وأخاف أن تكون حكاية القبض على مجموعة من الفنانين داخل أحد الجاليريهات بتهمة التعاطى وضربهم وحبسهم ما هى إلا فخ جديد منصوب للشرطة ووزارة الداخلية كلها، ملعوبة يعنى، وهو ذات الفخ المنصوب لها فى الجامعات المصرية الآن باتهامها بجرح وقتل الطلبة والصحفيين والمواطنين، وهو اتهام وشرك مرسوم كى «تقرف وتكفر» وتنسحب بسببه وعلى أثره قوات الشرطة من الشوارع والأقسام ومديريات الأمن فيما يشبه بالضبط ما حدث لها ومعها باختفائها المروع فى ليلة 28 يناير 2011.
وأخاف أن تتبعثر كل حبات الخرز التى لضمناها حبةً حبة بخيوط الدم فى 30 يونيو و3 يوليو: فأن يرتبك المشهد فجأةً وتشتبك الشرطة مع الفنانين بغض النظر عن إدانتهم أو تبرئتهم، مش ده المهم، فما يهمنى هنا هو دق إسفين بين أول كتيبة بدأت معركة 30 يونيو لحظة اعتصامهم داخل وزارة الثقافة ومنع وزيرها الإخوانى من أن «يخطى» أو يشوف عتبتها، وبين الشرطة التى عادت لحضن الوطن والناس ولضمت نفسها حبةً كبيرة فى عقد 30 يونيو الذى يراد له الآن أن ينفرط.. إزاى؟ لأنه ليس مفهوماً فى هذه اللخبطة والهرجلة والانفلات الأخلاقى المصرى الرهيب غير المسبوق والمفتوح على البحرى والقبلى أن تكبس الشرطة على مجموعة من الفنانين داخل دكان يبيع مقتنيات فنية بتهمة التعاطى، بينما التعاطى والتحرش يحدث فى المترو والجامعات والشوارع والأوتيلات الفخمة عينى عينك!! فهل هى عملية ملعوبة لإخراج حبتين من العقد الذى لملمنا حباته بدمنا؟ هذا أولاً، وثانياً سوف يربكك المشهد أكثر.
المشهد الخطير الآخر والذى سوف يجبر جهاز الشرطة على أن يعلن هروبه الثانى من الشارع المصرى هو الفخ المنصوب له فى الجامعات واتهام أفراد الأمن بقتل الطلبة والصحفيين فى الوقت الذى ترفض فيه الحكومة وعمداء الجامعات ووزير التعليم العالى دخول الشرطة داخل أروقة الكليات لحماية الطلبة والمدرسين والمنشآت من إرهاب الجماعة الإرهابية، فهناك من يقتل الأبرياء ويتهم الأمن بقتلهم، مع أننا كلنا على بعض كده نشكل تحالف كتيبة 30 يونيو وعدونا واحد وهو الجماعة الإرهابية.. فمن ذا الذى يجلس على كرسيه الوثير ويخطط بالدم لفرط العقد الملضوم بالدم؟
مشهد الفنانة «نهى العمروسى» بعد الإفراج عنها بكفالة -لعدم ثبوت تهمة التعاطى- وهى تحكى على الفضائيات وقائع ما جرى من تعدى بعض أفراد الشرطة على الفنان صاحب الجاليرى وطريقة القبض عليهم ثم احتجازهم مع الخارجين عن القانون، يشى هذا المشهد بأن هناك من أراد له أن يبدو كريهاً هكذا، فمن ذا الذى يريد تشويه صورة الشرطة التى تحارب الإرهاب والتى استعدناها فى تحالف 3 يوليو؟ ومن ذا الذى يريد تشويه صورة الفنانين الذين يحاربون الإرهاب والذين توجوا هذا التحالف وكانوا أول حبات عقده الملضوم بخيوط الدم؟ العدو واضح إذن فلماذا يصبح بعضنا لبعض عدواً لنعود شراذم من جديد مثلما كنا قبل 25 يناير 2011، فيأتى الرئيس الجديد فلا يجد شعباً واحداً، بل عصابات متناحرة.
إن الذين بدأوا المعركة وقادوا ثورة 30 يونيو الماضى عليهم أن يتحدوا من جديد من أجل 30 يونيو المقبل.