■ على الرغم من أننى لا أعلم حتى هذه اللحظة ماذا فعل الدكتور محمد يوسف، نائب وزير التعليم للتعليم الفنى، فى هذا الملف الخطير الذى تولاه منذ حلف الحكومة الحالية اليمين فى شهر يونيو الماضى، رغم أنه أول نائب وزير يقسم اليمين أمام الرئيس فى دلالة لأهمية ما يقوم به فإننى سأفترض حسن النية وأن الرجل يسعى للعمل فى صمت ولن يخرج علينا إلا بمشروع متكامل ينير الطريق لمصر القادرة على تعليم وتدريب وتشغيل وتصدير عمالتها الفنية من خلال أيدٍ مدربة على أعلى مستوى. وفى هذا الإطار أحلم بأن يعلن السيد نائب الوزير عن دراسة محاور التنمية فى مصر المعلن عنها مؤخراً «قناة السويس - توشكى - والساحل الشمالى»، ويعلن عن الصناعات والمهن التى ستقوم فى تلك المحاور وإنشاء مدارس فنية داخل كل محور فوراً لتوفير الأيدى العاملة اللازمة لها، بمنطق «مِنه - فيه».
■ وفى هذا الإطار ما زلت أحلم بدراسة متخصصة حقيقية لسوق الأيدى العاملة فى مصر وفى المنطقة العربية والعالم المحيط بنا، حتى نعرف عدد الخريجين الذين نحتاجهم لكل تخصص فى سوق العمل ومواصافاتهم -داخل وخارج مصر- فنحدد أعداد المقبولين للدراسة بكل تخصص مع تغيير نظم القبول فى الكليات والمدارس والمعاهد، فالمجموع لا يكفى لإخراج طبيب وعامل وممرضة ومدرس وصحفى وزارع مميز، نحتاج لاختبار المواهب والقدرات قبل دخول الجامعة أو المعهد أو المدرسة الفنية، لنخرج مواهب متعلمة تبدع وتطور وتجيد وتحب ما تعمل.
■ حزينة أنا على ما وصلنا له من أخلاق باتت لا تحترم حتى للموت هيبة، فأصبحنا نمثل بالناس بعد أن أضحوا بين يدى الله لا يستطيعون رداً على هجوم أو نقد أو اتهام، ولكم فى عبدالله كمال وأحمد سيف الإسلام عبرة وقد اختلفت مع كليهما، كما تألمت من مشاهد ذبح القطط فى أهم نوادى أولاد الذوات فى مصر، تناسينا أن نرحم غيرنا بينما نطلب الرحمة طيلة الوقت ممن حولنا. برغم كل هذا ما زال عندى أمل فى أن تتغير مفاهيم التعليم والثقافة والإعلام والدعوة.. فنبشر بالقيم التى تربينا عليها دون كلل، ونجعل من الأخلاق رسالة نحارب من أجلها ما دمنا على قيد الحياة.. ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.
■ برغم هالة السواد التى لا تفارق البعض -حتى من بين مثقفينا وشخصيات كنت أظن فيها الرؤية والحياد فى الطرح- فيرون فى كل ما يحدث فى مصر هزلاً وفشلاً وأياماً سوداء ولا شىء مما نراه حقيقى، وأن المؤيدين للدولة ورئيسها يمسكون الهواء بأيديهم أو مُطبلون فى فريق المطبلاتية!! أؤمن بأن هناك تغييراً يحدث على الأرض وأرى بعينى إصراراً على الحفاظ على مصر، فمن لا يرى ما تم فى قناة السويس، والساحل الشمالى، والسياحة، والاقتصاد، واستعادة الدور المصرى فى السياسة الدولية والعربية فى غضون أشهر لا تتجاوز الثلاثة، فإن لديه مشكلة بصيرة قبل البصر وعليه مراجعة ذاته.
■ وبرغم تأييدى المطلق لفكر الدولة وسعى رئيسها الحثيث لاستعادتها والحفاظ عليها مما يحدث حولها وبداخلها، فإننى لم أشعر حتى الآن بتغيير فى سياسات العمل داخل الدولة، فما زال الوزراء ورئيس حكومتهم يسيرون بأوامر الرئيس ووفقاً لتوجيهاته بمنطق «أحلام سعادتك أوامر»! أحلم بأن أرى وزراء فاعلين من منطلق فهمهم لما بين أيديهم من ملفات، يعرفون أن لا وقت للانتظار ومن لا يملك جرأة الفعل المدروس، فليرحل ويأتِ فاهم غيره.
■ برغم ضيق الأفق والصدور، أؤمن بأن الإسلام هو أن نسلم وجوهنا لله حنفاء تحت عناوين رسالاته «اليهودية - المسيحية- الإسلام» وهو الوحيد كما قال تعالى الذى سيحكم بيننا يوم القيامة، فلا تأخذوا مكانة الله ولا تحاكموا خلقه، واهتموا بأخلاقكم وحسب، فهى التى سيحاسبكم على أساسها.