رقيب شرطة أصيب فى انفجار مديرية أمن القاهرة بعمى وفشل فى التنفس: «الداخلية» رافضة تعالجنى
كان المشهد هادئاً كما هو معتاد صبيحة كل جمعة أمام مديرية أمن القاهرة، وقف «محمد كامل» طويلاً يستمتع بجمال المشهد الذى تمتزج فيه خضرة الأشجار ونقاء الهواء أمام متحف الفن الإسلامى، قبل أن يصعد سريعاً إلى مكتبه فى الدور السادس فى إدارة النجدة بالمديرية حيث يعمل رقيب شرطة، كانت الساعة تشير إلى العاشرة والربع صباحاً وما زال الوقت مبكراً على موعد إفطاره ولكنه قرر أن يتناوله حتى يلحق بصلاة الجمعة «خفيفاً»، قضم «كامل» أول لقمة من الساندوتش ثم سمع صوت انفجار ضخم تلاه آخر، لم يشعر بعدها بشىء فقد سبّب له انفجار مديرية أمن القاهرة يوم الرابع والعشرين من يناير جروحاً بالغة.
ارتجاج فى المخ، عمى فى عينه اليمنى، رؤية ضبابية فى عينه اليسرى، جروح فى وجهه استدعت خياطتها بـ200 غزرة، ضيق فى القصبة الهوائية.. كل هذه الإصابات ما زال رقيب الشرطة يعانيها حتى الآن رغم مرور عدة أشهر على الانفجار، حيث يحتاج حسب الطبيب المعالج «الخاص» إلى جراحة تكلف 40 ألف جنيه، أما وزارة الداخلية فرفضت علاجه على نفقتها: «مش عايزين يعالجونى، ومقصرين معايا مع إنى عمرى ما اشتكيت ولا اتكلمت، وقمت بواجبى فى خدمة البلد على أكمل وجه».
عدم قدرة «كامل» على التنفس تجعله يجد صعوبة بالغة فى الكلام لكنه روى بصوت متقطع: «خرجت من مستشفى المعادى وأنا مش قادر أتنفس، رحت لدكتور عمل لى فتح فى الرقبة عشان الهوا يدخل الرئتين وبرضه حالتى ما تحسنتش».
«اللف على المستشفيات»، مهمة يومية يقوم بها رقيب الشرطة، لتنظيف أنبوب التنفس حتى لا يموت فى أى لحظة مختنقاً: «رُحت قسم العلاقات الإنسانية فى وزارة الداخلية وقلت لهم على العملية فقالوا لى مالناش دعوة، التقرير بيقول إنك محتاج متابعة بس.. يرضى مين ده يا ناس». «كامل» الذى يعيش فى قرية «عمروس» فى المنوفية ينفق يومياً 200 جنيه على التنقل والعلاج فى القاهرة وهو لا يستوعب كيف تتخلى عنه وزارة الداخلية التى أفنى عمره فى خدمتها: «يا ريتهم قصّروا فى علاجى بس دول خصموا الحوافز بسبب انقطاعى عن العمل وكل اللى خدته منهم تعويض ألفين جنيه عن إصابة العمل».