تظل هذه المفارقة قائمة منذ 25 يناير حتى اليوم، يموت ناشط أو متظاهر أو إخوانى إرهابى حتى لو كانت «موتة ربنا»، فتقوم الدنيا ولا تقعد، وحين يموت جندى فى القوات المسلحة أو مجند أمن مركزى، يمر الأمر على النخبة ومن يسمون أنفسهم ثواراً وحقوقيين، مرور الكرام، بل إن بعضهم يبالغ فى حقارته إلى حد الشماتة. وبينما لا نزال نسمع الأسطوانات الحكوكية المشروخة عن ضحايا الهجوم الإرهابى على مقر الحرس الجمهورى، أو عن الإخوان الذين لقوا حتفهم فى سيارة ترحيلات، أو الإرهابيين المسلحين الذين لقوا مصرعهم أثناء اشتباكهم مع قوات فض اعتصامى رابعة والنهضة، لا نسمع عبارة حزن واحدة على جنود مصر الذين كتب عليهم أن يموتوا بيد الغدر والخيانة.
22 جندياً سالت دماؤهم الطاهرة على أرض الوادى الجديد، لكن كتبة الإرهاب ونخبة الدولار واليورو لم يسمعوا صراخ أبنائهم وأمهاتهم، بل يحتفلون علناً تحت شعار «يستاهلوا»، ومنهم من يسكت كأن الأمر لا يعنيه، وهذا صحيح، لأن مصر وشعبها وفقراءها لا يعنون لهم شيئاً، ولا يحكمهم سوى التكليفات التى يتقاضون من أجلها الأموال.
22 جندياً انضموا إلى شهداء مصر الحقيقيين، ليفرح الإخوان أعداء مصر، وليفرح نشطاء الغرب. وإذا كانوا لم يعرفوا بالنبأ، ها أنا أرسل لهم البرقيات ليحتفلوا:
جنود مصر ماتوا.. افرح يا بلال يا فضل
جنود مصر ماتوا.. افرح يا عمرو يا حمزاوى
جنود مصر ماتوا.. افرح يا يسرى يا فودة
جنود مصر ماتوا.. افرح يا فهمى يا هويدى
جنود مصر ماتوا.. افرح يا نتنياهو
جنود مصر ماتوا.. افرح يا أردوغان
جنود مصر ماتوا.. افرح يا تميم
جنود مصر ماتوا.. افرح يا برادعى
جنود مصر ماتوا.. افرح يا أوباما
جنود مصر ماتوا.. افرح يا مشعل
جنود مصر ماتوا.. افرح يا أبوالفتوح
جنود مصر ماتوا.. افرح يا مرسى
جنود مصر ماتوا.. افرحوا يا أولاد الـ.....