حصيلة «الجرف الصامد»: 750 غارة و80 شهيداً.. واعتقال 968 فى «الضفة»
تصاعدت حدة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، أمس، وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلى صباح أمس غارات جوية على قطاع غزة استهدفت مبنى المحافظة، وموقعاً للشرطة البحرية التابعة لحركة «حماس» فى رفح، إضافة إلى عدد من الأهداف الأخرى فى «دير البلح»، فيما اتسعت دائرة سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية على الأراضى المحتلة، حيث سقط صاروخ ثانٍ فى محيط مفاعل «ديمونة» النووى، بعد أن سقط الصاروخ الأول مساء أمس الأول، وسقطت صواريخ جديدة فى «تل أبيب»، و«بيت حانون»، و«عسقلان»، و«بئر سبع» صباح أمس. وقالت صحيفة «إسرائيل اليوم»، إن بقايا أحد صواريخ المقاومة الفلسطينية سقط فى «تل أبيب»، ما أسفر عن إثارة حالة من الذعر بين الإسرائيليين فى الشوارع.
وقالت إذاعة «صوت إسرائيل»، إن طائرات الاحتلال الإسرائيلى استهدفت سيارة مدنية وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين كانوا بداخلها، فيما استشهد 8 فلسطينيين آخرين فى قصف جوى إسرائيلى على منزلين فى مدينة «خان يونس» فى جنوب قطاع غزة، إضافة إلى استشهاد طفل فلسطينى يبلغ من العمر 5 سنوات فى غارة إسرائيلية شمال القطاع، ليرتفع عدد الشهداء إلى 80 شهيداً تقريباً خلال الأيام الثلاثة الأولى من العملية العدوانية التى أطلقتها إسرائيل ضد قطاع غزة، تحت مسمى «الجرف الصامد».
وواصلت الأجنحة العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية قصف المواقع، والمدن الإسرائيلية بالصواريخ، وأعلنت كتائب عزالدين القسام -الجناح العسكرى لحركة «حماس»- أنها قصفت «تل أبيب» صباح أمس بصاروخين من طراز «إم 75»، فيما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكرى للجان المقاومة الفلسطينية، أنها قصفت مجمع «أشكول» الاستيطانى بـ3 صواريخ من طراز «كاتيوشا»، وقصفت مدينة «بئر سبع» بصاروخ «جراد».
ونقل موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، عن مصدر عسكرى إسرائيلى قوله إن منظومة الدفاع الجوى (القبة الحديدية) استطاعت اعتراض 8 صواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية على وسط إسرائيل ومدينة بئر سبع، إضافة إلى اعتراض صاروخ آخر أطلق تجاه صحراء النقب، وأضاف أن الصواريخ الأخرى التى فشلت «القبة الحديدية» فى اعتراضها، سقطت فى مناطق غير مأهولة بالسكان ولم تسفر عن وقوع أى أضرار مادية.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى بيتر ليرنر، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى قصفت ما يقرب من 322 هدفاً فى قطاع غزة، ليرتفع العدد الإجمالى للغارات الجوية على القطاع التى استهدفت المواقع التابعة لـ«حماس»، إلى 750 غارة جوية منذ بدء العملية العدوانية مساء الاثنين الماضى، فيما أكد مصدر عسكرى إسرائيلى لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن سلاح الطيران الإسرائيلى ينوى تكثيف الهجمات خلال الأيام المقبلة على قطاع غزة، قبل الشروع فى عملية برية محتملة.
وأعلن نادى الأسير الفلسطينى ارتفاع حصيلة المعتقلين من محافظات الضفة الغربية والأراضى المحتلة خلال يوم أمس الأول، إلى 33 معتقلاً، ليرتفع العدد الإجمالى للمعتقلين الفلسطينيين إلى 968 فلسطينياً. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن بلاده لا تضع أى احتمالات للتوصل لاتفاق تهدئة مع «حماس» على جدول أعمالها، وأن أى دولة فى العالم لن توافق أن تبقى مكتوفة الأيدى إزاء الاعتداءات الصاروخية المتكررة على مدنها، وأكد خلال لقائه وفداً من لجنة الأمن والخارجية فى الكنيست الإسرائيلى، أنه لم يتحدث مع أى دولة على الإطلاق عن احتمالات وقف إطلاق النار، واتهم حماس بارتكاب جريمة حرب مزدوجة باستهدافها المدنيين الإسرائيليين وبتعريضها حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر بشكل متعمد -على حد قوله. فيما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون، بأن تدفع حركة «حماس» ثمناً باهظاً بسبب إطلاق الصواريخ على الأراضى المحتلة، وأكد أن العملية العدوانية الإسرائيلية ستتوسع وتمتد بحسب ما يتطلبه الأمر، فيما أكد «نتنياهو» أنه فشل فى اتخاذ إجراءات عقابية أخرى ضد قطاع غزة مثل قطع إمدادات الكهرباء والوقود، بسبب رفض المستشارين القانونيين للحكومة الإسرائيلية التصديق على تلك القرارات.
فى الوقت ذاته، شكك مارك رجيف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، فى مصداقية عزم حركة «حماس» وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل إذا توقفت إسرائيل عن شن الغارات الجوية على قطاع غزة، ودعا اللواء احتياط عوزى ديان، فى مقال بصحيفة «إسرائيل اليوم»، إلى اجتياح غزة براً، مؤكداً أن إنجاز المهمة التى أعلن عنها «نتنياهو» من وقف إطلاق الصواريخ وإعادة الهدوء إلى المنطقة، يستلزمان التدخل العسكرى البرى على الفور فى قطاع غزة وكسر حكم «حماس» فيها نهائياً، وتطهير القطاع بالكامل من كل الصواريخ الفلسطينية. وعلى الصعيد الدولى، طلب الرئيس الفلسطينى محمود عباس رسمياً، مساء أمس الأول، عقد مؤتمر عاجل للدول الموقعة على اتفاقيات جنيف، لإجبار إسرائيل على الالتزام باتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولى ووقف عدوانها المستمر على الشعب الفلسطينى، كما عقد مجلس الأمن الدولى صباح أمس اجتماعاً طارئاً حول الوضع فى غزة. وبدأت الجلسة بعرض الوضع من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، تلتها المشاورات المغلقة بين أعضاء المجلس الـ15، فيما أجرى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أمس الأول محادثة هاتفية مع «نتنياهو»، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن «كيرى» ينوى الاتصال بالجانب الفلسطينى أيضاً ممثلاً فى الرئيس محمود عباس.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الأوضاع فى الوقت الحالى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، تستلزم وجود وسيط أمين وحيادى يمكن الوثوق فيه وفى جديته فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكداً أنه كلما مر الوقت دون وجود مفاوضات جادة على المستوى السياسى، فإن سيناريوهات أخرى أكثر خطراً تبرز وتتسع فى الوقت الحالى.
وتضاربت الأنباء حول استشهاد رئيس قطاع تطوير الصواريخ فى حركة «حماس» أيمن صيام، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى اغتيال «صيام» الذى يعد أحد أبرز قادة الجناح العسكرى للحركة، مؤكداً أنه لسنوات طويلة استطاع «صيام» الفرار من محاولات اغتياله، فيما أكدت حركة «حماس» أن إسرائيل تبث الشائعات ولا صحة لاغتيال «صيام»، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلى إلى التراجع عن تصريحاته السابقة وأكد أن قوات الاحتلال استطاعت إصابته، ولكن دون معرفة ما إذا كان استُشهد أم لا.