مسئول التدريب الأسبق بالمخابرات القطرية يكشف لـ«الوطن» كواليس المؤامرة «القطرية - التركية»
شغل منصب رئيس قسم التحريات والمراقبة بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع فى مصر، وبعدها قادته الأقدار للعمل فى قطر، فاختارته القيادة المصرية ليعار إلى دولة قطر عام 88 ليسهم فى تأسيس جهاز المخابرات العامة القطرية بشكله الراهن بعدما كان دائرة حكومية، وليشغل موقع مسئول التدريب به. هكذا دفعت الأقدار باللواء محمود منصور ليكون شاهداً على مرحلة التحولات القطرية وكواليسها، وحتى المشهد الحالى فى إطار علاقاته مع مسئولى جهاز المخابرات القطرية، وتدريبه لعدد منهم لمدة 8 سنوات منذ كانوا برتبة «ملازم أول» حتى أصبحوا قادة الجهاز حالياً.
وفى حوار صريح يكشف اللواء محمود منصور، رئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية والإقليمية، لـ«الوطن»، كواليس السيطرة الأمريكية على قطر، وإنشاء 4 قواعد عسكرية هناك؛ ثلاث منها أمريكية وواحدة بريطانية، وسر تنسيق المخابرات القطرية مع عدد من أجهزة المخابرات الدولية فى العمليات الإرهابية التى تقع فى مصر، وكيفية تدفق المبالغ المالية التى قدرها بثلاثة مليارات إلى الأراضى المصرية، بعد تولى الرئيس المعزول محمد مرسى حكم البلاد، وكيفية انتقال الأموال فى 4 محافظات إلى العناصر المطلوب تمويلها فى مصر. ويكشف «منصور» أسرار زيارات اللواء غانم الكبيسى، رئيس المخابرات العامة القطرية، وعدد من نوابه إلى مصر عام 2012، ومحاولة تجنيد عدد من الشخصيات العامة المصرية لتعمل لصالح المخابرات القطرية، مؤكداً أن المخابرات التركية هى من يقود العمليات الإرهابية فى مصر.. إلى نص الحوار:
■ كيف بدأت قصة عملك مع مخابرات قطر؟
- فى عام 1988، وبناءً على طلب من ولى عهد قطر المشرف على جهاز المخابرات العامة القطرية، تحت الإنشاء حينها، لأنه كان عبارة عن دائرة حكومية فقط وكانوا يستهدفون تحويله إلى جهاز، تم انتدابى للعمل فى قطر فى وقت قيادة اللواء أحمد عبدالرحمن للمخابرات الحربية المصرية، وكان اللواء عمر سليمان نائباً للمدير حينها، سافرت قطر وأنشأت جناحاً للتدريب.
■ وكيف كان حال المخابرات القطرية وقتها؟
- كان يتولاها وهى دائرة حكومية عدد من الإخوة العرب من منطقة الشام، وكانت إدارته بغرض جمع أخبار من المنازل والمجالس بشكل بدائى دون أى احترافية، ودون أى معدات أو أجهزة أو فنون جمع وفرز المعلومات، خاصةً أنه لم يكن هناك هدف واضح لجمع المعلومات.
■ وكيف بدأتم تطوير المخابرات القطرية؟
- انتقلنا إلى مكان الجهاز الجديد، وهو المقر الحالى له، فى شارع الفريق ابن عمران قرب مبنى التليفزيون القطرى، وبدأنا تنظيم عملية التدريب عبر وضع برامج ودورات يحصل عليها المتدربون من عناصر الجهاز، مع وضع برامج مختلفة طبقاً لرتب الأعضاء ومسئوليتهم داخل الجهاز، وأصبح الحصول على الدورات فى جناح التدريب بالجهاز أو بدول أخرى شيئاً أساسياً للترقى للرتب الأعلى، وبدأنا التوسع فى اختيار أشخاص ذوى قدرات أفضل من الآخرين حتى يعملوا كعناصر بالجهاز.
■ هل تغيرت أهداف الجهاز بعد تطويره؟
- غيرنا فى تحديد أهداف التدريب التى نجريها للعناصر؛ فأنا كنت مسافراً للعمل بجهاز مخابرات عامة لدولة، إلا أن مناقشة مع رئيس الجهاز الجديد وقتها وهو الشيخ حسن بن عبدالله الثانى، وكان شقيقه «حمد» وزيراً للدفاع حينها، وكان يتميز بالجدية وتحمل المسئولية، وفى اجتماع لنا مع ولى العهد حمد بن خليفة، المشرف على الجهاز، طلبنا تحديد المجال المكانى للعمل وطبيعة المهام المطلوبة حتى يتم وضع برامج تدريبية تتناسب معها، فأُخبرت بأنه فى الفترة الحالية ليست لهم أهداف أكثر من العمل داخل حدود دولتهم، وأنهم لا يستطيعون التوسع فى المحيط العربى أو الإقليمى أو العالمى، وبناءً عليه يكون التدريب لتحقيق أهداف الأمن الداخلى وسواء إذا كان مصدر الخطر وطنياً أو أجنبياً مقيماً على الأرض وقتها، خاصةً أن نسبة السكان الأجانب كانت تفوق السكان القطريين.
■ وهل أثرت زيادة عدد غير القطريين فى الجهاز على عملكم؟
- أُصبت بصدمة لأن 13 جنسية غير قطرية كانت تعمل فى الجهاز، وتم تقليص تلك الجنسيات إلى أربع فقط، وتم تمصير أغلب الفرق الفنية التى تقوم بأعمال دقيقة، فالشئون المالية كانوا من الجهاز المركزى للمحاسبات، ومجال أعمال التزييف والتزوير والمخطوطات كانوا من الطب الشرعى فى مصر، تحت قيادة الدكتور رياض فتح الله بصلة، وعملنا بإخلاص لسنوات متتالية، إلى أن انتهينا من عملنا وعودتنا بعد تغيير الأمير من الشيخ خليفة بن حمد الثانى إلى نجله «حمد»، ولم يتغير الجهاز أو طريقة تدريبه حتى الآن.[FirstQuote]
■ تقصد الانقلاب على والده.. كيف كان الحال فى تلك الفترة فى الشارع القطرى؟
- حدثت فتنة كبرى جداً بسبب أن السواد الأعظم كان يرتاح للشيخ خليفة، خاصةً مع مجاملته لأطفال الشعب القطرى عبر إعطائهم هدايا ومنحاً لا ترد، والتغيير حدث دون أن يفهموا أحداً فى ذلك الوقت، وحاول الكثيرون التصدى لما قام به النجل تجاه والده.
■ وما حقيقة ما حدث فى تلك الفترة؟
- أثبتت تقارير المخابرات القطرية الحقائق التالية، أولها أنه قبل عام 1992 كان هناك محاولات دؤوبة من السفيرين البريطانى والأمريكى وكبار المسئولين الأمريكان لإقناع الشيخ «خليفة» بإقامة قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية على الأراضى القطرية وواجهتهم مشكلة أنه كان ناصرى الفكر، وكان يرفض بإصرار الانصياع لهذه المطالب، وكان يرد عليها بحزم رافضاً إياها.
وكان لدى الجهاز معلومات تأكدت عبر عدد من الأفراد الذين دربناهم، وعدة ملاحظات عامة تؤكد أن الشيخ حمد بن جاسم، الذى كان يعمل وزيراً للشئون البلدية فى وقت سابق بدأ يتردد على أمريكا، وبدأ يحصل على فرص فى الإعلام الأمريكى لإظهاره وهو يقدم تقريراً فى لجنة فى الكونجرس عن الأوضاع بالشرق الأوسط، ما لفت نظر الجهاز ليتم وضعه تحت المتابعة على مدى عام ونصف حتى تأكدنا أنه مجند فى الاستخبارات المركزية الأمريكية «CIA» مقابل راتب شهرى ضخم جداً، وأنه يجرى تدريبه، وتحسين كفاءته فى اللغة الإنجليزية باللهجة الأمريكية؛ فكان حمد بن جاسم مرصوداً ومسجلاً بأنه تابع للمخابرات الأمريكية.
■ وبعد الانقلاب الذى حدث على الشيخ خليفة.. كيف تصاعد دور حمد بن جاسم حتى أصبح رئيساً للوزراء؟
- بعد التعديل الحكومى الذى جرى بعد انقلاب حمد بن خليفة على والده، تبين لدى المخابرات القطرية أنه كان بأوامر صدرت من المخابرات الأمريكية لحمد بن جاسم كُلف بنقلها إلى حمد بن خليفة، وإلا فإن أمريكا ستحتل قطر وتنشئ القاعدة رغماً عن الحكومة القطرية وتزيح آل ثانى عن الحكم، وأن هناك أكثر من قبيلة مستعدة للوصول للحكم، وأن أمريكا تُنسق مع بعض منها، وبعدها وجد «حمد» أنه لا يستطيع أن يواجه والده، ولكنه لم يستطع التخلى عن مميزات السلطة والعلاقات الداخلية والخارجية لعائلته الحاكمة.
وفوجئنا بأن حمد بن خليفة، يقوم بتعيين حمد بن جاسم رئيساً للوزراء، ووضح لـ«بن خليفة» أن «بن جاسم» ممثل الولايات المتحدة الأمريكية على الأراضى القطرية، وما هى إلا سويعات حتى أضيف منصب وزير الخارجية له، ليزداد تمكناً فى وضعه وليمتد شره للعالم العربى حينما يجلس وسط وزراء الخارجية العرب.
ومنذ ذلك اليوم وحتى تولى «تميم» الحكم أصبحت جامعة الدول العربية يجلس بين جنباتها جاسوس أمريكى يتجسس على النبض العربى لحظة بلحظة، وسرعان من تمكن هذا الشخص من فرض وصايته على كثير من وزراء الخارجية العرب، وبالتالى أصبح له تأثيره على القرار الذى يصدر عن جامعة الدول العربية ثم استطاع أن يستغل المال القطرى ليقوم بدور يكون فى ظاهره رأب الصراعات الإقليمية والداخلية بالدول العربية، وهو فى حقيقة الأمر يقوى العناصر المعارضة لأنظمة الحكم العربية منذ عام 1992 حتى الآن، وذلك بأوامر أمريكية.
■ ولكن ما سر تنازل «حمد» عن حكم قطر لنجله «تميم»؟
- شعر الشيخ حمد بأن قطر تسير فى طريق معاداة جميع الدول العربية، فبدأ يستشعر الحرج لأنه ليس له فى ألاعيب السياسة، فاستشعر أن «بن جاسم» يقوده للهاوية، فرأى أن البديل هو ضرورة إزاحة حمد بن جاسم عن الحكم بعد تحكمه فى كل شىء بالدولة عبر سيطرته على مجموعات كبيرة فى مجلس الوزراء ووزارة الخارجية؛ ففكر إذا أنه جاء بابنه تميم ذى الـ33 عاماً سيكون من الصعب قبول «بن جاسم» رئيساً لوزراء أمير فى سن ابنه، وتمت إذاعة خبر فى إحدى الصحف الفرنسية مفاده أن التنازل عن الحكم سيتم فى خلال عام، إلا أنه جرى بعد ثلاثة أشهر ونصف من ذلك الوقت، ومعه أعلن التشكيل الوزارى خالياً من «بن جاسم»؛ فأمر الجاسوس الأمريكى رجاله فى مجلس الوزراء ووزارة الخارجية بأن يغادروا ومعهم كافة أوراق رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية القطرية لينتقلوا إلى القصور الخاصة به لينشئ حكومة فعلية تدير البلاد، على أن يصبح الأمير منصباً شرفياً يأمر ولا يحكم، يمثل الإمارة ولا يستطيع أن يتخذ قراراً، فحتى الورقة التى يقرأ منها تكون مكتوبة من «العصابة» التى يديرها «بن جاسم» فى قطر.[SecondQuote]
■ وما طبيعة العلاقات بين الإخوان وقطر؟
- تطورت الأحداث مع نهاية حكم الإخوان ولم يجدوا نصيراً لهم سوى «بن جاسم» ليصبح سيدهم وناصرهم فى قطر، وليسعى لمنحهم قبلة الحياة بعد ثورة 30 يونيو، وليمنحهم الظهور الإعلامى عبر قناة الجزيرة، وليعاونهم فى الحصول على اللجوء السياسى فى عدة دول أخرى، بالإضافة إلى قطر.
■ ومتى بدأت تلك العلاقات؟
- لم تبدأ تلك العلاقات بشكل واضح ومرصود إلا بعد وصول الرئيس المعزول محمد مرسى إلى سدة الحكم، فلم يكن موضوع «بن جاسم» العلاقات مع الإخوان، ولكن التخريب فى السودان والأردن والصومال وسوريا، فحينما تصدر أمريكا أوامرها لتركيا يتم تحضير المؤامرة فى المخابرات التركية لتقوم قطر بتمويلها.
■ وما الدليل عل صحة ذلك؟
- قطر لا تمتلك أى كادر من تلامذتنا فى المخابرات العامة، ولا تمتلك القدرة على القيام بعمليات كبرى فى الخارج، فهم تلامذتى بدءاً من رئيس الجهاز اللواء غانم خليفة الكبيسى، ومساعديه عبدالله بن خليفة العسيرى، مساعد رئيس الجهاز لشئون التطوير التكنولوجى، والعميد عبدالعزيز العيدوس، مساعد رئيس الجهاز لشئون التدريب، وجاسم آل محمود، مساعد رئيس الجهاز للشئون القانونية، ولم يتم تدريبهم على القيام بأعمال خارج الدولة، وهو ما أكده لى «الكبيسى» فى أوائل عام 2012 فى زيارة له فى القاهرة.
■ وكيف يؤثر جهاز لم يتدرب على العمليات الخارجية فى دولة كبرى بحجم مصر؟
- المخابرات القطرية لم تؤثر، فدورهم مجرد حاملى أموال مسئولة عن تمويل تكاليف الأعمال التى تتم فى الشرق الأوسط، فأى من قيادات الجهاز السابق ذكر أسمائهم يأتون فى زيارة رسمية بتنسيق مسبق حاملين معهم عدداً من الحقائب المليئة بالأموال أو يحملها دبلوماسيون من العاملين بالخارجية القطرية، وعبر الدخول بجوازات السفر الدبلوماسية، والتى لا تفتش مع حامليها، ينسقون مع «زعماء العصابات فى مصر» لنقل أموال الحكومة القطرية والإشراف عن نقلها، أما من يدير تحركات العناصر على الأرض، فهم عناصر المخابرات التركية.
■ كنت أحد قيادات المخابرات الحربية المصرية وتعى بالضرورة أن أى فرد يدخل حتى بجواز سفر دبلوماسى ولن يفتش ستكون هناك أجهزة مصرية ترصد تحركاته، فكيف تمكنوا من الدخول ونقل الأموال؟
- كانوا يستغلون حكم الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى، ويستغلون المظاهرات التى تملأ شوارع العاصمة والمواجهات بين الإخوان والمتظاهرين؛ فهم يتحركون فى الأوضاع المرتبكة لتكون أرضاً مأمونة ويدخلونها عبر وسطاء آخرين؛ فهناك أطراف تذهب بالأموال إلى منازلهم، فمثلاً فى تظاهرات رابعة العدوية تم الدفع بأموال كثيفة لدفع 400 جنيه للمتظاهر الواحد، إلا أن وسطاءهم ذاتهم كانوا يدفعون للفرد مائة جنيه أو مائتين، وكانوا يجرون اتصالات تليفونية معهم؛ فمثلاً يقولون إنه سيتم مد الوسيط بمائة ألف دولار ليمول بها الاعتصام فى فترة معينة باحتياجات المعتصمين سواء طعام أو شراب أو غيرهما من المستلزمات التى كانت موجودة بالاعتصام، وكانت جميع تلك الاتصالات مرصودة من الأجهزة المصرية.[ThirdQuote]
■ وكيف كان يتم استلام تلك الأموال؟
- كانت توجد بالفنادق أو بمقر السفارة، ففى السفارة كانت تخرج على مراحل مع بعض مرتادى السفارة العاديين ليتم اصطياد أناس منهم لتوصيلها دون أن يعلموا ما بها على أنها بها ملابس أو غيرها، وآخرون كانوا يتلقون الأموال منذ إدخالها من حاملى الجوازات الدبلوماسية من مطار القاهرة أو براً من خلال جمرك نويبع ليتم نقل حقائب الأموال إلى عدة منازل بمدينة نصر، والمنصورة، والإسكندرية، والإسماعيلية ليتم استخدامها عند الحاجة، وبكميات قليلة جداً قبل وصول «مرسى» للحكم، وكان ذلك يتم فيما سبق وبمراقبة أجهزة الدولة فى عهد حكم الإخوان، أما حالياً فلا يتم ذلك بسبب إحكام رقابة أجهزة الدولة على مصادر إدخال الأموال المختلفة؛ فحالياً إدخال أموال لهم «شبه معدوم».
■ وكم تقدر المبالغ التى دخلت مصر من قطر؟
- تقدر بأكثر من 3 مليارات دولار طبقاً لأصدقاء بجهات رسمية.
■ وما تلك الجهات؟
- أرجو إعفائى من الإجابة عن هذا السؤال.
■ إذن متى دخلت تلك الأموال إلى مصر؟
- منذ عام 2011 واستمر دخولها فى 2012، وحتى منتصف 2013.
■ وبحكم مصادرك فى قطر.. كيف يمكن إدخال الأموال لمصر حالياً؟
- أغلقت عليهم الطريق حالياً، فقيادات المخابرات القطرية لا يجرؤون على دخول مصر الآن، فلديهم قناعة أنه سيتم إلقاء القبض عليهم لاتهامهم بارتكاب جرائم وهم يعلمون أنهم «اتحرقوا»، فضلاً عن أنهم أولادى وأعلم أن «قلبهم خفيف»، فضلاً عن أنهم موظفون يقومون بذلك العمل لـ«أكل عيشهم»، لكن عدداً كبيراً منهم يحبون مصر.
■ وإذا كانوا يحبون مصر، فكيف يتورطون بتمويل الإرهاب بها؟
- كانوا مخدوعين بأنهم يقومون بذلك من أجل الإسلام، وأحد المسئولين الحاليين بجهاز المخابرات العامة القطرية، رفض ذكر اسمه لنا، قال لى إن ما يحدث حالياً منهم ما كان يجب أن يحدث لأننا أسأنا إلى مصر والمصريون لا يستحقون تلك الإساءة، فمصر أول من أرسلت من ينشئ وزارة التربية والتعليم القطرية بعدما أرسل الرئيس جمال عبدالناصر وكيل أول وزارة لتأسيس الوزارة القطرية، ثم استقدم مدرسين لتعليمهم.
■ لكن يتردد حالياً أن التمويل القطرى هو سبب الأعمال الإرهابية فى مصر؟
- نعم، يتم ذلك، ولكن ليس على أراضينا، ولكن عبر الأراضى الليبية، فليبيا حالياً بلا حدود، فوزراء حكومة ليبيا أغلبهم ينتمون للإخوان، وتم دفع بعض التجمعات عبر المخابرات التركية على حساب قطر بعد تنظيمها وتدريبها وتسليحها إلى ليبيا، فهناك فريق عمل تركى يدير الأعمال الإرهابية التى تتم فى مصر من ليبيا، وكون وجود بعض الأفراد المصريين الذين يعملون بليبيا ويحاولون إرسال الأموال معهم فهؤلاء أعدادهم محدودة، ولكن يتم التعامل معهم من عناصر قوات الأمن المختلفة الآن.
■ ننتقل لدور المخابرات القطرية فى مصر.. متى كانت آخر زيارة لرئيس المخابرات القطرى للقاهرة؟
- منتصف 2012، ولم يأتِ بعدها للقاهرة.
■ وما هدف زيارته؟
- حينما جاء «الكبيسى»، رئيس الجهاز، ومساعداه للتطوير التكنولوجى والشئون القانونية، كانت زيارة رسمية تبحث فى شكلها العلنى العلاقات بين المخابرات المصرية والقطرية، ولكن فى بحثهم عن علاقات مع المصريين الذين كانوا يعملون عندهم كانوا يبحثون عن عملاء لتجنيدهم، وأجروا بعض المقابلات معهم دون أن يحققوا منها شيئاً، إلا بتنشيط العلاقة معهم، وأغلبهم هم شخصيات عامة، ثم فى زيارة ثانية جاءوا بعدد ضخم من الحقائب منذ عامين، وتحديداً فى عهد الإخوان، وأثارت علامات تعجب كثيرة نحوها.
■ وهل تكررت زيارات أخرى للقاهرة؟
- فوجئت بعدها بأن السيد عبدالله العسيرى، مساعد رئيس الجهاز، يجرى اتصالاً هاتفياً معى ذات ليلة بأنه سيكون باكراً فى القاهرة وسألته عن سبب الزيارة، فقال: «للفسحة»، وعندما جاء نزل فى أحد الفنادق الشهيرة، والتقيت معه بالمطار، ثم التقيته مساءً، وهو من أولادى وأنا مدربه وهو ملازم أول، فحينما جلسنا للعشاء وجدته يحاول استمالتى إلى أفكار محمد مرسى والدولة الدينية، لكنى كنت أرفض ذلك تماما.