دراسة: الذين انتخبوا "صباحي" في 2012 سيتجهون لـ"السيسي" بسبب رغبتهم في الاستقرار
توقّع المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية انخفاض نسبة الأصوات التي سيحصل عليها حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية المقبلة عن عدد الأصوات التي حصدها في انتخابات عام 2012 - وكانت 4.747.31 صوتًا أي بنسبة 20.74% - وذلك بسبب توجه الكثير من رموز حملته السابقة من التيار الناصري والشخصيات العامة لدعم المشير السيسي.
وأشارت الدراسة، التي أعدّها برنامج الدراسات المصرية بالمركز الإقليمي بعنوان "فرص وتحديات فوز حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية"، إلى أن الكتلة التصويتية المحتملة لحمدين صباحي في حال ترشحه من المحتمل أن تتفتت، فالمحافظات التي حصل فيها حمدين على النسبة الأكبر من أصوات ناخبيها في الانتخابات الرئاسية السابقة - والتي تتمثل في القاهرة بنسبة 27,75%، والإسكندرية بنسبة 31,61% من أصواتها، والدقهلية بنسبة 23,34%، والغربية بنسبة 22,84% - ستتغير اتجاهات تصويتها من حمدين إلى المشير السيسي.
وقالت الدراسة إن محافظة القاهرة التي حصل فيها صباحي على أعلى الأصوات ستتحرك كتلتها التصويتية نحو المشير، بسبب رغبة سكانها في الاستقرار ومواجهة عمليات العنف، وكذلك الحال أيضًا بالنسبة لمحافظتيّ الإسكندرية والدقهلية اللتين شهدتا عمليات عنف من قبل التنظيمات الإرهابية.
أما الكتل التصويتية المتوقّع ثبات نسبتها لصالح حمدين فتتمثل في كل من كفرالشيخ، وهي المحافظة التي حصل صباحي على نسبة 62,31% من أصواتها في الانتخابات السابقة، وبورسعيد التي حصل حمدين على 40,41% من أصواتها، ودمياط التي حصل حمدين على نسبة 23,75% من أصواتها، أما كتلة حمدين التصويتية في محافظات الصعيد فسيفقد جزءًا كبيرًا منها بحكم التركيبة القبيلة والعصبيات، وانتشار التيار الصوفي بين سكان تلك المحافظات، والتي من المحتمل أن تغير اتجاهها نحو المشير السيسي في حال ترشحه.
وبالنسبة للفئات العمرية، فمن المرجح أن الكتلة الأكثر عددًا، والتي تتوجه أصواتها لصباحي، هي كتلة الشباب المسيّس التي ترفع دائمًا شعار "لا للحكم العسكري"، لأنها سترى فيه "مرشح الثورة"، ولكن قد تنقسم هذه الكتلة التصويتية في حال ترشح خالد علي الذي سيدعمه الجزء الأكثر ثورية من هؤلاء الشباب، وبالتالي من المحتمل أن يحصل صباحي على ما يقترب من 60% من الكتلة التصويتية للشباب دون سن 35 عامًا، والتي تقترب من 7 ملايين ناخب، في حال كونه المرشح الوحيد المنافس للمشير السيسي.
أما بالنسبة للكتلة التصويتية للنساء فمن المحتمل أن يفقد حمدين صباحي في الانتخابات المقبلة ما يقرب من 90%، من أصوات النساء التي حصل عليها في الانتخابات السابقة، وذلك لأنها ستتوجه للمشير السيسي، باعتباره يمثل لهن الأمان المفقود، بدليل خروجهن بنسبة تزيد عن 65% للتصويت على الدستور بـ"نعم"، أما كتلة الفلاحين والصعايدة وسكان المناطق العشوائية فسيفقدها أيضًا حمدين هذه المرة؛ لأنها ستصوت من منطلق الحفاظ على الأمن القومي المصري والاستقرار، ولأن هذه المناطق ستلصق شعار الناصرية بالمشير السيسي وليس بصباحي، بدليل أن هناك حملات بدأت تنتشر في الأقاليم ترفع شعار: "يا جمال نام وارتاح.. مصر جالها عبدالفتاح".
وأشارت الدراسة إلى أن جميع القوى الإسلامية التي ساندت المرحلة الأولى من خارطة الطريق سترفض التصويت لحمدين صباحي، فالكتلة الصوفية- وهي الأكثر عددًا- ستعلن عن دعمها بوضوح للمشير السيسي في حال ترشحه، وأيضًا فإن جزءًا كبيرًا من الدعوة السلفية، خصوصًا تلاميذ الشيخ ياسر برهامي وحزب النور، سيرفضان التصويت لحمدين، من منطلق أن شروط مرشحهم تنطبق على المشير السيسي، وكذلك سترفض جماعة التبليغ والدعوة -إن شاركت في العملية الانتخابية- دعم حمدين، لأنها ستوجه أصواتها للسيسي، بدافع الحفاظ على مؤسساتها الخدمية، وبالتالي ستكون محصلة حمدين صباحي من أصوات الكتلة الإسلامية منعدمةً في كل الأحوال.