م الآخر| دولة الغريب "14".. المعركة
أنشأ أبو يوسف الجيش والدولة، وعندما أقترب ذو الحجة لم تحدث المعركة المترقبة، بدأ عدد من الناس التشكيك في أبو يوسف، وروج القرامطة الشائعات التي تقول إن أبويوسف جاء إلى القلزم من أجل بناء دولته وليس للحرب والكفاح،
قرر الشيخ على أن يخرج في قافلة صيد بعد توقف دام سنوات لانشغاله بسنوات في إدارة شؤون الحكم، يقرر تجهيز مركبة القديم، ويذهب الخبر على فور إلى أبو يوسف نظرًا لما يحمله القرار من أبعاد سياسية، حيث قد يحمل الناس على أبو يوسف
أبو يوسف: لماذا تتركنا يا شيخ؟
الشيخ علي: نعود إلى مهنتنا الصيد.
أبو يوسف: خروجك الآن قد يفهم بشكل سياسي.
الشيخ: هل تأتي معي؟
أبو يوسف: ومن يدير المدينة؟
الشيخ علي: الذي أنشئها؟
أبو يوسف أعطى لي فرصة حتى أرتب أموري
الشيخ علي: أتركها لهم.. لن تتوقف على دولة علي حاكم.. فأني راحل غدًا.. وتذكر كم حاكم جاء ورحل والبلد مازالت قائمة، مع أن كل حاكم يظن أن الحياة تتوقف برحيله ولكنها تستمر يا بني.
أبو يوسف: سأتي معك.
الشيخ علي: هل تظن نفسك قادر على تحمل متاعب الصيد؟
أبو يوسف : أنا محارب.
الشيخ علي: ولكنك أمير والأمراء لا يجيدون إلا رغد الحياة.
أبو يوسف: لا تسئ الظن به.
وكانت رحلة شديدة المتعة إلى أبو يوسف حيث عاد مرة أخرى إلى نفسه وتذكر واجباته وتعلم الكثير من الدروس وعاد مستعدًا للمعركة.
وفجأة أمر أبو يوسف الجنود بالإحرام والاستعداد للمعركة قائلًا:
إننا سنذهب إلى الحج وأن استطاع أحد منعنا سنقاتله، بذلك نلقي الله ونحن في طريقنا إلى الحج.
في الموعد المنتظر، استعد الجميع وارتدوا ملابس الإحرام وكان يتقدمهم أبو يوسف وعلى يمينة جعفر ويسارة سيف الدولة، تفأجئ القرامطة بسير قافلة الحجاج وسطهم بكل شجاعة فارتبكت صفوفهم وأنتظروا حتى جاء الليل وأمر قائدهم.
و بدأت معركة شرسة جعلت القرامطة يبتعدون عن القلزم، ويعودا إلى سيناء ومنهم من زحف إلى الصعيد فأسس قرية القرامطة، فيما بعد كانت المعركة شديدة الشراسة، وبدأ الحجاج في السير في قافلة وعلى مقدمتهم أبو يوسف بن يعقوب، وعلى يمنية جعفر، ويساره سيف الدولة، ويتفأجئ القرامطة بثباب الحاج وإيامنهم بالذهاب إلى الله سواء شهداء أوحجيج، فتراجع القرامطة قليلًا، حتى جاء الليل فتدبر القائد القرامطة أمرهم.
في اليوم الثاني، تزاد المعركة شراسة بين الحجيج والقرامطة ويقتل المئاب من الطرفين فيفكر قائد القرامطة في خطة جديدة لتخلص من أبو يوسف قائد المسلمين، كما تخلص المجوسي من عمر بن الخطاب.
و في يوم 7 من ذو الحجة 320 هجرية، تبدأ المعركة التي تستمر لمدة 10 أيام استطاع أبو يوسف تحقيق العديد من الانتصارات على القرامطة وكان يصرخ أثناء المعركة "سواسية سواسية ترهبون أعداء الله"، فيردد الجميع: "سواسية سواسية سواسية".
وكانت معركة شديدة القوة، استغرب القرامطة من قوة الجيش وصلابة المحاربين، وفي صلاة الفجر تم قتل أبو يوسف الغريب بخنجر الخيانة المسموم: "كنت أتمنى أن استشهد في مدينة رسول الله".