فى حالة انتابت السيد رئيس التحرير مجدى الجلاد، أصبحت ردوده على العبد لله غاية فى الغرابة، فإذا قلت له صباح الخير يرد: تحيا مصر، وإذا سألته عن رأيه فى مقال أول امبارح يرد: إحنا ف حرب يا محمد، وإذا قلت له إننى (مقلق) من السيسى، رد: إلا السيسى.. ده راجل بطل، بس المصيبة فى اللى بيتخانقوا عليه.
كان رأيى دائماً هو أن المنطق غريب، فـ(اللى حواليه) هو من جاء بهم، فيهم ناس فى غاية الاحترام والوطنية، وفيهم ناس (استغفر الله العظيم)، وإن كان على علم بذلك فتلك مصيبة، وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم، وكان مجدى الجلاد يرد بأن «السيسى» أذكى من أن يجعلهم يستمرون، وسيكشفهم ويستبعدهم، و.... و.... طبعاً لا أستمع لباقى كلامه وإن كنت أهز رأسى دائماً مدعياً المتابعة، ودائماً كانت تنتهى الحوارات بأن يقول الأستاذ مجدى: بكرة تقول مجدى قال لى!!
فأرد: واحنا نكره؟؟
ينشر مجدى الجلاد تقريراً عن حضور رئيس الأركان، محمود حجازى، لاجتماعات حملة السيسى. غريزة الصحفى عند «مجدى» تغلبت على غريزة (إحنا فى حرب)، والموضوع نفاه المتحدث العسكرى، وبغض النظر عن صحة الأمر من خطئه، وهو موضوع سنتركه لذكائك، فما لم ينفه أحد باقى تفاصيل التقرير، حيث منصور عامر يقدم رؤية اقتصادية للسيسى ويوافق عليها مبدئياً رغم أنها قائمة على (بيع البلد)، وما لم ينشره «الجلاد» أعظم، واعتراض اللجنة الاستشارية على الأمر مع هذا النشر هو الذى (فوّق) السيسى، لو جاز التعبير، وتم إجهاض الأمر، لكن الرد لم يتأخر.
بينما توجه زميلنا محمد عمارة إلى حملة السيسى للترشح للرئاسة لحضور المؤتمر الصحفى فوجئ بمنعه من الحضور، وأكد له القائمون على المؤتمر أنه ممنوع، ولم توجه له الدعوة، وأنها تعليمات عليا، وحين أراد الاستيضاح قال له أحد المسئولين الإعلاميين: كان لازم تقدموا السبت!!!!! رجل محدود التفكير مثلى كان يجب أن يفكر فى مغزى العبارة: قدموا السبت. ماذا تريد حملة السيسى من مجدى الجلاد وجريدة «الوطن» كى يقدموا السبت؟؟
أذكر حديثاً ودياً بينى وبين قيادة عسكرية رفيعة المستوى، لم يتعامل معى كصحفى، فلم أتعامل معه كمصدر، واتفقنا على أن تكون علاقتنا إنسانية لا أكثر ولا أقل، ويومها قال لى: أقسم لك بالله إننا لا نحب النفاق، ولا نحب المنافقين، وكل ما يفعلونه يضرنا، وأقسم لك بالله إن السيسى رجل محترم، ولا يغضب من النقد، ويتعامل معه بمحبة!!!
أتذكر الأمر الآن وأنا أحاول أن أنصح مجدى الجلاد وجريدة «الوطن» التى أشرف بالكتابة فيها بما يمكن أن يقدموه من (سبت) كى ترضى عنهم حملة السيسى، وأقترح على مجدى الجلاد ما يلى:
- اكتب توكيلاً على طريقة (وكلتك نفسى): تخيل يا أستاذ مجدى رجل الشهر العقارى وهو يضع المنديل على يدك وأنت توكل السيسى، ثم تخيل صورة لك مع التوكيل فى أكثر من وضع، وأخبرنى بالله عليك: ألا يدخل ذلك السرور على حملة السيسى ويجعلهم يرضون عن «الوطن» وعنك؟؟
- (غنى تسلم الأيادى): فيديو على الموقع لمجدى الجلاد يغنى تسلم الأيادى سيكون (سبتاً) مناسباً.
- اكتب مثل مصطفى بكرى: أظن مش محتاجة تفسير.
- تحدث مثل توفيق عكاشة: العيال بتوع الحملة فاكرين إننا بنتهت.. لا يا وله منك ليه ده أنا عارفك انت وهو من أيام البامبرز.. ده انتو جبتو عمرو موسى الخامس يا وله.. ولاّ نتكلم!!
- دافع مثل أحمد موسى: مجدى الجلاد واقفاً أمام باب الحملة يتحدث مع كبيرها وهو يقول بمنتهى البسالة لمن رفض دخوله: هععععووووورك.. مع ما تيسر من (هااااااححححححح).
- اطلب مثل غادة شريف: نحن ملك يمين الحملة يا سيسى.. عايزين إيه.. صفحة فى الجريدة؟؟ صفحتين فى الجريدة؟؟ خدوا فيها اللى انتو عايزينه.
- ادعُ للحملة مثل عادل إمام: عايزين طرشى اديهم طرشى يا رب.. اللهم طرشيهم وخيرلهم.. اللهم اخرب بيتنا إحنا يا شيخ وخلى أم الحملة.. اللهم شلحنا وغطيهم.. اللهم انفخنا وفسيهم.
أخيراً يا أستاذ مجدى، لو لم ترض الحملة التى تسعى للانبطاح التام أو المنع الزؤام، فالحل أن تذهب بنفسك للمؤتمر المقبل، راكباً بسكلته.