العالم كله الآن يتفرج على «أحفاد الفراعنة».. أحفاد الفراعنة الذين أبهروا العالم بثورة سلمية، أسقطت ديكتاتوراً، لو استطاع لأورثنا كمزرعة عجول، وأضاع علينا فرصاً هائلة، ثم أسقط الرئيس المخبول المتخلف الخائن.. والأهم أنه «أسقط المخطط» الذى دبرته أمريكا وحلفاؤها وتابعوها.
إرادة شعب لم يستسلم لأى جماعات إرهابية، أو غارات إعلامية.. كاتب فى جريدة «اللوموند» بيقول:
هذا الشعب أثبت بجدارة أنه قادر على «الهدم».. هدم أى نظام مستبد أو فاشى أو متطرف.. ولكنه لم يثبت بعد أنه قادر على «البناء».. بناء وطن بقيمة وقدر ما لهذا الوطن من تاريخ وحضارة وعظمة، ظلت وستظل محل إبهار وإعجاب فى كل بقاع الدنيا.. يكفيك عندما تقول إنك Egyptian أن تحظى بالتقدير والاحترام لحضارة أجدادك، وليس لشخصك.. فأنت فى العصر الحديث لم تقدم حتى الآن ما يجبر الناس على احترامك..
ولهذا يسألنى البعض من الخواجات: هل أنتم حقاً أحفاد الفراعنة.. ولماذا لا تكونون أحفاد الصحراء، والغزوات البربرية؟
والرد: 3 سنوات لا تكفى لنثبت لأنفسنا ولكم أننا قادرون على البناء.. انظروا إلى الثورة الفرنسية التى تاهت 40 سنة حتى استقرت، اقرأوا تجربة أى ثورة لتروا كم من الوقت تحتاج لبناء نظام ودولة جديدة، وكم ثورة انتكست، لسنا بدعة أو حالة شاذة..
كل الثورات التى نجحت بعد التيه أو الانتكاسات.. نجحت حينما اعتلى الحكم من لديه «روح ثورية».. فالحالة الثورية هى القادرة على التغيير الجذرى، كما فعل لويس نابليون بونابرت أول رئيس لفرنسا، وكان ضابطاً بالجيش يملك روحاً ثورية، ومن سلالة الإمبراطور والملك والنبلاء التى قامت الثورة ضدهم!!
فلماذا نسيتم أنه كان ضابطاً بالجيش، ومن سلالة الملك الفاسد، ونسيتم أن كل الثورات فى التاريخ أيدها الجيش، وحكمها ضابط جيش إلى أن تستقر، وتقوى المؤسسات، ويعاد بناء الإنسان.. ولماذا تستعجلوننا؟.. وما شأنكم بنا؟.. وهل نسيتم أنكم أنتم السبب فيما وصلنا إليه؟.. من الذى كان يؤيد مبارك ثم مرسى؟ اثبتوا لى «مرة واحدة» وقف الغرب فيها ضد حاكم مستبد يهين شعبه أو يبدد ثرواته؟.. منذ متى الغرب تخلى عن السيطرة واستنزاف ثروات الشعوب الفقيرة؟..
هل نسيتم «مجموعة ديجول»، الذين أعطاهم الجنرال ميزانية خاصة، وسلطات كاملة دون علم أجهزة المخابرات، أو الشعب.. وظيفتهم «قلب نظام الحكم» فى أى بلد أفريقى، رئيسه يعارض سياسات فرنسا، وكان أحدهم (ما زال حياً، سمعته فى القناة الخامسة الفرنسية) يحكى فى عدة حلقات، كيف عينه ديجول رئيسا لشركة TOTAL الفرنسية للبترول، فى أفريقيا، ومن موارد الشركة كان يدفع الرشاوى لكبار المسئولين الأفارقة، وبعض الصحف، مع جمعيات ما يسمى «حقوق الإنسان»، لتساعده فى تغيير أى رئيس لا يحقق المصالح الفرنسية، بعد مرور 40 سنة، الرجل يحكى كيف «قلبوا» رئيس بنين، ورئيس أفريقيا الوسطى، ورئيس تنزانيا، ورئيس الكاميرون.. ليأتوا بأشخاص يضمنون ولاءهم.. يشترون سكوتهم على استنزاف المعادن- البترول- أى مواد خام حتى الفاصوليا والموز والأناناس.. .
«فالغرب» رغم كل ما وصل إليه من تقدم ورفاهية وعدالة اجتماعية، وديمقراطية، وحرية،، فتاريخه به الكثير من «القاذورات»، فالعنصرية ما زالت موجودة بأشكال مختلفة.. واستنزاف ثروات الشعوب الفقيرة مستمر، والكيل بمكيالين هو أكبر دليل.
ولهذا علينا أولاً:
(1) ألا نضيع دقيقة واحدة فى الانشغال باتهاماتهم.. ونترك الخارجية للرد عليهم.
(2) العالم لا يحترم الضعيف.. فعلينا أن نتحد ونتكاتف لنبنى «مصر».. مصر التى.. فى خاطر كل مصرى غيور.
(3) السيسى.. هو المسئول الأول عن النجاح.. النجاح فى بناء قوة اقتصادية وثقافية وفنية ورياضية، و.. و.. ليحترمنا العالم، ويفكر ألف مرة قبل أن يتدخل فى أى شأن من شئوننا والسؤال: لماذا «السيسى» هو المسئول الأول وليس غيره؟
(1) لأن له قاعدة شعبية واسعة محبة ومؤيدة له.. (يبلعوا له الزلط).
(2) لأن الجيش وكل مؤسسات الدولة معه ورهن إشارته.
(3) الدول العربية من الخليج وحتى الجزائر يقفون معنا، متعاونين مساعدين علناً بالأموال، بالمواد البترولية، وضد قوى الظلم والاستعمار الحديث.
(4) والأهم أنه لم يطلعنا على برنامجه، ولم يشاركنا فى رؤيته -أو خططه السرية- ولم يكشف لنا من هم المحيطون به فى القصر.. و..
الخلاصة: العالم يتفرج علينا الآن... ورغم أن هناك كثيرين «كارهين» لنا، فهناك كثيرون مستعدون للتعاون معنا، وراغبون فى الاستثمار على أرضنا.. مغتربين مصريين، عرب خليجيين، وحتى الأجانب.. إذن فالكرة بملعبنا، وعلينا جميعاً أن نتحمل، ونشارك، لأنها مسئوليتنا جميعاً.
صباح الخير سيادة الرئيس:
أولاً: تعظيم سلام.. أنت فعلاً مش زى أى رئيس قبل كده.. «بلَّعت المصريين الزلط»، «أعطيتهم الحقنة- الدوا المر.. من 1977 لم يجرؤ أحد على فتح هذا الملف الملغوم!
تانياً: «أرفع لك القبعة».. إن استطعت أن تواجه «التداعيات» والسلبيات الناتجة عن هذه القرارات الصعبة جداً والقاسية على دماغ المعدمين، ومن هم تحت خط الفقر، والمطلوب: (1) مجمعات استهلاكية حكومية فى كل قرية وحى ومدينة خاصة العشوائيات والنجوع والكفور. (2) أسواق متنقلة أو ثابتة تبيع المواد الغذائية من المنتج إلى المستهلك مباشرة. (3) رقابة حكومية حقيقية وصارمة بجانب الرقابة الأهلية (4)
برنامج دعم مباشر للعشرة مليون أسرة معدمة خاصة بالصعيد (ولو 100 جنيه شهرياً).. عملها «لولا دى سيلفا» فى البرازيل 60 دولاراً شهريا ونقداً لكل أسرة معدمة.
ثالثاً: لقد أحدثت زلزالاً بقوة 9 ريختر بهذه القرارات، وننتظر «زلزالاً موازياً» لهدم الفساد الحكومى بكل أجهزه الدولة المترهلة، ببيروقراطيتها العقيمة وروتينها العفن، و«زلزال ثالث» فى المنظومة التشريعية والقضائية، و«زلزال رابع» لوقف الانفجار السكانى الذى يلتهم أى نمو أو تنمية، وخامس والأهم: بالبدء فوراً فى عدة مشروعات قومية، ضمن «رؤية» شاملة للمشروع الحضارى الذى ننتظره ونتمناه.
وأخيراً: أكرر مطلبى للمرة الخامسة: اطلع يا ريس كل أسبوع 10 دقائق.. تحدث مع شعبك بطريقتك العفوية المحببة، بدون شاشة تقرأ منها ولا ورق مكتوب.. أجب على أسئله الشارع، واستفسارات الناس، ولا تبعد أو تنعزل عنا، ولا تحدثنا عبر وسطاء.
وفى النهاية كلنا معك.. وسنثبت للعالم أننا فعلاً أحفاد الفراعنة، لنضع مصر فى المكان اللائق بها على الخريطة العالمية.