بعد أن عزلها "الإرهاب" عن مصر.. نشطاء يطلقون حملة "سيناء خارج التغطية"
"محافظة شمال سيناء ترحّب بكم"، بمجرد أن تقع عيناك على هذه اللافتة أعلى أحد الكمائن، وأنت في الطريق إلى مدينة العريش، فستبدأ قصتك مع "المدينة شبه المعزولة" عن مصر، ستحاول أن تتصل بأهلك لتطمئنهم على سلامة الوصول، ولكنك سرعان ما ستُصاب بخيبة أمل عندما تنظر إلى هاتفك فتجده "خارج التغطية"، بسبب قطع الاتصالات عن سيناء خلال العمليات العسكرية على الإرهابيين.
اعتاد أهالي سيناء منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وبدء الجيش لعملياته العسكرية، أن يعيشوا في عزلة منذ السادسة صباحًا وحتى غروب الشمس، حيث يتم قطع شبكات الاتصالات، والذي يتزامن في كثير من المناطق مع انقطاع الكهرباء، بالإضافة إلى أن مياه الشرب لا تأتي إلا يومين في الأسبوع، وبذلك تكتمل العزلة على محافظة شمال سيناء.
دفعت هذه العزلة بعض النشطاء السيناويين إلى إطلاق حملة على موقع التواصل الاجتماعي بعنوان "سيناء خارج التغطية"، هدفها توصيل أصوات أهالي سيناء للمسؤولين، كما يقول مصطفى ذكري، أحد النشطاء السيناويين.
ويضيف "ذكري"، لـ"الوطن"، أن "سيناء أصبحت كالجزيرة التي عاش عليها (روبنسون كروزو) في عزلته عن باقي دول العالم، حيث يتم قطع الشبكات منذ أكثر من 8 أشهر، وهذا يمنعنا من أن نقضي مصالحنا الحكومية أو الاتصال بالطوارئ إذا حدث مكروه، وحملة (خارج التغطية) ليس المقصود بها (الإنترنت وشبكات الاتصالات) فقط، فخارج التغطية تعني أن شمال سيناء أصبحت منعزلة عن باقي محافظات مصر".
"أيهما الأكثر ضررا.. أن يتم تفجير منشأة ويموت المئات من المواطنين أم يتم قطع شبكات الاتصالات عن المواطنين ولا يموت أحد" بهذا التساؤل ينتقد اللواء يسري قنديل، الخبير العسكري، حملة "سيناء خارج التغطية"، ويضيف لـ"الوطن" أن "قطع الاتصالات عن مدن شمال سيناء هدفه توفير الحماية والأمن للمواطنين، وتفويت الفرصة على الإرهابيين بأن يقوموا بعمليات تؤدي إلى قتل الأبرياء".
وأشاد قنديل بدور أهالي سيناء في التعاون مع الجيش، أثناء القيام بعمليات تطهير بؤر الإرهاب في المحافظة، مطالبًا الأهالي بالمزيد من الصبر والتعاون حتى يتمكّن الجيش من القضاء نهائيًا على الإرهاب ولتصبح سيناء خالية منه تمامًا.