إيه الفرق بين «أبوالعلا محمد» و«أبوالعلا البشرى»؟.. الاتنين بيحلموا بالمدينة الفاضلة
يندهش المار بالقرب من شارع «محيى الدين أبوالعز» بالدقى وهو يراه واقفاً ممسكاً بيده عصا خشبية صغيرة لا يتعدى طولها متراً، وينظم حركة مرور السيارات بجانب ضباط الشرطة.
أبوالعلا محمد، الذى لا يشبه اسمه بطل مسلسل «أبوالعلا البشرى» فقط بل يتشابه معه أيضاً فى مبادئه بأن السبيل لتحقيق حلم المدينة الفاضلة يبدأ بعمل الجميع فى خدمة المجتمع حتى لو كان كبير السن.
«بانظم المرور علشان أحمى البلد وشبابها زى ما اتعودت من سنة 1967».. قالها الرجل الستينى شارحاً أنه عندما بدأت حرب مصر وإسرائيل عام 1967 كان هناك نقص عددى فى قوات الجيش والشرطة فى المحافظات المختلفة، وزاد هذا النقص بعد النكسة، فبدأت إدارة حى الجيزة فى طلب متطوعين من المحافظة لإدارة المرور بالشوارع، وكذلك للتدريب على التعامل مع الحرائق فى قسم «المطافئ». «كنت باقوم بتنظيم المرور فى الشوارع وقت الحرب، بس كانوا محتاجين لينا، لأن كان هناك نقص، وبقت عادة جوايا مقدرتش أبطلها، أشوف زحمة السيارات فأقف وأبدأ أساعد السواقين علشان يخف الزحام».. كلمات «أبوالعلا» الذى أضاف أنه أحيانا يخرج من منزله وقد عقد النية على التوجه لأى إشارة مرور للقيام بدور شرطى المرور: «بيتى فى بولاق الدكرور قريب فممكن أنزل أمام كوبرى الخشب أو محيى الدين وأبدأ أشوف الناس محتاجة إيه».
إصابته بالرعاش، لم يكن عائقاً أمام «أبوالعلا» لتنظيم المرور فى الشوارع، وبالرغم من تواضع حاله وحال أسرته بعد خروجه على المعاش فإنه يقوم بالمهمة التى اعتاد عليها منذ ما يقرب من 43 عاماً: «اللى اتعوّد يخدم بلده علشان بيحبها هيخدمها حتى لو بيموت مش بس مصاب بالرعاش».