"كلوكس كلان" تعود بأمريكا إلى زمن العنصرية
يرتدون العباءات، يخبئون وجوههم خلف الأقنعة، يختارون الليل لتنفيذ هجماتهم، يأخذون من القرى والمدن الصغيرة موطنًا لهم، يؤمنون بتفوق العنصر الأبيض، ومعاداة السامية والكاثوليكية، وكراهية المثلية، وتعد العنصرية هي الملاذ الوحيد لهم، "الصليب المحروق" هو الشعار الرسمي، لنشر الرعب في قلوب معارضيهم، إنها جماعة "كلو كلوكس كلان"، والمعروفة باسم "KKK".
وتعد "كلان" واحدة من المؤسسات الأخوية العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أول ظهور لهم في عام 1866، حيث تأسست من المحاربين القدامى في الجيش الفيدرالي، وكانت أبرز مهامها معارضة تحرير العبيد، التي حدثت عقب الحرب الأهلية الأمريكية.
وعادت للظهور من جديد في شوارع المدن الأمريكية، لمؤازرة الشرطي الأمريكي المتهم بقتل الطفل الأسود "مايكل براون"، في مدينة فيرجسون، بولاية ميزوري الأمريكية، حيث تعتزم الجماعة في نهاية الأسبوع القيام بتبرعات في مدينة سوليفان - القريبة من مدينة فيرجسون - لصالح الشرطي دارين.
ودشنت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"؛ لتأييد الشرطي المتهم بالقتل، وموقعًا آخر لدعمه ماديًا عبر جمع التبرعات، وتشير التقارير إلى أنها بلغت حتى الآن 209 آلاف دولار أمريكي، لتغطية تكاليف الغرامة المالية التي قد تفرض عليه.
وتقلص عدد أعضاء جماعة "كلان" عبر التاريخ، فبدأت بـ4 ملايين عضو، في عام 1920، ووصلت إلى قمة توهجها عام 1924، بعدد أعضاء وصل إلى 6 ملايين، وبدأ نقص العدد منذ عام 1930، حيث وصل عدد الأعضاء إلى 30 ألف فقط، حتى استقر على 5 آلاف عضو في 2005.
واشتهرت جماعة "كلان" بمعادتها الشديدة للأمريكيين الزنوج، عبر التاريخ، فهم من قتلوا 2000 شخص من أصحاب البشرة السمراء، بولاية لويزيانا، في غضون أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 1868.
وتخشى الولايات المتحدة من انتشار وزيادة أعمال العنف العنصري في البلاد، بعد ظهور "كلو كلوكس كلان" مجددًا، خاصة وأن مدينة فيرجسون تشهد حالة من العنف بين المواطنين أصحاب الأصول الإفريقية، والمؤيدين لهم، ضد قوات الشرطة، منذ ما يقرب من 10 أيام.