رئيس أول جامعة تكنولوجية فى مصر: مهمتنا تأهيل الخريجين لسوق العمل وإكسابهم القدرة على العمل الجماعى والمنافسة
الدكتور سيد عبدالقادر رئيس الجامعة التكنولوجية فى بنى سويف
ساعات قليلة تفصلنا عن العام الدراسى الجامعى فى أول ثلاث جامعات تكنولوجية فى مصر التى جرى إنشاؤها وفقاً للقانون رقم 92 لسنة 2019، ضمن خطة الدولة لتطوير استراتيجية التعليم، فى جميع المراحل، لتخريج كوادر شبابية مؤهلة للالتحاق بسوق العمل على الصعيدين الداخلى والدولى.
د. سيد عبدالقادر: الجامعات التكنولوجية ستغير وجهة نظر المجتمع للتعليم الفنى.. وكوريا تدعمنا بالأجهزة وبرامج التدريب
«الوطن»، حاورت الدكتور سيد عبدالقادر، رئيس الجامعة التكنولوجية فى بنى سويف، للتعرف على الهدف من إنشاء الجامعات التكنولوجية ونوعية الدراسة بها والكليات التى تضمها، ودورها فى ربط الخريج بسوق العمل، وكيفية الالتحاق بجامعة بنى سويف التكنولوجية وسبب إنشائها على أرض المحافظة، فضلاً عن التعاون «الكورى- المصرى»، فيما يخص تدريب الطلاب وإلحاقهم بالشركات والمصانع فى الدولة الكورية، فإلى نص الحوار:
مصر بدأت انطلاقتها نحو ثورة صناعية حقيقية.. وتأهيل الشباب للعمل فى المصانع الكبرى بات ضرورة للاستعانة بهم فى المصانع والشركات الكبرى
بدايةً، ما هى الجامعات التكنولوجية؟ وما الهدف من إنشائها؟
- الجامعات التكنولوجية هى جامعات تهتم بربط الخريج بسوق العمل، وفق قرار إنشائها بالقانون رقم 92 لسنة 2019، حيث أقر القانون بخلق نظام جديد فى التعليم يهتم بربط الطالب والخريج بسوق العمل، وهو ما يعالج القصور الذى كنا نعانى منه سابقاً وتأخرنا فى علاجه، خاصة طلاب المدارس الثانوية الفنية أو المعاهد وغيرها، فلدينا نسبة تصل إلى 52% من خريجى المدارس الثانوية الفنية، كانوا مقيدين بالمؤهل المتوسط بسبب تدنى فرص استكمال التعليم وبالتالى يفشلون فى الحصول على فرص عمل مناسبة، بعكس 48% من طلاب الثانوية العامة الذين يستكملون دراستهم فى الجامعات أو المعاهد العليا، وبالتالى جاءت فكرة إنشاء الجامعات التكنولوجية، ليكون لها مجلس أعلى للجامعات التكنولوجية مُوازٍ للمجلس الأعلى للجامعات.
وفى العام الحالى تبدأ 3 جامعات تكنولوجية فى فتح أبوابها أمام الطلاب وبدء الدراسة بها، أولاها فى محافظة بنى سويف، وثانيتها فى قويسنا بالمنوفية، والثالثة فى القاهرة الجديدة، وجار إنشاء جامعات أخرى فى الإسكندرية وأسيوط وبورسيعد وغرب سيناء.
أما عن الهدف من إنشاء تلك الكليات، فيتلخص فى رفع قدرات الخريجين بما يتوافق ومتطلبات سوق العمل المحلية والدولية، واستحداث برامج وتخصصات جديدة تتطلبها سوق العمل، وتقديم تعليم تكنولوجى متميز من خلال برامج علمية وعملية ذات جودة عالية فى التعليم الجامعى، وتأهيل خريجين بمستوى متميز من المعرفة والإبداع التكنولوجى قادرون على المنافسة والعمل الجماعى والابتكار، بالإضافة إلى تحسين النظرة المجتمعية لخريجى التعليم الفنى، ودعم الصورة المجتمعية لهذا النوع من التعليم، وتوفير تعليم تكنولوجى يقدم خدمات تعليمية وتدريبية متكاملة ذات جودة مُناظِرة لنظم الجودة العالمية، وبما يسمح بإعداد خريج قادر على المنافسة فى أسواق العمل المحلية والإقليمية والعالمية، وإعداد كوادر لها القدرة على الاستمرار فى التعلم، والتحول المرن بين التخصصات الفرعية، بالإضافة إلى إمكانية الالتحاق بسوق العمل والعودة إلى الدراسة بعد تلقى التدريب والممارسة العملية المناسبة، واستحداث مسار جديد للتعليم والتدريب التطبيقى والتكنولوجى، ومُوازٍ لمسار التعليم الأكاديمى، يحصل خريجوه على درجات جامعية فى مراحل الدبلوم فوق المتوسط والبكالوريوس والدراسات العليا.
سنبدأ أول سنة دراسية بـ200 طالب من التعليم الفنى والثانوى العام.. وتكلفة الدراسة لا تتخطى 8 آلاف جنيه سنوياً
ماذا عن كيفية الالتحاق بجامعة بنى سويف التكنولوجية؟
- تبدأ أولى سنوات الدراسة بالجامعة التكنولوجية فى بنى سويف بـ200 طالب تم قبولهم، بينهم 160 طالباً من خريجى الدبلومات الفنية، و40 طالباً من خريجى الثانوية العامة، وسيتم إلحاقهم بأول كلية داخل الجامعة وهى الكلية المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة من خلال برنامجين هما برنامج تكنولوجيا المعلومات وبرنامج الميكاترونكس وهو برنامج هندسى متشابك بين تخصصات الميكانيكا والكهرباء والإلكترونيات والاتصالات، أما شروط قبول الطلاب فتضمنت أن يكون الحد الأدنى لقبول طلاب الدبلومات الفنية هو الحصول على نسبة 75% فى شهادة إتمام مرحلة الدبلوم الفنى، واجتياز اختبار القدرات والذى تضمن إجراء اختبار تحريرى فى اللغة الإنجليزية والرياضيات، بالإضافة إلى اختبار قياس مهارة إجادة علوم الحاسب الآلى، ونفس الشروط بالنسبة لطلاب الثانوية العامة، وزد عليها أن يكون الطالب شعبة علمى رياضة.
لماذا تم اختيار محافظة بنى سويف كمقر لأول جامعة تكنولوجية فى مصر؟
- تعد محافظة بنى سويف من المحافظات الواعدة عالمياً فى مجال الصناعة، وهو ما يبرهن على وجود كبرى الشركات العالمية بها حالياً، حيث تمتلك المحافظة ثمانى مناطق صناعية كبرى أهمها منطقتا كوم أبوراضى وبياض العرب الصناعية، بالإضافة إلى مناطق الصناعات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ووجود كبرى الشركات العالمية على أرضها منها شركة سامسونج للإلكترونيات والعربى للأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى مصانع الأسمنت، حيث تمثل المحافظة نسبة النصف تقريباً من إنتاج مصر من الأسمنت، فكل تلك المشروعات بحاجة إلى فنيين وتكنولوجيين مدربين على أعلى مستوى، وظهر ذلك بوضوح حيث أقدم أحد أكبر مصانع إنتاج الخميرة فى الشرق الأوسط على تدريب العمالة الخاصة به فى دولة الصين لإكسابهم المهارات اللازمة للعمل.
لماذا جامعة بنى سويف التكنولوجية مميزة عن غيرها؟ وما حجم التعاون مع الجانب الكورى؟
- أولى كليات جامعة بنى سويف التكنولوجية هى الكلية المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والتجارة، وجرى إنشاؤها بالتعاون مع الجانب الكورى من خلال هيئة «الكويكا» التى وضعت برامج الكلية، وتضم برنامجين دوليين: «برنامج تكنولوجيا المعلومات وبرنامج الميكاترونيكس»، وتحمل الجانب الكورى تأسيس الكلية على أعلى مستوى سواء من الأجهزة أو معامل أو مكتبات أو المكاتب الإدارية بالإضافة إلى تدريب أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب، وتدريب الطلاب فى المصانع الكورية الموجودة فى المحافظة أو فى مصر مثل مصنع سامسونج للإلكترونيات، كذلك تشغيل المتفوقين وذوى المهارة من الخريجين بتلك المصانع، كذلك هيئة «الكويكا» تدعم المصانع الكورية فى مصر أو المصانع فى دول الشرق الأوسط والخليج، فيمكن إلحاق العمالة المدربة الفنية بها، فهم دائماً ما يقولون لنا نحن لا نستهدف سوق العمل المحلية فقط بل سوق العمل الدولية أيضاً ما يتيح لخريج الكلية ذى المهارة العالية أن يكون مطلوباً فى المصانع الكورية بدول أخرى.
ما نوعية الدراسة بالجامعة التكنولوجية؟ وما النقابات التى يمكن للخريج الالتحاق بها؟ والمصروفات؟
- الدراسة بالجامعة التكنولوجية تعتمد بدرجة كبيرة على التدريب بنسبة تصل إلى 60% مقابل 40% للجانب النظرى، عكس باقى المعاهد أو الكليات أو الجامعات، وتجرى الدراسة فى مسارين أولهما تعليم فوق متوسط ويحصل الطالب على درجة فنى وتكون الدراسة لمدة عامين، ويخرج لسوق العمل على أن يستكمل دراسته بعامين آخرين فى أى وقت حتى لو بعد سنوات ليصل إلى مرحلة البكالوريوس، والمسار الثانى وهو حصول الطالب على درجة البكالوريوس مباشرة من خلال الدراسة لمدة 4 أعوام مستمرة، يعقبها الخروج لسوق العمل ويسمى الخريج هنا «تكنولوجى» أو «تقنى».
أما عن نوعية النقابة التى يمكن لخريج الجامعة التكنولوجية الالتحاق بها، فهناك مساعٍ لإنشاء نقابة للتكنولوجيين، تدافع عن حقوقهم، بالإضافة إلى أن النقابات الهندسية والعلمية الموجودة حالياً تسعى لضمهم، ولا تتعدى مصروفات الجامعة ثمانية آلاف جنيه سنوياً، تُدفع على أقساط، مقابل تقديم خدمة تعليمية وتدريبية مميزة لكل طالب، بينها تخصيص جهاز حاسب آلى لكل طالب طول مدة الدراسة، بالإضافة إلى معامل وقاعات مجهزة بأحدث الأجهزة التعليمية والتدريبية، كذلك أعضاء هيئة تدريس على أعلى مستوى تم التعاقد معهم لمدة 3 سنوات مقابل مبالغ مالية مرتفعة، بالإضافة إلى توفير الأنشطة داخل الجامعة، وإذا تم قياس المصروفات الدراسية بأى معهد أو كلية بجامعة خاصة نجد أنها تنخفض كثيراً عنها.
ماذا عن إمكانيات الكلية المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة؟
- تمتلك الكلية ثلاثة طوابق على مساحة 2700 متر تقريباً، تم إنشاؤها بتكلفة 100 مليون جنيه، وتحملت التكلفة وزارة التعليم العالى ونفذت المشروع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالإضافة إلى تحمل الجانب الكورى تأسيس الكلية بالأجهزة والمواد الدراسية والأساسات المكتبية، وتضم الجامعة حالياً أربع قاعات دراسية مجهزة بأحدث الأجهزة، تسع الواحدة منها ١٠٠ طالب، وثمانى قاعات كل قاعة منها تسع 50 طالباً، و13 معملاً بينها ستة معامل لبرنامج تكنولوجيا المعلومات، وسبعة معامل لبرنامج الميكاترونيكس، ومكتبتين تضم كل مكتبة منهما مكاناً للمناقشة سواء بين الطلاب وبعضهم أو الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وملعباً رياضياً مجهزاً لممارسة الأنشطة الرياضية، وغرفاً إدارية على أعلى مستوى، وجراج سيارات متاحاً للطلاب، بالإضافة إلى مساحة خضراء «لاند سكيب»، بالإضافة إلى وجود قاعات أخرى جارٍ تأسيسها مع التوسع فى إنشاء الكليات بالجامعة.
ما تقييمك لتجربة إنشاء الجامعات التكنولوجية؟
- لدينا ثورة صناعية فى محافظة بنى سويف بصفة خاصة، ومصر بصفة عامة، وبالتالى أصبح تأهيل الخريجين ضرورة حتى نتمكن من عصر التكنولوجيا الحديثة، وتغيير نظرة المجتمع تجاه التعليم الفنى التكنولوجى، وأن نحوله من مجرد حاصل على شهادة فقط إلى خريج قادر على مواكبة سوق العمل يمكن الاستعانة به فى المصانع والشركات الكبرى.