وصلتنى رسالة من الدكتور مجدى عدوى أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، يتهم فيها المجلس الأعلى للجامعات بالتحايل على قرار رئيس الجمهورية الخاص بتعيين قيادات الجامعات بدلاً من انتخابهم، ويتوقع الدكتور عدوى أن تبدأ الدراسة فى الجامعات، فتبدأ معها على الفور مسيرات التخريب والحروب المتبادلة بين الطلاب والأمن، بل يتوقع أن تشهد الجامعات فى العام الدراسى المقبل اشتباكات بين الطلبة أنفسهم، إذا استمر المجلس الأعلى للجامعات بتركيبته الحالية فى اتخاذ قرارات ووضع ضوابط اختيار القيادات الجديدة.
ويقول الدكتور «عدوى» فى رسالته: فوجئنا برئيس المجلس الأعلى للجامعات يفسر قرار رئيس الجمهورية بتعيين قيادات الجامعات بأنه ينسحب فقط على رؤساء الجامعات والعمداء الذين يصلون إلى سن التقاعد، أو الذين تنتهى مدتهم القانونية فى الإدارة الجامعية، ومعنى هذا أن كل العمداء ورؤساء الجامعات الذين جاءوا بهذا النظام المعيب والمهين لكرامة المنصب -أقصد نظام الانتخاب- باقون فى مناصبهم لعامين دراسيين مقبلين على الأقل، ولعلنا جميعاً نذكر أن معظم الذين أتت بهم الانتخابات فى هذه المواقع العلمية الرفيعة، هم فى الأساس من محترفى الانتخابات وقذارتها وتربيطاتها، بل يعرف الأستاذ الدكتور رئيس المجلس الأعلى للجامعات أن العشرات، وربما المئات من المرشحين لمناصب العمداء ورؤساء الجامعات، سارعوا إلى مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، وسجلوا هناك ولاءهم للجماعة، بل منهم من تقاضى مبالغ مالية من جماعة الإخوان تحت «بند» مساعدة فى الدعاية الانتخابية، ويعرف هذا الأستاذ مثل غيره أن العشرات من هؤلاء الناجحين الذين يشغلون مواقع العمداء ورؤساء الجامعات الآن، لعبوا أدواراً شديدة الخطورة فى إشاعة الفوضى بالجامعات والكليات، ولم يجرؤ واحد منهم على أن يفتح فمه بكلمة ضد ما يحدث من انتهاكات وترويع للطلبة والأساتذة، بل إن بعضهم قام بتهريب الأسلحة داخل سيارته إلى الحرم الجامعى.
ويتساءل الدكتور مجدى عدوى: بعد أن عشنا عاماً دراسياً كارثياً، كادت الجامعات فيه أن تتحول إلى خرائب.. هل يليق بنا أن نترك عدة أشخاص فى المجلس الأعلى للجامعات -جاءوا أيضاً بالانتخاب- يقررون لنا الضوابط الجديدة لاختيار العمداء ورؤساء الأقسام ووكلاء الكليات ورؤساء الجامعات؟ أليس من المحتمل -بل من المؤكد- أن يعيدوا إنتاج نفس القيادات المرتبكة والمتعاطفة، أو حتى المنتمية إلى جماعة الإخوان الإرهابية التى لا تؤمن من الأساس بالجامعات ولا بالعلم ولا بالوطن؟ ثم كيف نمنح رؤساء الجامعات الحاليين حق اختيار القيادات الجديدة، وهم فى الأساس موضع رفض من معظم الأساتذة، والوارد، بل المؤكد أن بعضهم قد يلجأ إلى اختيار من هو أسوأ منه، أو يلجأ إلى اختيار الخلايا النائمة لهذه الجماعة التى لم تعد تفكر فى شىء غير الانتقام منا جميعاً؟
لهذا كله يطالب الدكتور مجدى عدوى، رؤساء الجامعات الحاليين وكل القيادات الجامعية التى جاءت بالانتخاب بالاستقالة، حتى نبدأ عاماً دراسياً بعيداً عن مهاترات وتربيطات الانتخابات، وبعيداً عن رغبة الإخوان فى تحطيم كل شىء فى هذا البلد، كما يطالب المجلس الأعلى للجامعات بأن يتخلص من مركزيته وأن يترك اختيار العمداء ورؤساء الجامعات لمجلس حكماء من أساتذة كل كلية وكل جامعة، خصوصاً أن المجلس الأعلى بتركيبته الحالية ليس فوق مستوى الشك، ولا يصح أبداً أن تندلع ثورة مهيبة تطيح بالنظام السياسى القائم، وتُبقى مثل هذه المجالس بنفس التركيبة التى كانت عليها أثناء حكم الإخوان الذى ثُرنا عليه ورفضناه.
انتهت رسالة الأستاذ الدكتور مجدى عدوى، وهى رسالة أتضامن مع معظم ما جاء فيها، خصوصاً ما يتعلق منها بالرفض الشديد لنظام اختيار العمداء ورؤساء الجامعات بالانتخاب، والرفض الشديد لوجود أى أثر من آثار هذه الخطيئة العلمية والإدارية فى جامعاتنا.