باسم يوسف.. فنيتو.. بح.. خلاص!، وللأسف هو من كتب بنفسه كلمة النهاية على دراما بداية سقوطه الذى ظهر جلياً فى حلقته الأخيرة.. ارتباك، عصبية، عدوانية، وتصفية حسابات شخصية مع عبدالرحيم على ومع غيره من الإعلاميين الذين دخل معهم فى حرب لا شأن ولا دخل للمشاهدين بها!. ونسى باسم يوسف فى غمرة النشوة وإحساسه الطاووسى بالقوة والنفوذ أنه فى النهاية مجرد مقدم برنامج يقدم المتعة البريئة الصافية للناس، نسى أن الأصل فى الإعلام هو تقديم خدمة.. إضافة ما لحياة ملايين البشر الذين يمولون من جيوبهم إعلاناته ويدفعون له فى النهاية مرتبه!. وعندما كان «باسم» أيام حكم الإخوان يسخر من أداء رموزهم كان يعكس إحساساً شبه جماعى بأن البلد «رايحة على إيديهم فى داهية»، كان يجسد خوفاً حقيقياً على أمة فى خطر، ولكن عندما يفقد مذيع بحجم وتأثير باسم يوسف البوصلة ويضرب بقصد أعز ما تملكه بلده -فى هذه اللحظة- وينشر بين الناس الإحساس بالعدمية واللاجدوى والدونية والإحباط، فإنه يتحول شخصياً إلى عدو للأغلبية الساحقة الباحثة عن الأمل وعن شعاع ضوء وسط العتمة. ولم يفهم باسم يوسف أن ملايين الفقراء البسطاء فى مصر لا يضحكون هذه الأيام.. وليست لديهم أسباب للاستمتاع بنشر الغسيل القذر والتعريض والتشهير بالآخرين، البسطاء والغلابة فى مصر يا أخ باسم، مشغولون بالبحث عن لقمة العيش وعن فرصة عمل لابن عاطل تخرج من الجامعة منذ سنوات ولا يجد وظيفة.. ملايين العمال الذين ينتظرون فتح آلاف المصانع المغلقة، وملايين الشباب العاملين فى السياحة المتوقفة لا يملكون رفاهية تضييع الوقت فى متابعة معركة باسم السخيفة والسمجة مع مصطفى بكرى!، ثم إن الناس التى انفضت حول البرنامج اكتشفت فى الحقيقة أن باسم يوسف يضحك عليهم عندما يدعى بأن برنامجه هزلى وساخر وأنه يقدم مسخرة لا علاقة لها بالواقع، وكل هذا على العكس تماماً مما يتناوله البرنامج أسبوعياً من موضوعات وشخصيات يختارها بالتحديد للنيل منها بشكل فج وبعدوانية واضحة، وبالتأكيد فإن من حق باسم الانتقاد والسخرية والرفض لما يجرى إعلامياً وسياسياً، ولكن ليس من حقه أن يستغل الناس ويحولهم إلى طبالين فى زفة معاركه الشخصية مع أسماء بعينها، وليس من حقه أن يفرض على الناس فى البيوت لغته البذيئة ونكاته الجنسية التى يستخدمها طول الوقت فى هذه المعارك، وأنا هنا لا تعنينى أخلاق باسم ولا تربيته ولا نوع مدرسة جون ستيوارت التى ينتمى إليها، كما لا أنصب نفسى حامياً للأخلاق الحميدة، ولكنى أدافع عن حق الناس فى الاختيار وفى ألا يفرض عليهم مذيع أو قناة تليفزيونية يمولها دافع الضرائب المصرى لغة خاصة أو اتجاهاً جنسياً فى تقديم برنامج على قناة عامة غير مشفرة، هذا مخالف للقانون وضد الدستور وميثاق الشرف الصحفى.
إن ما يقدمه باسم يوسف فى برنامجه لا يختلف كثيراً عما تقدمه برامج الطبل والزمر وجوقة المنافقين، كلهم يقدمون إعلاماً مزيفاً وموجهاً ومستغلاً لأوجاع الناس، يتلاعب بهم وبأحلامهم البسيطة ويستنزف وقتهم وأموالهم لتحقيق بطولات وهمية وزعامات إعلامية ورقية!.
.. ثم إن باسم يوسف كذاب!
حرامى.. يسرق مقالات وأفكار الآخرين.. كتاب إسرائيليين وغربيين وجمال البنا، وحتى برنامجه مسروق طبق الأصل من جون ستيوارت، فكيف يصدق الناس ما يقدمه ويكتبه شخص يقدم نفسه رمزاً للحرية ومحارباً للفساد بينما هو فى الحقيقة كاذب.. وحرامى!.
وإذا كانت سرقة باسم لمقال أو أكثر صادمة للكثيرين من المخدوعين فيه، فإن الصادم والمزعج أكثر هو موقف جريدة الشروق التى استضافته واحتفت به وقدمته لنا بوصفه مفكراً وكاتباً كبيراً، وأنا لن أخوض كثيراً فى علامات الاستفهام العديدة حول توجهات الشروق ونجومها من وائل قنديل حتى هويدى.. ولكنى أعتقد أنه قد حان الوقت لتراجع الشروق نفسها وتعيد النظر فى نوع البضاعة الصحفية التى من نوعية مقالات باسم يوسف التى تبيعها للناس.
أما باسم يوسف، فأنا أهديه عبارة صديقه أحمد مكى «طير انت»، وأقول له إن تاريخ صلاحيتك انتهى، كما ستنتهى صلاحية آخرين قريباً، وإذا كنت قد اعتذرت عن سرقة مقال، فكيف ستعتذر عن سرقة شعب؟!.. يا «باسم».. اللص لص وإن اعتذر.