من «ارحمونا» إلى «ترشيد الكهرباء من الإيمان».. تغيرت اللافتة وبقيت الأزمة
عام كامل، لم تتغير فيه ملامح الشارع العتيق فى مدينة طنطا، إلا من أشكال احتجاجات سكانه من العام الماضى إلى الحالى بحجة «مانشمّتش الإخوان فينا» بسبب تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء، فبعد أن كانت وسيلتهم الوحيدة فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى قطع الطريق وتثبيت «بانر» يدون اعتراضهم فى كلمة واحدة «ارحمونا»، مر أكثر من 12 شهراً تبدلت فيها اللافتة شديدة اللهجة إلى أخرى تحث المارة على أهمية ترشيد الطاقة بعنوان «ترشيد الكهرباء من الإيمان»، وبين هذا وذاك بقيت الأزمة تتزايد دون أن يلتفت أحد لحلها.
«الناس بتخاف من النظام الحالى».. السبب الذى علق عليه مصطفى عطية، أحد سكان شارع البحر الموجود فى محيطه «بانر» ترشيد الكهرباء، مشيراً إلى أن الأزمة لا تهم المواطن بقدر الوضع السياسى والأمنى الذى تعيش فيه البلاد: «دلوقتى فيه إخوان وإرهاب عشان منفرحهمش فينا نعمل إيه؟ نصبر على الأزمة، وده قمة التناقض والازدواجية.. عندى مشكلة أدوّر على حلها مش أصبر نفسى بكلمتين وأساعد الحكومة على الكسل».
ضحكات ساخرة، انتابت «سندس أمين»، من أهالى طنطا، عندما استرجعت ذاكرتها أيام الرئيس المعزول محمد مرسى: «كانوا بيصرخوا ويقطعوا الطريق ويعملوا مشاكل عشان الكهرباء، إحنا آه مع الصبر لكن مش لدرجة إن النور يقطع من 3 إلى 5 ساعات فى اليوم ونقول نرشّد. أنا باستهلك وبادفع فاتورة بقيمة استهلاكى إزاى أرشّد يعنى، هاحوّش كهرباء مثلاً؟».
للشباب آراء يختلف معها كبار السن، فكونه يقيم فى الشارع منذ قرابة 10 سنوات، يجد أن البانرات هى وسيلة إيجابية لنقل الصورة أو الأزمة، فالحكومة وحدها من وجهة نظر سيد محمود (56 عاماً) لا تستطيع أن تلبى مطالب المواطنين إلا إذا اتحد الجميع للعبور من الأزمة، مشيراً إلى أن التناقض الذى أصبح حديث الشارع عارٍ تماما من الصحة: «الإخوان مش بتدور على حلول قد ما كانت بتسعى للأخونة والناس خرجت عليهم عشان عارفين ماضيهم الأسود، لكن الوضع الحالى فى تحسن وإيجابيات، ولازم نصبر عشان المركب تمشى وميبقاش عندنا إسراف.. المسألة مش مرسى ولا سيسى، دى أزمة قومية ولما نحاسب نعادل كفتى الميزان بين حكومة مقصرة وشعب مسرف»، حسب سيد محمود.