فى مثل هذا اليوم -السبت- من الأسبوع المقبل، سيكون المصريون، وكل من يعنيه أمرهم فى العالم كله، قد عرفوا من هو رئيس مصر، نعم، أسبوع واحد فقط يفصلنا الآن عن هذه اللحظة التاريخية التى تمثل لغالبية المواطنين فى هذا البلد خروجاً مهيباً من النفق المظلم والقذر الذى حشرتنا فيه قوى الشر العالمية، واستعانت بتنظيم دولى غامض وماسونى الطابع، لإعادة رسم خريطة المنطقة كلها لترسف عشرات السنوات المقبلة فى مزيد من التشتت والانهيار والانقسام.
أسبوع واحد فقط، وتطبع مصر أولى خطواتها المدروسة والواثقة على طريق الاستقرار والعمل والبناء، وفى الوقت ذاته تخوض آخر معاركها مع فلول الإرهاب السادى والشاذ إنسانياً وفكرياً، وهى معارك ستنتهى حتماً باجتثاث الإرهاب من جذوره وتطهير مصر من بؤره القذرة.
أسبوع واحد وتلتقط الدولة المصرية أنفاسها، وتوسع زاوية الرؤية ومداها لتشمل الجوار الجغرافى والإقليمى، وتبدأ فى فتح ملفات أمنها القومى الأكثر أهمية من مجرد مطاردة فلول الإرهاب فى البؤر المحلية، وليس هناك أدنى شك فى أن ذراع الدولة المصرية ستصل إلى منابع هذا الإرهاب فى أى مكان تتخندق فيه، ولن تجرؤ قوة دولية غاشمة على إسباغ أى نوع من الحماية لهذه الجماعات الشاذة التى استثمرتها الرأسمالية المتوحشة والصهيونية العالمية فى تمزيق الدول العربية والإسلامية وإنهاكها فى معارك داخلية.
نعم، بعد أسبوع واحد من الآن، يحق لكل مواطن شريف فى هذا البلد، أن يزهو بنفسه وأن يفرح بوصولنا إلى هذه الخطوة من خريطة طريق ثورة 30 يونيو 2013، بعد أن رأينا بأعيننا، وعشنا حتى النخاع أيام وأسابيع وشهور بيع مصر فى مزاد خسيس، كان تنظيم الإخوان الغامض طرفاً أصيلاً فيه، وكان الوطن يضيق يوماً بعد آخر حتى تم اختصاره إلى مجرد «أسرة» معرّضة طيلة الوقت للاختطاف والقتل والانتهاك على أيدى هذه الميليشيات الكافرة التى لم تدخل بلداً إلا ومزقته، ولم تخالط بشراً إلا وحوّلتهم إلى أسرى وسبايا.
لهذا كله، أعتبر نزول المصريين فى حشود هادرة وهائلة للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية يومى الاثنين والثلاثاء المقبلين فرض عين على كل مصرى، يرجو من الله أن يوفر له ولأهله الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية والعيش الآمن المطمئن، والأمل فى حاضر أقل معاناة، ومستقبل مستقر ومزدهر، يعثر فيه المريض على رعاية صحية كريمة، والطالب على جامعة تنير عقله وتؤهله لعمل يفيد به نفسه وأهله وبلده بدلاً من «الجامعات» التى تحوّلت تحت أيدى «الإخوان» إلى ساحات للقتل والتخريب والانتقام الآثم والفاجر من كل المصريين الذين رفضوا أن تحكمهم عصابة غادرة تعتبر الوطن وثناً والوطنية وثنية.. وتخطط لحرمان المصريين من التعليم حتى يسهل اقتيادهم باسم الدين.
إن أى تكاسل عن التوجه إلى مقار اللجان فى هذين اليومين يُعد خطيئة لا تُغتفر فى حق الوطن، والأهم من ذلك أن الشخص الذى سيتخلف عن الإدلاء بصوته لعذر غير قاهر، أو لسبب يمكن تأجيله، هو شخص يفرط بإرادته فى أمنه وأمانه، ويسهم فى حرمان أولاده من حاضر آمن ومستقبل مزهر، ويمنح شذاذ الآفاق فرصة الاستمرار فى إنهاك أجهزة هذا البلد حتى ينهار على رؤوسنا جميعاً، لا قدر الله.
لا خوف أبداً من الذهاب لمقار اللجان والاحتشاد أمامها فى احتفالية تاريخية مهيبة طيلة اليومين.. ولا قيمة على الإطلاق للتهديدات البائسة التى تشيعها الكتائب الإلكترونية للإخوان، فهؤلاء لم يعد لهم غير هذا الوجود العنكبوتى الوهمى، ولم يعد باستطاعتهم أن يفعلوا شيئاً غير إشاعة مناخ الخوف لعله يُفلح فى تخفيض نسبة التصويت حتى يتسنى لهم المتاجرة دولياً بهذا الأمر، ولكنهم لن يعثروا هذه المرة على بضاعة حقيرة للمتاجرة بها، فجيش مصر العظيم وشرطتها الوطنية، قادران على تأمين الانتخابات وتأمين الوطن كله أثناء وبعد الانتخابات التى ستخرج مصر منها سالمة بإذن الله.. لتنطلق بعدها إلى مستقبل بلا إخوان وبلا إرهاب.