جيران الإرهابى: اعتنق الفكر التكفيرى وكان يحرم الجلوس على المقاهى
كان كغيره من الشباب، حياته ما بين الجد واللهو، ينتمى لأسرة متوسطة الحال فى محافظة الشرقية، عرفت بدماثة الأخلاق، فى لحظة سكون تبدل حاله وانتقل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين بعد اعتناقه أفكاراً دينية متشددة، تربع الشيطان على عرش قلبه، وزين له إزهاق النفس بغير حق. أحمد عبدالرحمن (29 عاما)، طالب بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، لم تسُقه الأقدار، بل ساقه شيطانه ليكون متهماً باستهداف رجال الجيش والشرطة خلال الشهر الماضى بعد أن وصلت أعداد الشهداء إلى عشرة من أمناء وأفراد الشرطة، إضافة لضابط بقطاع الأمن الوطنى بخلاف إصابة 5 من رجال القوات المسلحة. آخر ضحاياه، أمين شرطة عبدالدايم عبدالفتاح (35 عاماً) من قوة إدارة المرور بمديرية أمن الشرقية، ليكون الحادث الأخير الذى ارتكبه المتهم قبل مصرعه على يد أمين شرطة وأهالى مدينة الزقازيق. نشأ «الإرهابى»، الشهير بحمادة، داخل منزل بسيط مكون من حجرة وصالة بمساكن الإيواء بشارع المعلمين بمنطقة الحسينية بمدينة الزقازيق وظل به وعائلته حتى انتقلوا للإقامة بمنزل قاموا ببنائه عقب ثورة 25 يناير بعزبة البيه بمنطقة الحسينية.
«الوطن» التقت جيران المتهم الذين عزفوا عن الحديث فى بداية الأمر خوفاً من انتقام أى جماعات ينتمى إليها المتهم، غير أنهم أكدوا أنه حتى 4 سنوات سابقة كان شاباً مثل بقية الشباب: يتردد على المقاهى، يتأخر فى دراسته... إلى أن تبدل حاله وأطلق لحيته منذ نحو 4 سنوات وبدأ فى ارتداء الجلباب الأبيض القصير. وكان يتجمع مع رفاقه الجدد بمسجد بالقرب من مستشفى الحميات بمدينة الزقازيق وفى الدور الأول من منزلهم الجديد، كما حاول استقطاب عدد من شباب المنطقة ودعاهم لإطلاق اللحية واستجاب له البعض. وقال سعيد متولى، أحد الأهالى: «كان غامضاً ولكن لم نرَ منه أو من عائلته مكروهاً»، وتابع: «لو كان هو اللى قتل رجال الشرطة وحرق قلوب أهلهم عليهم يبقى يستاهل اللى حصل له». وقال أحد الأهالى -رفض ذكر اسمه- إن والده كان يعمل موظفاً بالسكة الحديد كما كان يعمل ترزياً، وله 3 أشقاء، ولد وبنتان، وخلال الفترة الأخيرة لم يكن يلقى السلام إلا على الأشخاص الذين يرتبط معهم بعلاقة مباشرة، كما كثر حديثه عن الحلال والحرام حتى وصل به الأمر إلى تحريم الكثير من الأمور كالتلفاز والمقاهى وغيرها، لافتاً إلى أن المتهم كان يعمل بمستودع الأنابيب ومنذ حوالى 3 أشهر وقعت مشاجرة بينه وبين بعض البلطجية الذين حاولوا الاستيلاء على أسطوانات الغاز لبيعها بالسوق السوداء إلا أنه فاجأهم وأطلق عليهم الأعيرة النارية، ومنذ ذلك الحين اختفى عن المنطقة لمدة 3 أشهر خوفاً من تتبع الشرطة له حتى فوجئوا بخبر اتهامه بقتل رقيب الشرطة.