روسيا تهدد بالتدخل في شرق أوكرانيا إذا تعرضت مصالحها للخطر
أكدت روسيا، أمس، استعدادها للتدخل إذا تعرضت مصالحها للخطر في شرق أوكرانيا، بعد أن استأنفت كييف عملية لـ"مكافحة الإرهاب" ضد الانفصاليين الموالين لموسكو، ما رفع مجددا وتيرة المواجهة بين الأخيرة والغرب.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتانماير "كل يوم يمر يجعل التوصل إلى حل أكثر صعوبة".
وبعد بضعة أيام من إشاعة الأمل بالتهدئة على إثر توقيع اتفاق دولي في جنيف، تصاعدت اللهجة فجأة بين موسكو والغرب مع تبادل الاتهامات بإدارة تحركات أنصارهما وحشد قوات على حدود البلاد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لتليفزيون آر تي "إذا تعرضت مصالحنا المشروعة، مصالح روسيا، للخطر بشكل مباشر كما حصل في أوسيتيا الجنوبية (المنطقة الانفصالية في جورجيا)، لا أرى أي طريقة أخرى سوى الرد مع احترام القانون الدولي"، مؤكدا أن "الهجوم على مواطنينا الروس هو هجوم على روسيا".
وفي 2008 اندلعت حرب خاطفة بين روسيا وجورجيا اعترفت موسكو في ختامها باستقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لها في هذا البلد الصغير في القوقاز هما أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
ولم تكف السلطات الروسية عن القول إن الأوكرانيين من أصل روسي مهددون من قبل مواطنيهم القوميين الذين يدعمون السلطات الموالية للغرب التي سيطرت على الحكم في كييف منذ عزل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش.
ويأتي هذا التحذير على إثر إعلان سلطات كييف استئناف عملية "مكافحة الإرهاب" ضد الانفصاليين في شرق أوكرانيا التي علقت لمناسبة عيد الفصح، وذلك بعد ساعات على مغادرة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في ختام زيارة رسمية لكييف.
ولهذه المناسبة، رأي وزير الخارجية الروسي أن قرارات سلطات كييف "موجهة" من الولايات المتحدة.
وقال "من الواضح أنهم اختاروا توقيت زيارة نائب الرئيس الأميركي لإعلان استئناف العملية لأن ذلك تم فور مغادرة جون برينون (مدير سي آي أيه) لكييف"، مضيفا "ليس لدي أي سبب يدفعني إلى الاعتقاد بأن الأميركيين لا يحركون هذه العملية بشكل مباشر".
ولكن عملية "مكافحة الإرهاب" التي أطلقتها كييف في شرق البلاد لم تحقق حتى الآن إلا نصرا وضيعا، تمثل أمس، في إعلان وزارة الداخلية الأوكرانية "تحرير" مدينة سفياتوغيرسك الواقعة على بعد نحو عشرين كلم من سلافيانسك، من أيدي الانفصاليين.
العملية تمت "من دون سقوط ضحايا"، كما أوضحت الوزارة في بيان وصف المدينة على أانها نقطة "إستراتيجية" على حدود المناطق الثلاث الناطقة بالروسية: دونيتسك ولوغانسك وخاركيف.
وجددت الخارجية الروسية دعوتها كييف إلى سحب قواتها من شرق أوكرانيا. وأوضحت الوزارة في بيان أن "روسيا تصر من جديد على وضع حد فوري لتصعيد الوضع في جنوب شرق أوكرانيا وعلى انسحاب القوات الأوكرانية وبدء حوار حقيقي بين الأوكرانيين مع كل المناطق والتنظيمات السياسية في البلاد".