الخواجات اخترعوا جهاز الـIBM لسرعة الإنجاز والقفز إلى المستقبل.. ونحن «افتكسنا» الـ «IBM» -بتاعنا: «I» إن شاء الله - B بكرة - M معلش لوقف الحال.. إنه أخطر اختراع يعوق التنمية، ويحبط العزيمة، ويُفقد الناس الأمل.. الـ«IBM المصرى» هو ما نسميه البيروقراطية الإدارية أو ما يعرف بالروتين.. فلا إنتاج ولا تقدم، ولا أمل فى أى شىء دون «ثورة على هذا النظام» الإدارى المتخلف والفاسد.. لا بد من زلزال وبركان على هذا الديناصور المخيف، هذه البيروقراطية المتعفنة، إنه السرطان والإيدز معاً!
انظر ماذا فعلت أمريكا وأوروبا أمام المرض اللعين، الذى يجعل المصاب فاقداً للمناعة:
تصدت أجهزة الدولة هناك من وسائل الإعلام، والأقلام المقروءة والمؤثرة لتوعية الناس من خطورة هذا المرض، وكيفية الوقاية منه بحملات بالمدارس والجامعات ودور العبادة وإعلانات بالشوارع وملصقات على الأوتوبيسات، فاستطاعوا فى وقت قصير جداً أن يجعلوها قضية رأى عام، والتف الناس كل الناس حول الحكومات، بعد أن تفهم الجميع خطورة هذا المرض اللعين، وبدأوا فى محاصرته بالتوازى مع مراكز الأبحاث التى ضاعفوا ميزانيتها للوصول إلى العلاج.
نحن الآن فى مصر نواجه مرضاً أخطر من السرطان وفقدان المناعة وهو: الجهاز الإدارى المتخلف والمتعفن والفاسد إلا فيما ندر.. قضيتنا الآن ليست فى الإخوان المجرمين ولا مع داعش أو تركيا وقطر، ولكن فى هذه المصيبة المتلتلة: جهاز إدارى متضخم وارم متليف، لا يعمل بأكثر من 10٪ من طاقته وكفاءته.. 6٫5 مليون موظف يزحمون المرور والنقل 6 أيام فى الأسبوع، كل واحد يحاول أن يجد له باباً للاسترزاق (للرشوة)، واحد معاه ختم النسر، والتانى لازم توقيعه، والثالث يراجع، والرابع رئيس قسم من غيره الورقة متمشيش، والخامس رأيه قانونى وملزم، والسادس شغلته مخلصاتى (يغمز لك بعينه يعنى سيبك من كل ده) وقابلنى أخلصلك الموضوع على القهوة، والسابع هو اللى هيجيب لك الموافقة، والتامن هيسلمك «التصريح»، والتاسع دا الريس الكبير «زعيم العصابة»، والعاشر يقولك مبروك يا بيه عايزين الحلاوة وهكذا.. حتى لو هتطلع جثة من المشرحة، أو هتفتح كشك سجاير سيحتاج منك 26 موافقة، و19 إذناً، و7 تصاريح من الحى، والهيئة، والمحافظة، والشرطة، والمجارى والصرف الصحى، و4 وزارات وهكذا دواليك.
طبعاً لو هتصلح فدان أرض فى الصحراء «فى بلد 94٪ منها جرداء»، «بلد يستورد 62٪ من غذائه: فول - عدس - زيت - سكر - تقاوى وبذور.. هيطلع عليك «كلاب جهنم»، وحضرتك بعد 15 سنة هتلعن اليوم اللى فكرت فيه تبقى راجل منتج، والناس تتريق عليك، وتقول لك يا عبيط: حد يروح للتعابين والتعالب، حضرتك تقعد باشا X فندق كبير، وتشتغل «مخلصاتى»، «سمسار»، «وسيط».. تاخذ حتة على البحر بملاليم، وشوية إعلانات فى الجرايد، ومكتب فيه كام بنت حلوة، وتبيع الهوا والسمك فى الميّه وتلم فلوس فى زكايب!! أغلبية المجتمع كله شغالة كده تلبيس طواقى.. واحد يبيع للتانى، التانى يبيع للتالت، والرابع يبيع للخامس، والأخير «يلبس» الموضوع!.. أو واحد يعمل أى فكرة شيطانية، مثال: يعمل مزرعة «نعام» ويتفق مع صندوق المشروعات الصغيرة، ويعمل لهم محاضرة وندوة وخواجة من نيوزيلاند شعره أصفر وعنيه خضرا، يدخل عليهم بالسلام عليكو.. والكل يفرح ويزقطط ويصدق، ويفشخ بقه، والخواجة فى سره يقول: آه يا هبل.. ويعرض لهم فيلم تسجيلى لمزرعة نعام بجنوب أفريقيا + بوفيه غدا مفتوح أشكال وألوان، ويقنعهم يبيعوا «للشباب» كل واحد 20 نعامة أمهاتX 2500 جنيه = 50 ألف.. والصندوق يدفع، والشباب يمضوا على شيكات للصندوق.. وأول واحد هينتج هيبيع كل إنتاجه لشاب جديد.. والجديد هيبيع إنتاجه لواحد جديد.. والإغراء شوية إشاعات: يا عم دا كيلو لحم النعام بـ120 جنيه، والبيضة بميت جنيه، والريش الميت جرام بميت جنيه.. والشباب يحلم ويجرى ويمضى على شيكات.. لغاية السوق ما يبقى كله منتجين.. والكل اكتفى بإنتاجه.. وييجى اليوم اللى هيدور يبيع اللحم والبيض والريش للمستهلكين الحقيقيين.. ما يلاقيش تسويق لا محلى ولا تصدير.. وكله يلبس فى الحيطة.. وأول واحد فكر X النعام وكسب مئات الآلاف، اختفى.. قفل الشركة.. والشباب ماضى على شيكات، والشيكات ترجع بدون رصيد، والدولة خايفة تحبس الشباب.. والشباب يحاول الهرب بحراً، أو يشتغل نصاب «اشمعنى هو اتنصب عليه».. ويتحول المجتمع من مجتمع إنتاجى إلى مجتمع «نصابين» أو «ريعى».. أى مجتمع زى الأعشاب الضارة.. زى العليق، يطلع على قفا الذرة ياكل من غذائه ولا ينتج شيئاً.. فهل هذا هو المجتمع الذى نريده؟.. والسبب هو السياسات الهبلة، والتشريعات الفاسدة.. وهذا الروتين العفن والبيروقراطية العقيمة، التى تغلق كل الأبواب والشبابيك أمام الشباب الذين هم فى أمس الحاجة للتدريب والتأهيل والدعم، ليحققوا طموحاتهم وأحلامهم.. لكن تقول لمين؟
صباح الخير سيادة الرئيس: شايف حضرتك حجم التحديات؟.. جهاز إدارى خربان + تشريعات فاسدة + اقتصاد فى غرفة الإنعاش + عجز فى الطاقة + إنسان مشوه «نتيجة 60 سنة من عدم الاستثمار فيه) + انفجار سكانى «يلتهم أى تنمية أو نمو»... و... و.... و..
لهذا أكرر: بما أن سقف الطموحات واصل للسماء «وحضرتك اللى طمعتنا» وبما إن الموارد والإمكانيات، والميزات والمميزات متاحة والحمد لله.. فلماذا لا تستعين بالخبراء والمتخصصين، من المخلصين «المدنيين» ليساعدوك.. يعاونوك.. يشيلوا معاك؟
يا ريس: من فضلك الشيلة كبيرة والوطن فى وضع صعب، فلا تظلم نفسك وتظلمنا معك.. جرّب تطلب الوطنيين النبلاء من أصحاب الرؤى والخبرات، ستجد مئات بل آلافاً بالداخل والخارج رهن إشارة وطنهم متطوعين، أكرر متطوعين، فمصر مليئة بهؤلاء الذين لا يبغون سوى إنجاح الوطن، ورفعة شأنه، ليباهوا به الأمم ويفتخروا به، ليثبتوا للعالم أنهم فعلاً أحفاد الفراعنة، من أمثال العظيم د.مجدى يعقوب!
السؤال: هل حضرتك ناوى تشتغل لوحدك كده، مع مجموعة فى السر.. بعيداً عن «أهل الخبرة»، ونرجع تانى لأهل الثقة؟.. و«أهل الثقة» حضرتك عارف، همَّه اللى ودونا X 60 داهية.. جاوبنا يا سيادة الرئيس وريحنا.. بدأنا نقلق.
فكرة مذهلة: د.أسامة عقيل أطلعنى على دراسة متكاملة للقاهرة الكبرى، تثبت أن مساحة «المقابر» داخل العاصمة هى 8 ملايين م2، والمتر ثمنه بالميت 30:20 ألفاً.. خليها 10 آلاف = 8 تريليونات جنيه، «نعم 8 تريليونات جنيه».. وحضرتك طالب 2 تريليون، الباقى لو مش محتاجه، اصرفه X العدالة الاجتماعة.. و.. و.. باختصار لدينا دراسات ومبادرات وليس أفكاراً، وعلماؤنا وخبراؤنا فيهم ناس كويسة «مش كلهم وحشين».. قابلهم.. ناقشهم، وخد منهم الدراسات واعرضها على «متخصصين»، واطلع قول: هذا الكلام غير صحيح، وهذه الدراسات غير واقعية، وهؤلاء راغبون فى الشوشرة، أما إذا كانت هذه الأرقام والدراسات صحيحة فاشكرهم وطبق ما فيها.. ويا دار ما دخلك شر.