وزير ألمانى يتهم قطر بتمويل «داعش».. والتنظيم يعلن ذبح صحفى أمريكى
اتهم وزير المساعدة الإنمائية الألمانية جيرد مولر قطر صراحة بتمويل تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) فى العراق، فى مقابلة بثت أمس. ونقلت وكالة فرانس برس عن «مولر»، الذى ينتمى إلى المحافظين بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل إن «وضعاً كهذا يأتى دائماً بعد مسار سابق»، مضيفاً: «من الذى يمول هذه القوى؟ إننى أفكر فى دولة قطر».
وكان وزير المالية الاشتراكى الديمقراطى سيجمار جابريال أعلن، أمس الأول، أن «الأسرة الدولية أمام جدل حول الجهة التى تقوم الآن وقامت فى الماضى بتأمين الوسائل المالية لتسليح الدولة الإسلامية». وأضاف، وفق وكالة «فرانس برس»: «لا يمكن أن يتم ذلك بدون أموال، ولكنه لم يذكر أى دولة بالاسم».
وتبنت ألمانيا فى الأيام القليلة المقبلة فى احتمال تسليم أسلحة إلى الأكراد الذين يقاتلون تنظيم «الدولة الإسلامية» فى شمال العراق، وهو موضوع يثير جدلاً فى هذا البلد.
فى سياق آخر، أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية»، فى شريط فيديو بثته مواقع جهادية مساء أمس الأول، ذبح الصحفى الأمريكى جيمس فولى الذى خطف فى سوريا فى نهاية 2012، مهدداً بقتل صحفى أمريكى آخر يحتجزه «إذا استمرت الغارات الجوية الأمريكية ضد مقاتليه فى شمال العراق». وبثت مواقع إلكترونية إسلامية شريط فيديو، وفق وكالة «فرانس برس»، يظهر فيه شخص ملثم يرتدى زياً أسود ويحمل بندقية وهو يذبح الصحفى الأمريكى الذى كان مسلحون خطفوه فى سوريا فى نوفمبر 2012.
وأعلن «البيت الأبيض» أن الاستخبارات الأمريكية تحاول التحقق من صحة شريط الفيديو «فى أسرع وقت ممكن»، معتبراً أن هذا الإعدام فى حال ثبتت صحته هو «جريمة وحشية مروعة».
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض كيتلين هايدن فى بيان: «رأينا شريط فيديو يزعم أنه يصور قتل المواطن الأمريكى جيمس فولى على أيدى تنظيم الدولة الإسلامية. فى حال كان صحيحاً نعتبر أن القتل الوحشى لصحفى أمريكى برىء هو أمر مروع ونقدم تعازينا الحارة لعائلته وأصدقائه».
وفى شريط الفيديو نفسه، يظهر رهينة آخر، عرفه التنظيم المتطرف بأنه الصحفى الأمريكى ستيفن جويل سوتلوف، الذى ظهر جاثياً على ركبتيه، وأمسك مسلح ملثم برقبته من الخلف.
ونعت دايان والدة الصحفى ابنها وقالت إنها «فخورة بابنها الذى مات خلال محاولته كشف المعاناة التى يواجهها السوريون». وأضافت: «نشكر جيم على السعادة التى منحها إيانا، فقد كان أبناً وأخاً وصحفياً متميزاً»، معربة عن فخرها بابنها «الذى وهب حياته خلال محاولته الكشف عن المعاناة التى يعيشها الشعب السورى». ودعت «دايان» تنظيم الدولة الإسلامية إلى الإفراج عن الرهائن الذين يحتجزهم، قائلة: «ندعو الخاطفين إلى الإفراج عن الرهائن الآخرين، فهم مثل جيم، بريئون، ولا يتحكمون بسياسة الحكومة الأمريكية فى العراق أو سوريا أو أى مكان آخر فى العالم».
على جانب آخر، علقت القوات العراقية، تقدمها فى مدينة «تكريت»، مركز محافظة «صلاح الدين»، بسبب المقاومة العنيفة، التى تلقتها من المسلحين المعارضين الذين يسيطرون على المدينة، بينما استمرت قوات مشتركة من البشمركة الكردية، والجيش العراقى فى شن هجمات، على مواقع التنظيم لاستعادة السيطرة على مناطق فى محيط سد الموصل، شمال العراق. ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن ضابط فى غرفة العمليات، قوله إن «القوات العراقية تعرضت لنيران كثيفة بالمدافع الرشاشة وقذائف المورتر جنوبى تكريت بصلاح الدين، إذ استطاعت القوات العراقية باستعادة السيطرة على 3 أحياء وسط مدينة تكريت، شمال بغداد، بعد معارك عنيفة مع التنظيم». وأضاف الضابط أنه «إلى جانب كثافة النيران فإن الألغام المزروعة على الطريق فى الغرب ورصاص القناصة، قوضت التقدم نحو المدينة التى حاولت القوات استردادها عدة مرات».
وكانت القوات العراقية شنت، أمس الأول، أحدث هجوماً لاستعادة «تكريت» الخاضعة منذ منتصف يونيو الماضى لسيطرة مجموعات مسلحة، يعتقد أنها تنتمى إلى «تنظيم الدولة الإسلامية» وفق الحكومة العراقية.
وفى اتصال لـ«الوطن» قال عضو المكتب الإعلام لثوار العشائر العراقية، إن «ثوار العراق هم من تصدوا للميليشيات الإيرانية الصفوية التى هاجمت تكريت، وأوقعنا بهم هزائم فادحة، وأسرنا عدداً كبيراً منهم». وأضاف: «أسرنا 100 من عناصر الحرس الثورى الإيرانى، واغتنمنا عدداً من الدبابات والأسلحة والآليات العسكرية». وتابع «العبيدى»: «هذه هى الضريبة التى سيدفعها كل من يريد تحدى الثوار».
واستمرت قوات من البشمركة الكردية والجيش بتنفيذ عمليات فى الموصل بدعم من الطائرات الحربية الأمريكية، لاستعادة السيطرة على مناطق حول السد بشمال العراق. وكانت طائرات الجيش الأمريكى بدأت قبل نحو أسبوع بشن غارات جوية فى شمال العراق، بهدف حماية اللاجئين من الأقلية اليزيدية والمنشآت والمسئولين الأمريكيين، ومنع تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» باتجاه مدينة «أربيل»، وفق الحكومة العراقية.
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند، أمس، فى مقابلة مع صحيفة «لوموند» إنه سيقترح فى شهر سبتمبر مبادرة حول الأمن فى العراق ومحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية». واعتبر «أولاند» أن الوضع الدولى اليوم هو «الأخطر» منذ عام 2001. ووفق الرئاسة الفرنسية، فإن «أولاند» قال: «علينا أن نضع استراتيجية شاملة ضد هذه المجموعة التى باتت تشكل كياناً منظماً، ولديها الكثير من التمويل، وأسلحة متطورة جداً، وتهدد دولاً مثل العراق وسوريا ولبنان».