أدمعت عيناى من الفرحة، وأنا أرى الرئيس يعلن البدء فى مشروع «المحور».. محور قناة السويس.. هذا المشروع الذى قدمه لنا ببنك الأفكار المهندس وائل قدورة، الخبير وعضو مجلس إدارة الهيئة، بعد أن داخوا السبع دوخات من أيام الوزير الكفراوى، وعقدنا له عدة اجتماعات ومناقشات بمركز دعم واتخاذ القرار، وعلى الشاشات مع عمرو أديب ومنى الشاذلى وهالة سرحان.. وحضرها الرئيس الأسبق لهيئة قناة السويس د.عزت عادل، ودعونا المعارضين لنسمع نقدهم واعتراضاتهم، وفى النهاية تم تحديث البيانات ودمج بعض الأفكار، لنصل إلى دراسة معمقة، سلمناها ليد د.عصام شرف -رئيس الحكومة وقتها- لعرضها على المجلس العسكرى، ودخلت الثلاجة، إلى أن وصل السيسى فأحياها، وأحيا فينا الأمل من جديد (وعقبال باقى المشروعات التى قدمها بنك الأفكار: مشروع نهر الأهرام الذى يربط ميدان التحرير بالأهرام+ مشروع توليد الطاقة من القمامة+ مشروع الحرير وصناعته+ مشروع نزع الألغام بالساحل الشمالى+...+...+...).
هذا «المحور» الجديد الذى سيخلق 1.5 مليون فرصة عمل، ويرفع عوائد القناة من 5.3 مليار دولار سنوياً إلى 104 مليارات دولار، سيغير وجه الحياة بالمنطقة، ويجعل منها «سعودية» أو «كويت» للمصريين..
104 مليارات دولار سنوياً= ثلث الناتج المحلى المصرى (عام 2012 كان 270 مليار دولار- بالمناسبة إسرائيل 300 مليار).. ويساوى كل الناتج المحلى لشقيقتنا دولة المغرب، ويعادل ضعفى الناتج فى إثيوبيا 46 ملياراً سنوياً..
ويعتمد هذا المحور على «الخدمات»: إصلاح أو تقطيع السفن+ تموين بالوقود+ خدمات الشحن والتفريغ+ مجمعات هائلة للفرز والتعبئة والتغليف+ خلق كيانات عظمى صناعية وزراعية وحتى السمكية+ معاهد لتدريب وتخريج «الأطقم البحرية» من مرشدين ومهندسين وعمال وفنيين بحريين (30% من أطقم الأساطيل البحرية فى العالم من الفلبين)+ خدمات لوجستية متكاملة (هونج كونج 41 ملياراً/ سنغافورة 68 ملياراً، والنرويج 95 مليار دولار سنوياً)+ أنفاق تربط ضفتى القناة، ومطارات دولية و... و...
والآن جاءنا البيان التالى: بعض المتخصصين يعترضون على حفر قناة جديدة، مع الاكتفاء «بالمحور» للأسباب التالية:
1- أن السعة المرورية للقناة الحالية تستوعب مرور 78 سفينة، ويمكن بتنظيم القوافل تصل إلى 88 سفينة يومياً- وحالياً عدد السفن التى تمر بالقناة هو 46 سفينة يومياً فى المتوسط.. فما الداعى لحفر قناة تتكلف 8.2 مليار دولار أى 60 مليار جنيه.
2- حجة أن السفن بعضها ينتظر 12 و18 ساعة. يقولون إن هذه «فرصة» يجب استغلالها بمد هذه السفن بالخدمات، وتنظيم رحلات سريعة للأطقم والبحارة.
3- وبما أن معظم بترول الخليج يتجه تصاعدياً إلى شرق آسيا والصين، للنمو المتصاعد هناك (الصين رقم 2 بالعالم فى استخدام الطاقة)+ إحياء طريق الحرير القادم من الصين مروراً بشرق الاتحاد السوفيتى، إيران- تركيا+ فى 2030 سيفتتح طريق القطب الشمالى الجليدى بعد التغيرات المناخية، ولهذا يتعجبون، ويؤكدون أن الـ60 مليار التى سننفقها فى حفر التفريعة الجديدة هى إهدار بلا قيمة، ويحذرون قبل أن تقع الفاس× الراس، باختصار: ألف «نعم» للمحور، وألف لا للتفريعة.. (مطلوب رد- التوضيح مهم ومفيد).
صباح الخير سيادة الرئيس:
(1) عندما أسهبت فى الحديث عن التفاصيل فى خطابك الأخير، زال بعض الغموض عن شخصيتك، التى نحتاج معرفتها وفهمها، فأرجو ألا تنزعج من الانتقادات لبعض سياساتك، أو من الاعتراض عليها، فنحن «قلة» ليست مندسة، ولكنها مطلوبة ومهمة حتى لا نصبح جميعاً «موافقون- تمام يا أفندم- أحلام سيادتك أوامر»!!
(2) أنبهك ياريس.. بأن هذه المشروعات القومية العملاقة (ممر قناة السويس- أربعة ملايين فدان- 3200 كم طرق، عاصمة جديدة، رغم تحفظاتنا)، وغيرها، حتى تتم فى أمان.. تحتاج إلى وقفة جادة مع:
(أ) انقطاع الكهرباء الذى يتكرر بالخمس والست مرات يومياً صُبح ومسا وليل، وأحياناً بالساعة والاتنين، تتوقف فيها المصالح والأسانسيرات، وشبكات المعلومات والتعاملات البنكية وكل حياتنا فنختنق، وندعو على «مرسى» على سبيل التهريج!!
(ب) الحركة المرورية، وفوضى الشارع، ونزيف الدماء على الأسفلت، أصبحت مرعبة وغير محتملة.
(جـ) الأمن.. لو كنت مكانك لأعطيته أولوية مطلقة، وأنفقت عليه كل السبعة مليارات الموجودة بصندوق «تحيا مصر».. لتعود السياحة (10-12-15 ملياراً)، وليأتى المستثمرون (نحتاج 20، 30، 40 لغاية 100 مليار)، وليأمن المصريون على أرواحهم وممتلكاتهم (7 مليارات تجيب 5، 10، 20 ضعفاً).. هل هناك استثمار أفضل من ذلك؟
(د) التشريعات الفاسدة والقوانين الخربانة كما سبق أن شرحنا وقدمنا الحل.. والأهم الـ3 ملايين أسرة المعدمة والمطحونة تحتاج إلى إغاثة عاجلة جداً جداً.
سيادة الرئيس.. الحق يقال: إنك قلت لنا قبل الانتخابات إنك هتصحينا بدرى، وركبت العجلة فجراً، وجبت الوزراء 7 الصبح.. كل دا كان «معتداال مارش»، ومن أمس الأول فهمنا أنك بدأت بـ«الخطوة السريعة».. قلت لرئيس الهيئة (المشروع يخلص فى 12 شهراً بدلاً من 36 ولمسئول الطرق 3200 كم برضه، وللزراعة مليون فدان فى 12 شهراً)..
أرجوك أعذرنا.. «المخلوع» قعّدنا 30 سنة القرفصاء أو للأمانة الـ10 سنين الأولى «معتداال مارش»، والـ20 سنة الأخيرة «محلك سر» ثم «للخلف در».. و«المخلول» جاب لنا الهسهس وشككنا فى نفسنا.. يعنى سيادتك واخد شعب لاسع وشكاك، وبيسهر لوش الفجر، وبيصحى نص النهار، وماعندوش أى مواصفات قياسية للإنسان إلا قليلاً.. وبيشتغل 26 دقيقة فى اليوم.. وكل العِبَر فينا، وسيادتك جيت فتحت الدُش بمياه مثلجة على رؤوسنا عشان نفوق وننتبه ونصحى ونقوم نبنى بلدنا، وعندك ألف حق..
أنا شخصياً سأشارك كمصرى بالخارج وأشترى عدة أسهم فى المشروع بالدولار، وأدعو زملاء المهجر للمشاركة بجد، وسأشارك كمصرى مقيم أيضاً بالداخل بالجنيه، وهذا شرف لى ولكل مصرى كان يحلم بأن يضع مصر فى المكان اللائق على الخريطة العالمية، وها هو الحلم يتحقق.. وهذا لن يمنعنا من أداء واجبنا فى النقد.. النقد البنّاء الذى يقدم حلولاً لتصبح «أم الدنيا» قد الدنيا.
ياريس: وسَّع صدرك حبتين.. (فهذا الزمن يختلف تماماً عن زمن عبدالناصر).