«مساعد الوزير لحقوق الإنسان»: «القسوة» ليست تعذيباً.. ونتعرض لـ«تشويه»
قال اللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان: إن وفداً من المجلس القومى لحقوق الإنسان زار بعض السجناء فى سجن طرة وناقشهم وتبين لهم أن السجناء لم يتعرضوا للتعذيب. وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أنه استقبل قبل أيام وفداً من المنظمات الحقوقية للحديث عن الأوضاع الأخيرة، ولم يقدموا لنا أى مستندات رسمية عن تعرض حالات معينة للتعذيب.
■ فى البداية، كانت هناك جلسة لقطاع حقوق الإنسان بالسجون مع بعض مسئولى المنظمات الحقوقية، ماذا دار فيها؟
- القطاع من ضمن مهامه التواصل مع جميع أطياف المجتمع من قوى وحركات ثورية وشبابية ومنظمات حقوقية، ونحاول من خلال هذه اللقاءات دعم العلاقات مع المواطنين ومد جسور الثقة وإزالة حالة الاحتقان التى يتصور البعض أنها موجودة بين وزارة الداخلية والشعب.
كما نحاول، خلال هذه اللقاءات أيضاً، إيضاح أن هذا الكلام خطأ، وأن جهاز الشرطة دائماً ما يبرهن فى المواقف الصعبة أنه جهاز ملك الشعب ويخدمه.
ولأول مرة يلتقى اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، رؤساء هذه المنظمات ويتناقش معهم، وهذا من شأنه مد جسور التعاون، وهى لقاءات ليست مقصورة على مجموعة بعينها، وهذا توجه جديد من الوزارة، ونحن سعداء ونرحب بأى وفد يشاركنا ويأتى إلينا؛ لأنه من الممكن أن نضع معاً حلاً لجميع المشكلات؛ لأننا فى 30 يونيو حصلنا على مكسب كبير هو إعادة الثقة من جانب الشعب فى جهاز الشرطة ولا بد أن نستثمر هذا.
■ ماذا دار فى اللقاء؟ وما مطالب الوفد المشارك؟
- هم يتكلمون عن حالات تعذيب وقبض عشوائى وغيره على النشطاء السياسيين، وهم هنا يرددون ما يقال فى الشارع.
■ هل قدموا مستندات لكم خلال اللقاء؟
- لم يقدموا أى شىء يثبت كلامهم، وطلبنا منهم إيفادنا بالمستندات والأسماء والكشوف حتى نتمكن من فحصها بكل شفافية ونرد عليهم، وتناولنا خلال اللقاء بعض الادعاءات التى قالت إن بعض السجناء تعرضوا للتعذيب وقلنا إن هناك وفداً من المجلس القومى لحقوق الإنسان زار بعض السجناء فى طرة وناقشهم وتبين لهم أنهم لم يتعرضوا للتعذيب، وقالوا إن متهما آخر يدعى عبدالله محمد أحمد تعرض للتعذيب، وحينما سأله الوفد نفى ذلك، وقال إنه تعرض لتحرش، أما ما يقال بشأن تعذيب سجناء فى طرة أو قسم الأزبكية وأن التعذيب مستمر وممنهج، فهذا أمر غير صحيح، ومنظمات حقوق الإنسان أصدرت بيانا قالت فيه إنه لا توجد حالات تعذيب ونرحب بأى وفود تحضر للسجون وتزور السجناء وسنسهل لهم الزيارة وسنمكنهم من زيارة أى سجناء يشكون من مظاهر تعذيب، وقلنا: إن من تعرض لتعذيب عليه أن يقدم بلاغاً للنيابة ويجرى عرضه على الطب الشرعى؛ لأن آثار التعذيب لا تزول فى أسبوع أو اثنين، ومن يرتكب جريمة التعذيب سيقدم لجهات التحقيق.
■ عدد من المقبوض عليهم بقسم الأزبكية تمت إحالتهم للطب الشرعى، هل وصلت لكم؟
- ليست لدىّ معلومة عن هذا الموضوع والوفد عندما زار المتهمين اللذين قيل إنهما تعرضا للتعذيب نفيا ذلك، والوفد الحقوقى طلب مقابلة أحمد دومة وأحمد ماهر وعلاء عبدالفتاح، ولم يذكروا أى شىء عن وجود معاملة سلبية، كما طلب مقابلة المهندس أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، وتمت الاستجابة، وكان يسعدنا أن يزوروا سجونا أخرى حتى يتأكدوا من المعاملة الحسنة التى يلقاها السجناء.
■ هناك انتقاد موجه لوزارة الداخلية بأنها تعاملت بـ«عنف شديد» مع تظاهرات القوى الثورية فى الذكرى الثالثة للثورة؟
- الجميع يعلم أنه قبل إحياء الذكرى الثالثة للثورة بـ24 ساعة، واجهنا إرهابا عنيفا يتمثل فى حادث تفجير مديرية أمن القاهرة، راح ضحيته 4 مجندين، وقدمت قوات الشرطة مجهودات كبيرة فى مسح وتأمين ميدان التحرير من أجل احتفالات آمنة بذكرى الثورة، وأود أن أقول لهؤلاء الشباب الذين تظاهروا: «كان عليكم أن تراعوا مجهودات الوزارة فى ذلك اليوم».
■ هل ثبت وجود حالات انتهاكات أو تعذيب فى السجون أو مراكز وأقسام الشرطة؟
- لا توجد أى حالات تعذيب جرت، التعذيب تعريفه: شل حركة الشخص للحصول على اعتراف عنوة. هؤلاء السجناء محبوسون ومتلبسون بالجريمة؛ لذلك لا نحتاج أى وسيلة لانتزاع اعترافات منهم، التعذيب جناية، وفق نصوص قانون العقوبات، ولا يوجد أى رجل شرطة يضع نفسه تحت طائلة القانون ويعرض نفسه لجناية ويمكن أن يكون هناك استعمال للقسوة، وهذا يكون جنحة، ووكيل النيابة يسأل: هل لديك أقوال أخرى؟ ويعطى الحق للمتهم أن يكشف عمَّا تعرض له فى المحضر، المحقق يحيل المتهم للطب الشرعى إذا قال إنه تعرض للتعذيب لإثبات ما به إصابات، وإذا ثبت أنه تعرض للتعذيب يتم التحقيق وإذا ثبت يتم تحويل القضية للجنايات.
■ لكن مندوب الاتحاد قال إن أوروبا مستاءة من عمليات القبض العشوائى؟
- لا يوجد ما يسمى عمليات القبض العشوائى، أثناء التعامل مع المظاهرة يتم القبض على العناصر المثيرة للشغب وقطع الطرق، يمكن أن يحدث خطأ لكن ليس قبضا عشوائيا، هناك لجنة تحقيق من الأمن الوطنى والأمن العام تبحث أوضاع المقبوض عليهم، ومن يثبت عدم ارتباطه بأى عمليات عنف يتم الإفراج عنه فورا.
■ كيف تفسر أحاديث الأهالى عن وجود حالات للقبض العشوائى والتعذيب؟
- اسألهم فى هذا، لا يوجد تعذيب أو قبض عشوائى أو غيره، ولو هناك حالة واحدة نرحب بطرحها لفحصها وبيان حالتها.
■ ماذا عن مطالب بعض المنظمات الحقوقية باللجوء لمصلحة الطب الشرعى لحسم ما إذا كان المقبوض عليهم تعرضوا للتعذيب من عدمه؟
- وزارة الداخلية قالت قبل ذلك عبر تصريحاتها الرسمية إنها ستمتثل لقرار النيابة العامة إذا قررت عرض بعض المقبوض عليهم أمام الطب الشرعى، وهذا ما حدث قبل أيام حينما قررت نيابة الأزبكية عرض 7 متهمين ممن ادعوا تعرضهم للتعذيب أمام الطب الشرعى ومازلنا فى انتظار النتائج.
■ هل ترى أن هناك حملة منظمة ضد الوزارة؟
- لا أستطيع أن أقول إنها تأخذ شكلا منظما، لكنها حملة موجودة، ولم نرَ حملات مماثلة من قبل.
أخبار متعلقة
محام: نواجه خلع الملابس والزحف على البطن.. و«الشلوت» لمن عصى
«مساعد الوزير لحقوق الإنسان»: «القسوة» ليست تعذيباً.. ونتعرض لـ«تشويه»
«الوطن» تجرى المواجهة بين الطرفين.. التاريخ ضد الوزارة.. والحاضر «العنيف» يعادى الثوار