هو شخصية يكن له جميع الاشتراكيين التقدير والاحترام لأنه دبلوماسى باسم الاشتراكية..
هكذا قال: «إننى أحس على وجهى بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم فى هذه الدنيا، فأينما وجد هذا الظلم فذاك وطنى»، كما قال أيضاً: «لا يستطيع المرء أن يكون متأكداً من أن هنالك شيئاً يعيش من أجله إلا إذا كان مستعداً للموت فى سبيله».
لم يكن نضاله من أجل الفقراء والمهمشين والعمال المستغلين والفلاحين المنتزعين من الأراضى مقتصراً فقط على وطنه، بل تجاوز وطنه وعبر إلى أوطان أخرى لأنه لا يعرف حدوداً، فالعالم بأسره وطنه.. آمن بأن النضال هو الحل الوحيد لأولئك الناس الذين يقاتلون لتحرير أنفسهم، اهتم بالعدالة الثورية وإصلاح الأراضى الزراعية وقام بوضع قانون الإصلاح الزراعى.. تعرض لمحاولتى اغتيال فاشلتين إلا أنه فى النهاية تم إعدامه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.. عزيزى القارئ تمهل فإننى أتحدث عن تشى جيفارا، الذى اقتدى عبدالناصر بنضاله واشتراكيته، وليس عن حمدين صباحى، الذى يتاجر بناصريته واللعب على آلام الفقراء.. فالأخير نضاله هو البحث عن مصالحه الشخصية التى لا تتفق مع ثوابته الناصرية، فنراه يتحالف مع الإخوان، ألد أعداء عبدالناصر، من أجل البرلمان ويهاجمهم ويكون ضدهم عندما يداعبه حلم الرئاسة.. يقول إنه فى بداية حياته العملية عمل كمراسل يقبض 1000 دولار من جريدة الخليج فى الثمانينات، فى حين أن زملاءه كانوا يتقاضون آنذاك 60 جنيهاً، ولا أعرف لماذا هو بالأخص تم اختياره مقابل هذا الأجر دون زملائه؟
يقال عنه إنه مناضل، رغم أنه لم يحثنا يوماً على الثورة ضد مبارك.. ولكن لا أنكر أنه كان من معارضيه مثل الكثيرين.. وصف نفسه بأنه مرشح الثورة «كما وصف المعزول مرسى نفسه بأنه ابن الثورة»، رغم أن ثوريته ونضاله لم يتجاوزا ميدان التحرير والسير فيه أو التقدم فى مسيرة.. وإذا بحثنا فى الثورة سنجد أن هناك من هو أحق منه بهذا الترشح.. لا أعلم هل هو على دراية بأن ارتفاع عدد الأصوات التى حصل عليها فى انتخابات الرئاسة 2012 كان بسبب رفض حكم الإخوان وشفيق، وها هو الآن يلعب على أصوات الشباب الرافضين لحكم العسكر، رغم أن عبدالناصر الذى يقتدى به عسكر.. حقاً هل هو واحد مننا، أم أنه فقط يتاجر بآلام الناس وهمومهم، وهل عاش يوماً حياة مثل التى يعيشها من يتاجر بفقرهم، هل علم أسرته ثوابت الناصرية والاشتراكية التى يريد تصديرها للشعب، أم أنه تركهم يقعون فريسة للنصابين وهم يبحثون عن الثراء الذى هو أبعد ما يكون عن الناصرية؟ يا «سيد» حمدين ما المشروع الثقافى الذى يحمل بصمتك، وكيف استفاد الناس منه، وما تجاربك الناجحة فى علم الإدارة، التى سيستفيد منها الشعب عندما ينتخبك رئيساً؟
هل الجريدة التى تديرها فى مقدمة التوزيع، أم أن غالبية الشعب لا يعرفون اسمها؟
قد تكون حلو اللسان، ذا وجه طيب، ولكن هل هذا يكفى لإدارة دولة فى حجم مصر؟