«الوطن » تحاور ملك الملاكمة الأمريكى وتتجول معه فى شوارع وأحياء القاهرة
حين تتحدث مع ملك الملاكمة «دون كينج»، الأمريكى الأصل، تشعر أنك أمام مواطن مصرى يحمل الجنسية الأمريكية؛ فهو يعرف عن مصر الكثير، تاريخها ودياناتها وآثارها وأهم معالمها، حتى تاريخها السياسى لم يترك منه شيئاً. حكامها أيضاً يعلمهم «كينج» جيداً؛ فهو من مريدى «عبدالناصر» ويعشقه بجنون، لدرجة أنه بكى يوم رحيله كما فعل عشرات المصريين، ويحترم «السادات» ويثق فى ذكائه، ويذكر «مبارك» ودوره فى المنطقة العربية، ويرى أن «مرسى» انتهى النهاية الطبيعية، ويرى أن «السيسى» معجزة إلهية كانت من نصيب المصريين الطيبين، ويرى فيه الحاضر والمستقبل للمصريين والوطن العربى. [SecondImage]
«الوطن» سجلت لحظة بلحظة جولته فى شوارع القاهرة، رافضاً حراسة الشرطة التى كانت ترافقه، وفى البداية قال لنا: «أول مرة أزور فيها مصر، لكن روحى كانت عايشة هنا وسط شوارعها، والأهرامات ونهر النيل العظيم وبلاد النوبة».[ThirdImage]
وإلى نص الحوار..
■ هل زرت مصر من قبل؟
- هذه هى أول مرة أزور فيها مصر، لكن كنت أحلم منذ سنين طويلة بهذه الزيارة، وروحى كانت تعيش هنا وسط المصريين، وأتابع منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كل أخبار مصر والمصريين، خصوصاً أهل النوبة الذين يتشابهون معى فى البشرة ولذلك أحبهم وأعتبرهم أهلى، وكنت أتمنى منذ عهد «عبدالناصر» أن أزور مصر، فأنا من عشاق هذا الرجل، أحبه عن بعد مثل أى مصرى عاش فى عهده، وسبب حبى الشديد له لم يكن من فراغ، بل كنت أتابع كيف يهتم بالمصريين دون تفرقة، وخلق نوعاً من المساواة، واهتم بصفة خاصة بالجنوب وأهل النوبة، فى الوقت الذى كان لا يزال فيه تفرقه عنصرية فى بعض دول العالم.
■ كيف كنت تتابع أخبار «عبدالناصر»؟ ولماذا؟
- كنت أتابع «عبدالناصر» لأننى أهتم بالسياسة، ومصر دولة كبيرة يعرفها العالم كله منذ آلاف السنين؛ فهى صاحبة الحضارة، و«عبدالناصر» زعيم عربى كبير وكان يهتم بالتعليم والصحة والزراعة، والعالم يعرفه بوطنيته وحبه الشديد لبلاده وخوفه عليها وتوحيده للمصريين تحت مظلة واحدة، وكنت أعرف أنه لم يكن يفرق بين غنى وفقير، ولم يفرق أيضاً بين أهل النوبة بسبب بشرتهم السمراء، كان يريد أن يخلق طفرة تنموية شاملة فى مصر، لكن الله لم يكن يريد له أن يستكمل ما كان يحلم به للمصريين؛ ﻷن أهم شىء الإرادة الإلهية، هى التى تتحكم فى كل شىء، وأنا عن نفسى أومن بها بشدة وأراها أمامى فى مواقف كثيرة. إن «عبدالناصر» كان البداية الحقيقية لمصر، رغم الحروب الكثيرة التى أرهقته وحمّلته فوق طاقته، لكننى حزنت بشدة على رحيله، ثم تجدد الأمل مع «السادات» مرة أخرى، وهو كان يتمتع بذكاء خارق لا مثيل له، وأعظم ما فعله هذا الرجل معاهدة «كامب ديفيد»؛ فهو حقاً رجل السلام، وكان شجاعاً وقوياً لا يخشى أحداً وحرر أرضه ونشر السلام فى المنطقة كلها، ونحن نحترمه بشدة لأنه حقن الدماء وجنب شعبه الهلاك.
■ ما رأيك فيما حدث فى عهد محمد مرسى والإخوان؟
- هذه الفترة شهدت أحداث عنف شديدة، وتابعت بنفسى كل ما حدث عبر القنوات الفضائية ووسائل الإعلام، و«مرسى» كان رئيساً منتخباً، لكنه لم ينحَز للشعب، الغالبية العظمى من المصريين، وكان يهتم بفصيل معين، هذا ما أثار غضب الشعب المصرى، وجعلهم يطالبون بإجراء انتخابات جديدة، وغالبية المصريين انحازوا إلى «السيسى» البطل الحقيقى، فهو حقن الدماء التى كنت أراها فى الشوارع والميادين، وحقق مطالب الملايين الذين رفضوا سياسة «مرسى»، وكان عادلاً فى قراراته، لم يجبر أحداً من المصريين على سياسة معينة، و«السيسى» من وجهة نظرى معجزة إلهية للمصريين الطيبين، وهو الحاضر والمستقبل للمصريين وسوف ينقلهم من زمن إلى زمن آخر، خصوصاً أنه يتمتع بكاريزما الزعماء، ولديه رغبة حقيقية فى استقرار الأوضاع فى مصر، ولديه القدرة على قراءة الأحداث التى تجرى على الساحة، وأيضاً له خبرة فيما يحدث حوله فى المنطقة العربية، وهو الوحيد الذى يصلح ليكون زعيماً للعرب وأنا أرى ذلك، ولدىَّ خبرة ونظرة فى الزعماء، و«السيسى» زعيم، خصوصاً أنى كنت وما زلت صديقاً للعديد من رؤساء العالم، وتربطنى علاقة وطيدة مع «بوش» وعائلته و«كلينتون» و«أوباما»، وأعرف جيداً معنى كلمة زعيم؛ لذلك أتمسك بشدة أن «السيسى» سيكون الزعيم للمنطقة العربية كلها، والتاريخ سيثبت ذلك، لكن أريد أن يسانده الشعب فلا يمكن أن يحقق الشعب مطالبه وأحلامه إلا عن طريق مساندته لرئيسه والتعاون معه ومنحه الفرصة للتقدم بالبلاد، و«السيسى» هو ماضى وحاضر ومستقبل مصر.
■ هل ترى أن الرئيس الأمريكى كان يساند الإخوان ومحمد مرسى فى مصر؟
- أنا لا أريد أن أدلى بتصريحات فى هذا الشأن يمكن أن تؤخذ ضدى، ولكن أنا أسير بإرادة الله وأتمسك بها فى كل تصرفاتى، وما يقدره الله سيكون رغم كل شىء.
■ هل أنت مسلم؟
- يوجد إله واحد لكل الأديان السماوية، الإسلام والمسيحية واليهودية، يجمعهم رب واحد، أنا أعبد الله إله العدل والتسامح والرحمة، وأحب الرسول محمداً، وإن الله هو الذى أرسل الرسول محمداً بالهداية للعالمين، وأنا ضمن المتهدين بهدى رسوله محمد، وأقرأ القرآن وأتبع الهدى وأصوم مثل المسلمين.
■ متى بدأت قراءة القرآن؟
- أنا مؤمن بالقرآن منذ أن نضجت؛ لأن القرآن موجود فى كل الديانات، وبالنسبة لمصر فهى إناء واحد كبير يجمع كل الديانات والأشكال والمعتقدات، ولا يوجد بينهم خلاف أو تعارض، وهذا شىء رائع.
■ وما الذى منعك من زيارة مصر خلال عهد «عبدالناصر» وطوال السنوات الماضية على الرغم من حبك الشديد؟
- أنا قلت فى البداية: إن الله هو الذى يرسم القدر ويتحكم فيه كيف يشاء ووقتما يشاء، ولم يقدر لى قبل ذلك أن أزور مصر، لكن الله أراد فى هذا التوقيت أن أحضر إلى هنا، وأنا أحب المصريين و«السيسى»، وسعيد جداً بوجودى هنا ودائماً أصلى لله من أجل أن يوفق «السيسى»؛ فالله هو الذى جاء به، وبعد ذلك جاءت إرادة الشعب المصرى، وأستطيع أن أقول: إن هذا الرجل الصادق سوف يهتم بشعبه ويرتقى بالبلاد، ويرعى مصالح المنطقة العربية وليس مصلحة مصر فقط.
■ متى كانت أول مرة سمعت فيها عن «السيسى»؟
- سمعت عنه منذ تعيينه وزيراً للدفاع، وبعدها زاد اهتمامى به حين وقف جانب الشعب المصرى وقت الأحداث التى تسبب فيها «مرسى»، وأنا على يقين أن «السيسى» دخل التاريخ بما فعله مع شعبه كما دخل «السادات» التاريخ من أوسع أبوابه حين وقع اتفاقية «كامب ديفيد» وبعد انتصاره فى الحرب، و«السيسى» أيضاً أدار معركة حربية داخل البلاد وحقن الدماء، وأنقذ المصريين من الحروب الداخلية، فهو رجل ذكى ويحب شعبه، وأشعر أن هذا الرجل يسير على نفس نهج «السادات»، وسوف يحقق العدالة والرخاء لشعبه، وهو سيكون كما ذكرت زعيماً للمنطقة العربية كلها، وعلى الرغم من أن حلم المصريين قُتل حينما اغتيل «السادات»، فإن الحلم وُلد من جديد على يد «السيسى»، وأدعو الله له بالتوفيق لأنه يمتلك القدرة على رسم مستقبل مشرق للمصريين، وعلى الأقل سوف يؤمن لهم حاضرهم.
■ كيف كنت تتابع الأحداث التى جرت فى مصر خلال الثلاث سنوات الأخيرة؟
- أنا أشاهد كل القنوات الفضائية بلا استثناء، ثم أجرى عملية فلترة لما أشاهده، لأن هناك نوعاً من التضليل يمكن أن يحدث من قبل بعض القنوات.
■ هل لديك قناة مفضلة؟
- أنا أتابع كل القنوات كما ذكرت وفى النهاية أقارن بينها.
■ ما رأيك فيما يحدث فى غزة من قتل للأبرياء والأطفال؟
- إن ما يحدث فى غزة يحتاج قائداً مثل «السيسى»، يوفق فيما بينهم ويدعو للسلام وينبذ العنف، وما يحدث هناك سببه عدم وجود زعيم فى المنطقة العربية، وأكرر أنه لا يصلح سوى «السيسى»، الذى سينجح فى هذه المهمة وأنا أراهن عليه لأننى لدىَّ رؤية واضحة للزعماء والأبطال، خصوصاً أننى اكتشفت أبطال العالم فى الملاكمة، والآن أراهن على أبطال السلام أمثال «السيسى». [FirstQuote]
■ ماذا تقول للشعب المصرى؟
- أقول لهم: أنا أحب المصريين، و«السيسى» رجل وطنى يحبكم كثيراً فلا تخذلوه واستغلوا الجوانب الإيجابية فى هذا الرجل، الذى وقف بجانبكم فى الماضى.