ذكر المهندس خيرت الشاطر -فى معرض حديثه عن مشروع النهضة- عبارة منصفة قال فيها «إن النهضة تحتاج إلى شعب مؤهل». وهى مقولة لا يختلف عليها اثنان، ولكن هل نفهم من ذلك أن «مشروع النهضة» موجود فعلاً، وأن الإخوان «قادة النهضة» متوافرون، وأن المشكلة الآن فى الشعب الذى يحتاج إلى نوع خاص من التأهيل ليرتقى إلى مستوى التحدى؟
وأمام هذه المعضلة يثور تساؤل آخر حول الكيفية التى سيتعامل بها الإخوان معها، وأى حل سيطرحون استجابة لاستحقاق النهضة؟
فى تقديرى أن أمام الإخوان حلاً من ثلاثة: التأهيل أو التصدير أو الاستيراد.
الحل الأول يفرض إعداد «برنامج تأهيل للمصريين» لكى يصبحوا قادرين على القيام بعبء النهضة. والجماعة أولى من غيرها بتحديد محتويات هذا البرنامج التأهيلى، وقادتها خير من غيرهم، كمدربين على شروط النهضة، حتى تتمكن من عقل ووجدان المصريين. ولكى نضمن أعلى درجات الجدية والالتزام، أتصور أن يكون الالتحاق بالبرنامج نظير رسوم رمزية محددة يدفعها المواطن، «عشان ياخد الموضوع جد»؛ فالمعروف أن المواطن لا يأخذ أى موضوع مأخذ الجد إلا لو تمت «لسوَعته» بالفلوس! لكننى أحذر كل الحذر من ظهور بعض الأمراض المرتبطة بأى نوع من التعليم فى مصر، مثل مرض الدروس الخصوصية!
الحل الثانى الذى يمكن أن يتجه إليه الإخوان هو البحث عن شعب آخر مؤهل لتنفيذ «برنامج النهضة»، ربما يكون الشعب الليبى أو الشعب اليمنى، أو أى شعب آخر من شعوب الربيع العربى، يستثنى من ذلك بالطبع الشعب التونسى، لأن لديه «حزب النهضة»، وبالتالى فالحزب يغنيه عن المشروع! وسوف تكون تجربة فريدة من نوعها أن تبدأ جماعة الإخوان رحلتها فى حكم مصر بتصدير «النهضة» إلى الخارج، فقد يؤدى ذلك إلى الحصول على عملات صعبة تساعدنا فى سد العجز فى الموازنة، وتعويض التآكل فى الاحتياطى الدولارى!
والحل الثالث، عكس الحل السابق، إذ لا يعتمد على التصدير، بل يستند إلى فكرة الاستيراد، وهى فكرة مصرية عتيدة تتواءم مع الكسل المصرى العتيق الذى يرفض فكرة الإنتاج ويفضل الاستهلاك. فمن الممكن حل المشكلة ببساطة بـ«استيراد شعب» مؤهل، ولا يحتاج إلى «وجع دماغ» فى إعداده لكى يفهم معنى النهضة، وتعاليم مشروع النهضة الإخوانى، ويكون من الشطارة بحيث يستطيع القيام بالمطلوب منه! وأقترح فى هذا السياق أن تقوم الجماعة بنشر إعلان بالصحف ووسائل الإعلام العالمية تحت عنوان: «مطلوب شعب لزوم نهضة»، تحدد فيه الشروط والمواصفات المطلوبة لأفراده، والجهة التى يتم تقديم «الشعوب» إليها، كى نستطيع الحصول على شعب يرقى إلى مستوى الإخوان ومشروع نهضتهم.. مش شعب «خمّة زينا»!