بالصور| في غزة "عيد شهيد".. الحزن يخيم على القطاع في أول أيام "الفطر المبارك"
رائحة الدم تفوح من كل مكان، منازل مهدمة لا يزال سكانها تحت أنقاضها، شهيد بكل عائلة، عيون بريئة لأطفال يتامى لا تتجاوز أعمارهم عشرة أعوام ترى بداخلها ألم الانكسار، دموع الأمهات الثكلى فاقدي الابن أو الزوج، وأحيانا الاثنين، فالعيد لم يمر على غزة هذا العام، حتى لو ظهر سيتوارى خوفا من هول ما قد يرى خلف بيوت مقصوفة، لتحل أصوات الانفجارات والصواريخ محل أصوات ضجيج الأطفال، فالموت في غزة دائما أقرب من الحياة.
"أخي شهيد.. صديقي شهيد.. ودوري ليس بعيد"، هكذا احتفل أطفال قطاع غزة بالعيد هذا العام، لتتلاشي كل مظاهر الفرحة أو الاحتفال بعيد ينتظره الأطفال في كل مكان على وجه الأرض، وتخلو شوارع غزة من كل مظاهر الفرحة، لتحل مكانها الأمنيات والأحلام بعودة الأسرة والأمان في يوم من الأيام، ويحل الكفن مكان الملابس الجديدة، ورائحة الموت محل رائحة الكحك، غزة التي تعشق العيد جريحة تحولت إلى مكان للحزن، اختصرت العيد في دقائق معدودة فقط، خلال فترة الصلاة؛ حدادا على أرواح الشهداء، تتجه الأمهات الحزينة والمتشحة بالسواد بعدها إلى المقابر يستعيدون ذكرياتهم بجانب شهدائهم وأحبتهم؛ حزنا بدموع تذيب القلوب على أرواح زهقت دون ذنب اقترفوه سوى أنهم فلسطينيون، ليكون المشهد أكثر إيلاما.
استبدلت غزة هذا العام عبارة "عيد شهيد" بـ"عيد سعيد"، مراعاة لظروف الأسر المنكوبة من الذين فقدوا عائلات بأكملها، ودمرت بيوتهم، حيث نظموا فعالية في قرية بيت صفافا في جنوب القدس المحتلة، يوزع من خلالها التمر مرفق بأسماء شهداء قطاع غزة على أهالي البلدة بعد صلاة العيد، وفي ساحات المسجد الأقصى، برز فتية صغار يرتدون قمصان سوداء كتب عليها "غزة.. عيدنا يوم انتصارك"، و"غزة تقاوم.. نصركم عيدنا" وهم يشيرون بأصابعهم بعلامات النصر.
منذ 7 يوليو الجاري، تشن إسرائيل حربًا على قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، أسفرت عن استشهاد 1032 فلسطينيًا وإصابة 6000، آخرين، بحسب تقارير وزارة الصحة الفلسطينية، فضلاً عن تدمير 1960 وحدة سكنية، وتضرر 22600 وحدة أخرى بشكل جزئي.
و بالرغم من دموع الحزن التي تغرق بها فلسطين، حزناً علي فراق الأحبة والأمان والوطن، إلا أنها ستظل أبية رافضة العيش إلا بكرامة على أرض حرة، متضرعة إلى الله في النصر أو الشهادة، رافضين الاحتفال بالعيد.. أو العيد هو الذي رفض استقبالهم.