"الوطن" ترصد مافيا "الميكروباص" ومحاولة الحكومة استعادة هيبتها
ليس فقط لأن الثورة جلبت بعدها انفلاتا أمنيا، فالأمن قبل أن ينفلت هيأ الأمور لمزيد من الفوضى، واكتمل ذلك بغياب الرقابة.. عالم فوضوي يديره مجموعة من السائقين بعيدا عن دولة لم تلب حاجة شعبها في وسائل مواصلات كريمة تخضع لإدارتها وتركته ضحية لـ"مافيا" من السائقين أداروا شؤونهم وحددوا مكاسبهم، فكان طبيعي أن تغيب القوانين والقرارات التي لم تجد من يراقبها، وفكانت آخر تعريفة ركوب أقرتها الدولة في عام 2008.
مع كل أزمة وقود تتكدس السيارات أمام محطات البنزين، ومشاجرات على أولوية التموين في طوابير تمتد إلى مئات الأمتار، وما يتريب عليه من رفع السائقين للأجرة دون رقيب، وحين تنتهي الأزمة تظل التعريفة على ما أقره السائقون، في انتظار أزمة أخرى تبرر لهم زيادة جديدة في التعريقة، دون قرار رسمي أو "وعي حكومي".
وبعد قرار الحكومة برفع أسعار الوقود وتطبيقه في 5 يوليو الجاري، قررت أيضا زيادة تعريفة الركوب بمقدار من 10 إلى 15%، لتتذكر أن آخر تعريفة وضعتها كانت منذ 6 سنوات، فاضرت إلى تطبيق الزيادة على ما هو متعارف عليه "بين السائق والمواطن".
تكشف "الوطن" في هذا الملف كيف غابت الحكومة عن المواقف التي سيطر عليها مجموعة من السائقين الذين فرضوا تعريفة ركوب على أهوائهم، وكيف ظهر موظف "الكارتة"، ودوره في زيادة الأعباء على السائقين من خلال "الإتاوات" التي يفرضونها، وكذلك تفاقم الأزمة - بصفة خاصة- بعد ثورة 25 يناير وما تبعها من انفلات أمني، إضافة إلى المحاولات الأخيرة من الدولة لاستعادة هيبة القانون.
الاخبار المتعلقة:
"الوطن" داخل "قِبلة المغتربين".. "ركاب عبود" بين ناري "الحر والأجرة"
مدير النقل الجماعي بالجيزة لـ"الوطن": السائقون رفعوا الأجرة بعد ثورة يناير "بمزاجهم"
مدير موقف عبود لـ"الوطن": المواطن يضيّع حقه بمخالفة التعريفة الجديدة لإرضاء السائق
"الوطن" ترصد مخالفات السائقين للتعريفة الجديدة
"الأجرة زادت ليه؟".. سؤال يجيب عنه سائقو "المظلات": "البنزين والكارتة واللي بيحصل"
بالتواريخ| 3 سنوات من غياب الدولة.. زيادة تعريفة الركوب مع كل أزمة وقود