رمضان يتحدى صراعات العالم العربى: الضحك قال يا سم.. ع التكشير
نفحات رمضان طافت العالم العربى محاولة فرض هدنة مؤقتة للاشتباكات والصراعات السياسية، وإعلاء القيم الروحية على الدنيوية، حيث تشابهت أجواء الاحتفال فى معظم دول العالم العربى، وحرصت الأسر على اتباع التقاليد الموروثة وازدانت الشوارع بالإضاءات والفوانيس التى عُلقت بأيدى الصغار.
فى الوقت الذى تفوقت فيه مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم فى أحياء مصر القديمة مثل السيدة زينب والحسين عن باقى المناطق، كانت مناطق متفرقة فى فلسطين تتهيأ لاستقبال رمضان، حيث تم تزيين المحال التجارية عند مدخل مجمع المسجد الأقصى، وتهيأت المساجد الموجودة فى مخيم جنين بالضفة الغربية، وامتلأت المتاجر بالتمور والياميش والفوانيس والمسابح فى مخيم جباليا للاجئين، وباقى مناطق غزة.
الأطفال اللبنانيون والكبار احتفلوا بقدوم رمضان من خلال مسيرة طافت مدينة بيروت، أمس الأول، رافعين البالونات والزينة والفوانيس بأحجام مختلفة، أبرزها فانوس على شكل لعبة الأطفال الشهيرة «سبونش بوب»، أما العراق التى تشهد تحركات عسكرية ومعارك دامية فقد احتفلت هى الأخرى ولكن على استحياء، حيث عرضت بعض المتاجر الحبوب الغذائية والياميش، فى الوقت الذى كانت فيه سوق «الشورجة» القديمة، الموجودة فى قلب العاصمة بغداد وتعد أكبر سوق تجارية فى العراق، تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين قبل قدوم رمضان بفترة ليست بالقليلة. كما حرصت مدينة أربيل فى منطقة كردستان المتمتعة بالحكم الذاتى فى العراق باتباع نفس الطقوس والتقاليد الرمضانية هذه الأيام.[SecondImage]
ليبيا وسوريا غابت أجواء رمضان عنهما، بسبب الصراعات السياسية والأزمات الطاحنة من كهرباء ووقود وسلع غذائية، فالأحزان السورية لا تنتهى بسبب الصراعات التى راح الآلاف إثرها وشردت أسر بالكامل، الأمر الذى يجعل كثيراً من اللاجئين السوريين يقضون رمضان خارج الأراضى السورية للعام الرابع على التوالى، بما يقضى على عادة سورية أصيلة فى رمضان حيث يجتمع جميع أفراد الأسرة خلال اليوم الأول من بدء الصيام فى منزل العائلة من دون توجيه الدعوة، كما يتم تناول عشاء اليوم الثانى عند أكبر أولاد الأسرة سناً، وقد يمتد هذا الحال طوال أيام الشهر الكريم.
وفى ليبيا اختفت السرادقات التى كان يتم نصبها لاستقبال موائد الرحمن، وغابت حلوى السميد و«الجلجلانية» واللوز، التى يشتهر الليبيون بتقديمها والإقبال عليها فى رمضان عن الأسواق، ومع ذلك يأمل شعبا ليبيا وسوريا أن يجلب شهر رمضان المبارك السلام والأمن والطمأنينة، وتعود المياه إلى مجاريها فيهما وباقى أنحاء الشارع العربى.