يعيشون تحت سطح الأرض بأمتار، فى بلوكات تتكون كالعنابر من صفين من الغرف المنفصلة المتراصة (الغرفة 5 أمتار) ويفصل بين صفى الغرف طرقة طويلة ضيقة مظلمة عرضها متر، وفى كل غرفة تعيش أسرة، ويوجد حمام واحد فى كل دور فى نهاية هذه الغرف (15 غرفة) يخدم جميع الأسر برجالها ونسائها وبناتها وشبابها وأطفالها، كما توجد حنفية واحدة به وقد لا توجد.
أحد الناس ساعد وبنى لهم حماماً منفصلاً خارج البلوكات، ولكن الأهالى تفضل قضاء حاجتها فى صفائح داخل الغرف التى يعيشون فيها من أجل الأمن والأمان، وخوفاً على نسائهم وبناتهم وأطفالهم من البلطجية والمنحرفين المتحفزين، ومن أجل الاستقرار ومنعاً للقلق الذى يؤثر سلباً على عملية الإخراج عند البشر.
وتتسرب مياه الصرف الصحى من المواسير المتهالكة على أرض البلوكات (البدروم) وتكاد لا تجف أبداً ولا تفارقهم الروائح الكريهة، ولا يأتى عمال الحى لشفط مياه المجارى هذه إلا بعد قبض المعلوم، وتثور دائماً مشكلة بين السكان: من يدفع هذا المعلوم؟ يقول البعض: أنا دفعت من قبل أو نحن لا نستخدم الحمام أو ليس معنا لندفع، ويختفى آخرون عند الدفع.
مياه الصرف الصحى الموجودة فى الغرف تسببت، غير الأمراض، مثلاً فى خبر أفلت ونقلته الصحف عن وفاة شخص من جراء ملامسة الكهرباء لمياه المجارى فى حجرته.
هذه هى مساكن عزيز عزت التى تسكن فيها السيدة أسماء فؤاد التى قالت الأنباء إن العقيد أيمن الحمزاوى رئيس مباحث الإشغالات والمرافق بالجيزة صفعها ثلاثاً على وجهها، لأنها ألحت لكى تقابل المحافظ وتقول له حسب الفيديو المذاع كلمتين عن أحقيتها فى شقة من الشقق التى يوزعها على سكان منطقة عزيز عزت.
السيدة المنفصلة عن زوجها وتعول بنتين وولداً معاقاً قالت: بعد ما الضابط ضربنى على وشى شعرت بظلم شديد لأنى طلبت حق ولادى وعدت للبدروم وقدمت شكوتى لله.
أى أنها لم تشك الضابط الذى صفعها، بينما كان فيديو الواقعة قد انتشر، والداخلية نفت الواقعة ثم اتخذت إجراءات استباقية تحسباً وقالت إن أسماء مسجلة فى ثلاث قضايا (لم تحددها).
تقول أسماء: بعدها بثلاث ساعات جالى أمين شرطة وقالى تعالى نخلص ورقك بالقسم، لأن المحافظ حيسلمك الشقة، رحت لقيتهم بيوجهوا لى تهمة الاعتداء على الضابط ومقاومة السلطات وتم احتجازى فى القسم ومساومتى على التنازل عن المحضر مقابل أن أقول فى النيابة إن الضابط لم يعتد علىَّ.
وقالت جريدة الوفد، نقلاً عن تحريات الأمن: السيدة اعترضت طريق الموظفين وطرحت أحدهم أرضاً وسبته واتهمتهم بالتواطؤ والرشوة، وتعدت على رئيس الحى بالسب والقذف وحاولت التعدى على ضابط الشرطة!
السيدة التى تسكن فى البدروم الطافح دوماً بالمجارى وتريد شقة من المحافظة وضُربت قالت: أنا مش قد الحكومة. والنبى يا أستاذ تامر (مذيع) مش عاوزة مشاكل مع حد، إيد الضابط جت فيَّا غصب عنه. وزارة الداخلية أحالت الضابط إلى النيابة بعدما عرّضت السيدة فى أحد أقسامها لضغوط ومحضر واحتجاز وتحريات ومساومات. والضابط الذى ضرب المرأة التى تعول معاقاً ذهنياً وبنتين علناً فى حضور المحافظ والمسئولين والأهالى والصحفيين، لم يتحدث ليطمئننا كيف حاله فى الغرف المغلقة مع المواطنات والمواطنين.
أم خالد إحدى الساكنات فى البلوكات ذات الرائحة الكريهة سألت: ليه تنضرب؟ تنحرم من الشقة اللى نفسها فيها وتنضرب؟ هو إحنا رجعنا لزمن مبارك تانى؟
السؤال للداخلية: ما جدوى الذهاب للنيابة بعد الضغوط؟ رجاء سحب البلاغ عملاً برأى أم خالد!