"النور بيقطع في بيتي".. من منزل وزير الكهرباء إلى بيوت كل المصريين "ضلمة يا دنيا ضلمة"
"والله النور بيقطع في بيتي"، لا يترك مؤتمرًا صحفيًا، أو حديثًا تليفزيونيًا، أو حتى مداخلة هاتفية، إلا ويذكِّر المواطنين بمعاناته من انقطاع الكهرباء في منزله مثل غالبية الشعب المصري، وكأن الحديث ليس للمسؤول الأول عن قطاع الكهرباء في مصر، حيث يخرج علينا الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، يوميًا بابتسامته العريضة، بتصريحاته التي كلها عبرة وعظة ونصيحة، مطالبًا بترشيد استهلاك الكهرباء، ثم يضرب المثل الشهير بعدها، بأنه يشعر بالمواطنين، لأن "الكهرباء تنقطع في منزله مثلهم تمامًا".
"أقسم بالله قطع الكهرباء بيحصل في بيتي"، كلمات الوزير في أول ظهور إعلامي له على الفضائيات عقب توليه مهام منصبه، حيث كان اللقاء مع الإعلامي خيري رمضان في برنامج "ممكن" على "سي بي سي"، بعدها توالت التصريحات بنفس اللهجة دون إعطاء حل واقعي للأزمة، حتى أثناء مؤتمر التوقيع على اتفاقيات الخاصة بتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في حضور رئيس الوزراء، تحدث "شاكر" عن ترشيد الاستهلاك، قائلًا: "قطع الكهرباء يطال منزلي ولا أتصل بالشركة لإعادته"، كما خرج في أبريل الماضي خرج في مداخلة هاتفية في برنامج "هنا العاصمة"، داعيًا لترشيد الاستهلاك، ومكررًا جملته المعتادة: "الكهرباء مقطوعة في بيتي حاليًا".
استمرت تصريحات الوزير، بعد تجديد الثقة به، واستمراره في العمل بحكومة "محلب"، فكان له تصريح في يونيو: "أنا قمت بتغيير الإضاءة بمنزلي إلى لمبات موفرة، ولا أقوم بتشغيل التكييف أثناء النوم وفرقت جامد معي في سعر الفاتورة"، بل ظلَّت مواعظ الوزير للمواطنين مستمرة، عندما ظهر في برنامج "30 يوم في رمضان" على قناة التحرير، مؤكدًا أنه يستخدم في مكتبه "مروحة" وليس تكييف هواء، في محاولة لترشيد استهلاك الكهرباء لتقليل انقطاع التيار.
وفي شهر أغسطس الجاري، أكثر الشهور التي اشتدت فيها الأزمة، ظلَّ الوزير على نفس النهج، ففي 5 أغسطس، خلال لقائه ببرنامج "90 دقيقة"، ردد التصريح المعتاد: "الكهربا بتقطع عندي فى الشقة وبشعر بنفس المعاناة بتاعة أي حد من الشعب"، وبعدها بثلاثة أيام، قال في مداخلة هاتفية بفضائية "النهار"، إن "التيار الكهربائي انقطع عن منزله ثلاث مرات بالأمس وكانت كل مرة لمدة ساعة"، حتى ظهر في مؤتمر صحفي اليوم، ليؤكد أن الكهرباء باتت تقطع في منزله 4 مرات يوميًا.