في مبادرة لإنقاذه.. مصر تستضيف فرقاء "النواب الليبي" غدا
إحدى جلسات مجلس النواب الليبي.. صورة أرشيفية
تستضيف مصر غدا وعلى مدار ثلاثة أيام اجتماعا يضم عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي المؤيدين لعملية الجيش الليبي في "طرابلس"، وبعض النواب المعارضين لها للتباحث حول مسار المرحلة المقبلة في ليبيا. وأطلق الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية في 4 أبريل الماضي لتحرير العاصمة "طرابلس" من قبضة الميليشيات الإرهابية المسيطرة عليها بغطاء من قبل حكومة الوفاق ودعم تركي – قطري.
عضو بـ"النواب الليبي": اجتماع القاهرة محاولة لبلورة "مبادرة سياسية" جديدة
وقال عضو مجلس النواب الليبي أبوبكر بعيرة، في تصريحات صحفية، إن ملتقى القاهرة يستمر لمدة ثلاثة أيام في محاولة لبلورة "مبادرة سياسية" تكون مقدمة للتعامل مع المأزق الراهن، مشيرا إلى أن المشاركة فيه مفتوحة للنواب سواء من المنطقة الشرقية أو الغربية، بحسب ما نقلت قناة "218" الليبية. ولفت "بعيرة" إلى أن عقد هذا الاجتماع تم التفاهم بشأنه خلال زيارة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح إلى القاهرة في يونيو الماضي، الذي التقى خلاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أكد موقف بلاده الداعم للجيش الوطني في مكافحته الإرهاب، وشدد على دعم الشرعية الفعلية في ليبيا، والمتمثلة في مجلس النواب المنتخب.
مصدر لـ"الوطن": اللقاء تأكيد على دور مجلس النواب ومحاولة لإعادة لم الشمل
وكشف أحد المشاركين في هذا اللقاء، لـ"الوطن"، بعض الأهداف منه، وقال ، طالبا عدم ذكر اسمه، إن "الغرض من هذا اللقاء هو التأكيد على دور مجلس النواب الليبي، والعمل على إحياء دور مجلس النواب بعد قيام بعض النواب بالذهاب إلى طرابلس وتكوين مجلس موازي". وأضاف المصدر: "أن يكون مجلس النواب وهو الجهة الشرعية المنتخبة في البلاد هو مصدر القرار والمبادرة في ليبيا، وبالتالي أيضا الاجتماع يأتي كمحاولة لإعادة لم شمل مجلس النواب وتفعيل دوره في الأزمة الليبية".
وكان عضو مجلس النواب الليبي، علي السعيدي صرح قبل أيام أن الحكومة المصرية تستعد لعقد لقاء يجمع بين أعضاء مجلس النواب الداعمين للجيش الوطني الليبي ونواب رافضين لعمليات الجيش الليبي بطرابلس في العاصمة القاهرة لمدة ثلاثة أيام. وقال "السعيدي" إن مصر لها علاقة تاريخية مع ليبيا ولا تربط علاقتها بأشخاص، يجب أن ندرك بأن أمن ليبيا هو من أمن مصر والعكس صحيح، وأضاف أن مصر لا تستعمل ليبيا كساحة لتصفية حسابات مع طرف آخر، سبق وأن قلت أن هناك أساسا مشتركا هو الدم والأمن.
وعن بعض التسريبات بشأن التناقش في اللقاء المصري حول تشكيل حكومة جديدة، قال المصدر إن هذا الأمر سابق لأوانه، ومن الصعب في الوقت الحالي التباحث حول تشكيل حكومة جديدة في ليبيا، وأعتقد أن هذا الأمر مؤجل الحديث حوله إلى مرحلة ما بعد تحرير العاصمة طرابلس وتطهيرها من الميليشيات الإرهابية. ولفت المصدر إلى أنه من المرجح حضور من 30 إلى 40 عضو بالنواب الليبي مؤيدين لعملية "طرابلس"، فيما يتوقع أن يكون العدد قليل من قبل أولئك الذين يرفضون العملية العسكرية في العاصمة.
محلل ليبي: بعض النواب الذين اشترتهم جماعة الإخوان لن يحضروا إلى مصر
وحول رفض بعض النواب الموالين لحكومة الوفاق، قال الدكتور محمد الزبيدي المحلل السياسي الليبي وأستاذ القانون الدولي، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "أعضاء مجلس النواب المنشقين عن المجلس والمؤيدين لحكومة طرابلس أبدوا رفضهم الحضور للمؤتمر المقام في مصر، وقد أعلنت جماعة الإخوان ذلك، النواب الذين اشترتهم الجماعة لن يحضروا إلى مصر، ولم يتورعوا عن الإعلان عن ذلك". وأضاف: "حتى لو حضر بعض النواب الرافضين لعملية الجيش الليبي في العاصمة طرابلس سيحضرون فقط من أجل معرفة الرأي المصري حيال الوضع في ليبيا وما يجري من كواليس في هذا المؤتمر حول عملية طرابلس".
ويرى المحلل الليبي أنه لن يكون هناك تقارب في وجاهت النظر مع النواب المعارضين لعملية "طرابلس"، هم منذ البداية قاطعوا جلسات مجلس النواب وذهبوا إلى "طرابلس"، وأقاموا مجلس نواب موازي في "طرابلس"، وهؤلاء مؤيدون للميليشيات بامتياز، بحسب "الزبيدي"، مضيفا أنه "هؤلاء لن يقتنعوا أبدا بشرعية عملية الجيش في طرابلس، فالمعركة بالنسبة لهم معركة وجود".
إلا أنه في المقابل، أعرب عضو مجلس النواب الليبي عيسى العريبي عن تفاؤله بنجاح الاجتماع الذي قال إنه سيُخصص لإنتاج مبادرة برلمانية يمكنها المساهمة في الحل.