف الدولة الاقتراب منها ولكنه عرف أنها تعيش في وسط القلزم، وكل القلزميون يحافظون عليها ويراقبون تحركاتها.
قام أبو يوسف ببناء البيوت البعيدة عن البحر لأول مرة في تاريخ المدينة، حيث تكون أمنة بعيدًا عن تقلبات البحر، وكما قام بإنشاء المسجد الكبير، وقام باستقدام العلماء من المناطق المجاورة، حيث كان المسجد مأوى للعلماء والشعراء الهاربين بعد انهيار بغداد على يد القرامطة، فكان المسجد منارة للعلم تضيء العالم الإسلامي فأشتهر المسجد وذاع صيته وكان أبرز علماء المسجد جعفر، حيث كان شديد النبوغ والتمكن من الكثير من العلوم والفنون.
كما استطاع سيف الدولة بخبرته الأموية بتنظيم الكثير من أمور الدولة، فنظم بيت المال والقضاء ودار الإمارة، وكما تم إنشاء أول مكتبة تابعة للمسجد، وكان أبو يوسف يلقي الكثير من الخطب والمواعظ في المسجد.
ذهب جعفر إلى أبو يوسف، وطلب أن يتزوج بنت الشيخ علي، فطلبها أبو يوسف له ووافق الشيخ علي، وتعهد أبو يوسف بإقامة احتفال ضخم له وعزم على عقد اجتماع ضخم مع قواد القافلة.
أبو يوسف: فكما قال رسول الله "صل الله عليه وسلم" ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وزوجة صالحة تعينه على أمر الآخرة، أود أن أزف لكم خبرًا سعيدًا، طلب سوف يسعدكم، إن أخوكم جعفر قرر أن يتزوج من أهالي القلزم.
سيف الدولة: مبارك لك.
يهنئ الجميع جعفر، على خبر زواجه السعيد، فيكمل أبو يوسف حديثه قائلًا:
أبو يوسف: عليكم بالزواج من أهالي القلزم، حتي عندما تحين المعركة يشعر الأهالي أننا نحارب دفاعًا عنهم فيكونوا خير داعم لنا.
جعفر: ولكني عندما فكرت لم أفكر في هذه الأمور وكل ما فكرت فيه هوى القلب.
لا يمنع أن نستفاد من هوى القلب في أمور السياسة.
سيف الدولة: من العروس إذن.
جعفر: بنت الشيخ علي.
يشعر سيف الدولة بالحزن المكتوم داخله، فيلاحظ أبو يوسف، فينهي الاجتماع ويستبقي على سيف الدولة.
أبو يوسف: لا تحزن على شيء، النساء والحروب لا تنتهي.
سيف الدولة: ولكني لا أفكر فيما تتحدث.
أبو بوسف: ولكني أريدك في موضوع آخر، ما هي أحوال الخليفة الناصر وابنه الحكم؟
سيف الدولة: إني لا أرسل دولة بدون أن تعرف محتواها منذ أن عاهدتك على ذلك
أبو يوسف: أريدك أن تذهب القطائع والفسطاط وتحضر لي قافلة مياه وعدد من المهندسين والعلماء والشعراء والفقهاء والصناع والعمال والمزارعين.
سيف الدولة: أستطيع ذلك
أبو يوسف: كما أريد أن تضع لي خطة عن كيفية إحكام السيطرة عليهم، وأن يكون لنا أئمة ودعاة بين الناس تحكي عنا وتمهد لنا، إني أعرف أنك تستطيع أن تقوم بالمهمة وكذلك جعفر ولكنك ستنجزها في وقت أقل منه بكثير، والوقت ليس في صالحنا.