- واحد اتنين حناكل منين؟! (هتاف عدد من الباعة الجائلين فى مسيرة أمام دار القضاء العالى).
- إحنا فى خراب بيوت ولا حد حاسس بينا.. إحنا بالنسبة لكم زبالة المجتمع عاوزين تخفوا مننا (إحدى البائعات الجائلات فى فيديو من موقع فيتو).
- بائع جائل يفترش الأرض قائلاً: عاوز أموت (من فيديو بثه موقع «المصرى اليوم»).
- حد عايز شرابات.. تلاتة بعشرة.. تلات شرابات بعشرة.. الدستة فيها خمسة جنيه.. بنكسب خمسة جنيه فى الدستة.. خمسة جنيه بنأكل بيها عيالنا وفى الآخر بيشيلونا م الشارع! (بائعة جائلة فى فيديو بثه موقع «المصرى اليوم»).
هذه مقتطفات من عبارات رددها الباعة الجائلون الذين قررت الحكومة نقلهم من أرصفة وسط المدينة إلى «جراج الترجمان». عبارات تؤكد أن هؤلاء المواطنين «حيطقوا من جنابهم»، دون أن يدركهم أحد بحل عملى. الحكومة من ناحيتها تلقى بورقة القانون مشفوعة بورقة أخرى وهى «هيبة الدولة». وهى أوراق جديرة بالاحترام ولا يعترض عليها سوى «فوضوى». فهل بإمكان أحد أن يقول «لا» لتطبيق القانون، أو يدعو إلى الاستخفاف بالدولة مهيبة الركن؟!. كل ما نرجوه أن تراعى الدولة وهى تطبق القانون على هؤلاء الباعة عدة أمور.
الأمر الأول: على الدولة ألا تنسى وهى تحل المشكلة أنها جزء منها، وأن عوامل مثل البطالة والإهمال هى التى أدت إلى نشوء واستفحال هذه الظاهرة، وأن إقبال المواطنين على الشراء من هؤلاء الباعة يرتبط بعجزهم عن الشراء من حيتان المحلات الذين يبيعون نفس السلعة التى يبيعها البائع الجائل بأسعار مضاعفة، متذرعين فى ذلك بالحديث عن تكلفة الكهرباء والضرائب والعمالة وغير ذلك. الباعة الجائلون ليسوا مواطنين متمردين على القانون أو سلطة الدولة، بل هم مجموعة من «الغلابة» الذين يبحثون عن لقمة عيش فى زمان صعب. والسر الأصيل فى مأساتهم هو الدولة مهيبة الركن.
الأمر الثانى: أن الدولة وهى تحاول التعامل مع هذه المشكلة يجب ألا تعامل الباعة الجائلين، كما قالت واحدة منهم مثل «كوم الزبالة» فتنفيه إلى أسفل قبر. لقد أجمع كل الباعة فيما أجرى معهم من لقاءات على أن «أرض الترجمان» لا تزيد على قبر تم نفيهم إليه للتخلص منهم. فلا حركة ولا بيع ولا شراء. يعنى مكان «زى قلِّته» كما أكد أحد البائعين. وإذا كانت الحكومة جادة فى حل المشكلة فعليها أن تثبت ذلك من خلال التعجيل بنقل هؤلاء المواطنين المصريين إلى منطقة «وابور الثلج» كما وعدت. وهى منطقة أكد البائعون أنها أنسب بكثير من «جراج الترجمان».
الأمر الثالث: ويرتبط بتهديد بعض هؤلاء البائعين بالانضمام إلى الإخوان!. لقد سمعت أحدهم يقول فى أحد التسجيلات «إحنا كده حننضم للإخوان». وهو كلام لا بد أن تلتفت إليه الدولة التى تريد استرداد هيبتها، فلا تدع مواطنيها فريسة للفقر والظلم. وقد سبق وكتبت سلسلة من المقالات أوضحت فيها أن الفكرة الإخوانية تنتعش تحت قيظ الفقر والمظلومية. والمواجهة الحقيقية لأية أفكار تهدد المجتمع لا بد أن ترتكن إلى تذويب العوامل التى تؤدى إلى انتعاشها.. انتباه يا حكومة!.