أحد مصابي الثورة التونسية يطلب اللجوء إلى مصر أو المغرب بعد حكم سجنه لـ"مواقفه المعارضة"
"الآن أعيش معيشة الكلاب مطاردا في المغرب رغم أنني أحد مصابي الثورة التونسية، أنا أحد ضحايا مقاومة الفساد وتحالف رأس المال مع الإخوان في تونس، بهذه الكلمات عبر الناشط التونسي جهاد بن مبروك عن مأساته مع حركة "النهضة" التابعة للتنظيم الدولي لجماعة "الإخوان"، التي تسببت في الحكم بسجنه نتيجة مواقفه المنددة بحكومة "الإخوان" وتعاملها مع ملف مصابي الثورة التونسية في 14 ديسمبر 2010. وحاورت "الوطن" الناشط "بن مبروك" الذي بدأت قضيته تشغل الرأي العام التونسي، خاصة بعد فراره إلى المغرب وطلبه اللجوء السياسي في مصر أو المغرب. [FirstQuote]
* لماذا أنت مطارد الآن في المغرب رغم أنك واحد من مصابي الثورة التونسية؟
- في عام 2011 كنت لا أزال أعاني من الإصابة التي لحقت بي في الأيام الأولى للثورة، وكنت في حالة صحية يُرثى لها، ورغم ذلك تم اتهامي بدخول منزل الغير باستعمال القوة ليلا وتهشيم ممتلكاته. هذا الرجل الذي اتهموني بدخول منزله بالقوة هو وفيق المكشر، وهو رجل أعمال فاسد من النظام السابق (نظام الرئيس الهارب زين العابدين بن علي)، وكنت أحاربه لأنه كان يسرق الآثار من مسقط رأسي مدينة "الشابة"، وكان يتعدي على ممتلكات الناس مستخدما نفوذه وقوته.
* وما الذي حدث؟
- كانت جميع ملفات سرقة الآثار عندي، وبعد أن أفقت من غيبوبتي نظمت وقفة احتجاجية أمام بيت "المكشر" دعوت لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وشارك فيها العديد من المواطنين، وأنا حضرت بمساعدة أبي وأخي، فرد علينا "المكشر" والحرس الشخصي له بالسباب والشتائم. بعدها ذهب مجموعة من الشباب ودخلوا إلى حديقة منزله عن طريق تسلق سور البيت واستحموا في حمام السباحة الخاص بالمنزل وخرجوا، ثم جاء إلي شقيق "المكشر" وطلب مني بلطف أن أدخل كي أتحدث مع الشباب ليخرجوا، ففتح لي الباب ودخلت وأخرجت من دخلوا منزله.
* هل كنت ممن دخلوا المنزل وماذا عن الحكم الصادر ضدك؟
- لا أنا لم أكن من أولئك الذي تسلقوا السور ودخلوا المنزل، أنا أخرجت الشباب وانتهت الوقفة وبعدها فوجئت أني فقط متهم ومطلوب للعدالة ولا أحد غيري، وكان هناك 7 شهود على الواقعة، لكن القضاء لم يستمع إلى شهادتهم، ونظمت وقفات وعدد من أهلي مدينتي رفعوا قضايا، وذهبوا إلى الوزارات، وأنا أعطيت الملفات لجمعيات مقاومة الفساد، وفي النهاية المحكمة حكمت بسجني 3 أشهر رغم أنه لا يوجد أي دليل ضدي، وتقدمت بالاستئناف وعند يوم الاستئناف المحامين التابعين لي تفاجئوا بعدم وجود ملفي حيث تم سرقته. [SecondQuote]
* ما علاقة حركة "النهضة" بقضيتك؟
- أنا لدي مشكلات مع الإسلاميين منذ ظهورهم على الساحة السياسية، حيث كنت أدافع بشراسة عن ملف جرحى الثورة والشهداء الذي كان أكثر ملف يخافوه ويتلاعبون به، كنت أكشف ألاعيبهم و لم أقبل الإعانات ولا الكلمات الجميلة ولا فرص العمل. لم أقبل أي شئ وكنت أفضحهم.
* هل تعرضت لتهديدهم؟*- نعم هددتني النائبة عن حركة "النهضة" يمينة الزغلامي، واتهمتني أنني من "الموساد"، ولدي أطراف خارجية تدفعني وتمولني وهددت بسجني، وكذلك كنت أنظم العديد من المظاهرات والأعمال الإبداعية نحو أهدافنا، فأصبحت أطراف في وزارة الداخلية و"النهضة" تكرهني.
* ماذا عن العلاقة بين وفيق المكشر وحركة "النهضة"؟
- رجل الأعمال "توفيق المكشر" هذا رجل أعمال كان عميل النظام السابق وكله فساد وظلم، وكنت أحاول مع مجموعة أخرى التصدي له وفضح أعماله وأفعاله كسرقة الآثار وسرقة الأراضي والأموال. وبعد انتهاء نظام "بن علي" ما زال قويا ولا يزال أقوى. وطبعا رجل غني مثله سيمول الحركة كحزب حاكم لخدمة مصالحه، وهناك العديد من المحتمين الذين يملكون ملفات عنه ولكن لم يستطيعوا فعل شيء لأن لديه علاقات في العالم أجمع.
* هل تقصد أن حركة "النهضة" لها يد في قضيتك؟
- نوعا ما، ليس من البداية لكن لها علاقة بالحكم الأول بسجني، وسرقة واختفاء ملف قضيتي من محكمة الاستئناف.
* هل طلبت اللجوء إلى المغرب؟
- نعم، أنا الآن هارب في المغرب وأعيش معيشة الكلاب، أنا هنا في المغرب لا أملك شئ، ومن تونس ممنوع إني أقبل فلوس، وأطلب الحصول على حق اللجوء السياسي في المغرب، أو حتى في مصر، ربما في مصر 30 يونيو أجد حريتي التي انتشلت مني.
* ما الرسالة التي تريد توجيهها إلى أبناء وطنك في تونس؟
- في ظل اللا حرية الممارسة علي في بلادي التي أردت إعطائها الحرية بدمي وحياتي، أقول للمنظمات والجمعيات الحقوقية إنه "عار عليكم أن لا تقفوا إلى جانب هذه المهزلة، وأقول أيضا أنا لا زلت أقاوم إلى أن تحرر البلاد من مغتصبيها".