مصادر: مصر تتعاقد على 4 مقاتلات بحرية فرنسية و«لاتريبيون»: انقلاب فى تاريخ الصفقات العسكرية
أكدت مصادر عسكرية مسئولة أن مصر ستتسلم خلال الأيام المقبلة بالفعل 4 مقاتلات بحرية (طرادات) من طراز «جوييد» مزودة بصواريخ بقيمة تعاقدية تصل إلى مليار يورو بعد الاتفاق على شرائها مع المجموعة الفرنسية «دى سى إن إس» لتصنيع السفن. وقالت المصادر إن وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى كان قد تولى الاتفاق على الصفقة قبل نحو 5 أشهر وذلك لدعم الأسطول المصرى بمعدات وأسلحة جديدة، كما سيتم تزويد مصر بنحو 7 طائرات من طراز «إيرباص» خلال الفترة المقبلة لدعم القوات الجوية المصرية، وهى الصفقة التى اتفق عليها أيضاً «السيسى» قبل ذلك. ولفتت المصادر إلى أن الحكومة الفرنسية لم تُبدِ أى اعتراضات على تلك الصفقات ووافقت على إتمامها، وأضافت أن عددا من دول الاتحاد الأوروبى لم تعد تبدى أى اعتراض على إعادة العلاقات العسكرية مع مصر مرة أخرى بعد أن قامت بتجميدها عقب ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس السابق محمد مرسى، وأن من بين هذه الدول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها. وقالت المصادر إن «السيسى» أوصى قادة الجيش بضرورة تنويع مصادر السلاح على كل المستويات سواء فى البحرية أو الدفاع الجوى أو القوات الجوية.
وفى سياق متصل لفتت المصادر إلى أن بعض القطع البحرية التى سيتم استيرادها من فرنسا سيتم تجميعها داخل ترسانة القوات البحرية المصرية. وقال اللواء نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجى والعسكرى، إن هذه خطوة فى الاتجاه الصحيح، لأن مصر أخذت مبدأً بعد حرب أكتوبر 73 بتنويع السلاح، فتسلحت مصر من أمريكا وروسيا وفرنسا، لكن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ركز على التسليح الأمريكى الذى توفره المعونة الأمريكية، ومصر تحاول الآن أن تطبق مبدأ تنويع السلاح مرة أخرى حتى لا تقع تحت سيطرة أى دولة أخرى. وأضاف: «أعتقد أن مصر ماضية فى اتجاه جيد، لا بد أن نعرف أن أمريكا لها استراتيجيات فى المنطقة وتتم صفقات أسلحتها وفق هذه الاستراتيجيات التى تصب فى صالح تفوق إسرائيل العسكرى على بقية دول المنطقة».
ووصفت صحيفة «لاتريبيون» الفرنسية الصفقة التى تعتزم البحرية المصرية إبرامها مع شركة «دى سى إن إس» لشراء أربعة طرادات حربية بـ«انقلاب فى تاريخ الصفقات العسكرية»، خصوصاً مع فرنسا. ووفقاً لمصادر الصحيفة فإن الاتفاق قد تم من حيث المبدأ لبيع أربعة طرادات من طراز «جوييد 2400»، على أن يتم تصنيع ثلاثة منها داخل منشآت البحرية المصرية. وأشارت الصحيفة إلى أن الطرادات الأربعة مزودة بمنظومة صواريخ «ميكا» الاعتراضية متعددة المهام التى يمكن إطلاقها من البحر أو الجو والقادرة على المناورة بمختلف الزوايا لتفادى العوائق فى طريقها لإصابة الهدف، كما أنها مزودة بمنظومة «إيجزوسيه» الصاروخية المضادة للسفن التى يمكن إطلاقها من سطح السفن أو الغواصات أو طائرات الهليكوبتر أو الطائرات الحربية، وصواريخ «إيجزوسيه» تتمتع بمدى من 70 إلى 140 كيلومتراً حسب الطراز، وهى تعتبر المنافس الرئيسى لصواريخ «هاربورن» التى تستخدمها البحرية الأمريكية. وأشارت الصحيفة الاقتصادية المتخصصة إلى أن الطرادات يمكن تزويدها بطائرات دون طيار وغواصات دون طاقم، ويوجد بها مهبط للطائرات الهليكوبتر، ويبلغ طول الطراد 111 متراً وعرضه 16 متراً ووزنه عند النزوح نحو 3000 طن وتبلغ سرعته القصوى 28 عقدة ويبلغ عدد طاقمه 106 أفراد.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أن وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، هو من قرر هذه الصفقة، معتبرة أن هذا الاتفاق على شراء السفن الحربية من الشركة الفرنسية يعد أيضاً بادرة قوية من جانب القاهرة تجاه باريس. وقالت الصحيفة إن المشير السيسى الذى وصفته بأنه «الرجل القوى الحالى فى مصر» يود قبل مغادرته الوزارة من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية تلبية «لنداء الشعب»، إتمام عدد من الملفات، التى تتضمن أيضاً شراء تسع طائرات نقل عسكرية جديدة من مجموعة «إيرباص»، حيث تمتلك القوات الجوية المصرية بالفعل 5 طائرات «إيرباص» من طراز «سى 295» (الجيل الجديد) من بين 12 طائرة (إجمالى عدد الطلبية)، بحسب «لاتريبيون».
ونقلت «لاتريبيون» عن صحيفة «فيدوموستى» الروسية أن مصر قررت تنويع مصادر السلاح وعدم اقتصارها على الولايات المتحدة، حيث أجرت مصر مفاوضات مع روسيا لشراء أسلحة بقيمة 3 مليارات دولار، حيث تم توقيع اتفاق بالأحرف الأولى على شراء طائرات هجومية من طراز «ميج 29»، إضافة إلى نظم دفاع جوى مختلفة وطائرات هليكوبتر من طراز Mi-35 المعروفة باسم «العنكبوت الروسى». كما أن مصر قد تعاقدت مع ألمانيا بالفعل على غواصتين من طراز «تايب 209» التى تقترب مواصفاتها من مواصفات غواصة «دولفين» التى تمتلكها إسرائيل، خصوصاً أن الغواصتين من إنتاج شركة «آى كى أل» الألمانية، ودفعت الحكومة المصرية مقدم تعاقد لصفقة صواريخ «هاربورن بلوك» المضادة للسفن والغواصات التى تنتجها شركة بوينج الأمريكية ومن المقرر أن تتسلمها مصر بحلول عام 2016.
وفى سياق متصل ذكر تقرير لمعهد واشنطن أن سعى مصر لإبرام صفقات سلاح مع روسيا يمكن أن يقوض معاهدة السلام مع إسرائيل، وأشارت الصحيفة فى تقرير لها إلى أن سعى القاهرة لامتلاك أنظمة الدفاع الجوى المتطورة مثل منظومة «إس 300» وطائرات مقاتلة من طراز «ميج» والصواريخ المضادة للدبابات يثير قلق إسرائيل، وأوضح أنه على الرغم من التزام مصر بالاتفاقية الموقعة بين البلدين فى عام 1979، فإن مثل هذه الأسلحة المتطورة تهدد التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل، كما أن صفقة الأسلحة الروسية تنذر بانخفاض تدريجى فى قدرة واشنطن على السيطرة على نوعية وكمية الأسلحة التى تحوزها مصر.