طمعاً فى حلاوة روحكم تشجعت وكتبت هذا الكلام لأنشره فى «الوطن».
لن أدافع، ولن أهاجم، ولن ألعب فى منطقة الوسط. لن أدافع عن الفيلم ولا عن صُنّاعِه ولا عن أبطاله ولا عن نفسى، لأننى شاركت فيه.
ولن أهاجم أحداً هاجمه -شاهده أو لم يشاهده- أو حتى شاهد إعلانه فقط، أو حتى سمع عنه من آخرين، أو حتى هاجمه من باب «الهجوم خير وسيلة للظهور» أو من باب الوقوف فى الطابور أو الدخول فى الهوجة وركوب الموجة. ولن ألعب فى منطقة الوسط، ليس شجاعة أو بطولة منى بالرفض لهذه المنطقة، ولكن لأنها مملوءة عن آخرها وليس فيها موقع لقدم، وبالذات هذه الأيام. ولا أنكر أننى حاولتُ اللعب فيها أكثر من مرة، ولكن للأسف فشلتُ فشلاً ذريعاً بسبب رفض المهاجمين والمدافعين لطريقة لعبى، فكان مصيرى دكة الاحتياطى، ثم اعتزلت اللعب تماماً واكتفيت بالفُرجة لفترة ليست قصيرة ههههههه.. واخدين بالكم -اكتفيت بالفُرجة- ولهذا لن أدافع ولن أهاجم، بل سأعترض فقط.. ممكن بعد إذنكم أعترض فقط؟!.. أعترض على أن أهاجم ما أراه «إسفافاً» بإسفاف.. وأعترض على أن أهاجم الألفاظ البذيئة الخادشة للحياء بألفاظ أكثر بذاءة وخدشاً. وهذا ما يحدث الآن على صفحات التواصل الاجتماعى وكثير من المواقع مش بس لحلاوة روح.. لأ.. دى بقت ظاهرة عامة. الشتيمة بقت بالأب والأم عادى، والهاشتاجات، وما أدراك ما الهاشتاجات، ههههههه.. فماذا أنت فاعلٌ فى هذا الأمر يا من أحبك وأحب حبك للوطن ونشاطك وإخلاصك وتفانيك فى محاولة النهوض به؟! الفيلم يا سيدى ع اليوتيوب بعد المنع تجاوز عدد مشاهديه، كما سمعت من الأستاذ، يسرى فودة فى آخر كلامه، ٢ مليون خلال يومين فقط، وعدد من دخل على أغنية الفيلم تجاوز الستة ملايين.. ولذا كم كنت أتمنى أن يكون القرار بالمنع عبر الطريق الشرعى القانونى الدستورى الذى يعرفه المتخصصون، وأعترف بأننى لستُ منهم، ولكنى واحد من الملايين الذين يدعون الله بأن يوفقك يا باشمهندس فى تخفيف أوجاع هذا الوطن التى تتزايد وتتزاوج وتتوالد وتتكاثر بشكل مرعب وفظيع، وهى بالتأكيد ليست بسبب «حلاوة روح» ولكنها بسبب «وحاشة روح»، وحاشة روح الذى لا يريد أن ينعم هذا الوطن الحبيب بالأمن والأمان والهدوء والاستقرار، وحاشة روح الذى يزرع الفتن والقنابل لنحصد الدمار والانهيار، وحاشة روح اللى بيعمل م الحَبّة قُبة عشان يلخمنا عن مشاكلنا وعن همومنا.. والوحاشة للأسف لها أمثلة لا تُعد ولا تحصى.. وقد كتبت من سنتين تقريباً تأثراً بأكوام القمامة التى ملأت شوارعنا وما زالت تملأها، وهى من أخطر وأسوأ نماذج وحاشة الروح الكثيرة جداً فى حياتنا:
نفسى أقول بس القواله.. يائسة جداً وحزينه
إحنا عايشين فى الزباله.. ولا هيّا عايشة فينا
ثم وجدتنى أقول الآن تأثراً بالعنوان:
هيا حلاوة روحنا راحت.. ولا فاضل فيها حَبّه
أصل حلاوة روحنا كانت فى التسامح والمحبه
وبمزيدٍ من الطمع فى حلاوة روحكم أستأذنكم فى الآتى بغضّ النظر عن المستوى الفنى للفيلم وكل التحفظات عليه:
١- إلى الطفل المهذب الرقيق الخجول «كريم»، أرجوك يا ابنى، عدم الظهور فى أى برامج أخرى وعدم التحدث للصحفيين والتركيز فى دراستك ومستقبلك ولا تقلق فآفة حارتنا النسيان يا ولدى.
٢- مشهد اغتصاب الطفل للبطلة الذى أثار ذعر وغضب كل الناس، غير موجود فى الفيلم خالص، إلا لو اعتبرتم «محمد لطفى» طفل هههههههههههه.. حبيبى يا لطفى بهزر والله.
٣- قال زكريا الضرير قُرب النهاية: مش كل أهل الحارة أشرار وفاسدين.. فيه ناس طيبين بس مش باينين.. صوتهم واطى وضعيف.. الشر صوته أقوى وأعلى يا روح.
«أصل حلاوة روحنا راحت.. بس فاضل فيها حَبّه
ممكن بكره تبقى شجره.. للتواصل بالمحبه»
وإلى أن نلتقى مرة أخرى، دا لو كان فيه مرة أخرى، لكم أطيب أمانى قلبى ودعواته.. وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته.