مستشار المرشد الإيرانى: قائمة طويلة من «المشكلات» أمام تطوير علاقتنا مع مصر
قال وزير الخارجية الإيرانى الأسبق على أكبر ولايتى مستشار قائد الثورة الإيرانية للشئون الدولية، إن هناك قائمة طويلة من الإشكاليات لدى مصر وإيران تقف كعائق أمام تطوير العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن استضافة مصر لرجل قُتل آلاف من أبناء الشعب الإيرانى بأمره، ودفنه فى مسجد فى مصر (فى إشارة إلى شاه إيران محمد رضا بهلوى الذى أطاحت به الثورة)، والسماح لأسرته بزيارة مدفنه حتى الآن، تعد أمراً أكثر أهمية من وضع لوحة تحمل اسم خالد الإسلامبولى قاتل الرئيس الأسبق أنور السادات. وتابع «ولايتى»، رداً على استفسار «الوطن» حول تمسك إيران باسم هذا الشارع رغم رفض مصر لذلك، قائلاً: «إذا كنتم قد سمحتم باستضافة الشاه ودفنه فى مصر، فى ظل ظروف تاريخية معينة، فإنكم ما زلتم تسمحون للأسرة الملكية بالتردد على مصر وزيارة الشاه السابق الذى لطخت يداه بدماء أبناء شعبنا، رغم أن هذه الأسرة التى تتردد على مصر ظلمت الشعب الإيرانى وأمرت بقتل الآلاف منهم».
وقال مستشار المرشد الإيرانى للشئون الدولية، إن انتصار الشعب الفلسطينى وصموده ضد العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة لم يكن ليتحقق لولا دعم مصر. وأشاد «ولايتى» بالدور المصرى فى مساعدة الشعب الفلسطينى فى العدوان الأخير على غزة وعلى مدى التاريخ. وأكد رئيس مجمع الصحوة الإسلامية، خلال استقبال وفد إعلامى مصرى مساء أمس الأول بمركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام شمال طهران، إن الشعب المصرى كان سباقاً فى دعم الفلسطينيين منذ أن بدأت القضية الفلسطينية، ولولا المساندة المصرية ما توصل الشعب الفلسطينى للوقوف ضد العدوان الإسرائيلى، وهنأ الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية بالانتصار الذى حققه ضد العدوان الإسرائيلى.
ودعا «ولايتى» إلى ضرورة تعميق العلاقات المصرية الإيرانية، معرباً عن دهشته من استمرار العلاقات بين البلدين بهذا المستوى، رغم وجود قواسم مشتركة وتاريخ طويل وتراث حضارى كبير بين الشعبين المصرى والإيرانى. وأضاف: «تلك الزيارات التى تقومون بها تساهم فى رفع مستوى الوعى والتفهم بين الشعبين العريقين، خاصة أن العالم الإسلامى يواجه تحديات كثيرة، ومؤامرات ومشكلات مرتبطة بداخل العالم الإسلامى نفسه قبل أن ترتبط بخارجه، ولا يجب أن نتغافل عن المؤامرات التى تقوم بها قوى دولية لتقسيم العالم الإسلامى».
وتساءل «ولايتى»: «كم دولة بين عشرات الدول الإسلامية بأهمية كل من مصر وإيران، وتخيلوا إذا أصبح الشعبان إلى جانب بعضهما البعض، كم سيستفيد العالم الإسلامى من هذا التقارب». وحول إمكانية حدوث تقارب فى العلاقات خلال حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى، قال: «نحن نرحب بأى خطوة إيجابية وبناءة تجعل العلاقات بيننا اعتيادية وتزيل العقبات بيننا، ووجودكم بيننا الآن هو أحد الأدلة الواضحة على أننا نريد ونحرص على وجود علاقات طيبة بين الشعبين».
ورداً على استفسار حول اتهام إيران بمساعدة الولايات المتحدة على تنفيذ سيناريو تفتيت المنطقة والسيطرة عليها، خاصة فى العراق، قال: «هذا الكلام سمعناه على لسان بعض المسئولين الأمريكيين أنفسهم وهو كذب محض، ومزاعم لا صحة لها، وإذا كان هناك تعاون بين البلدين فلماذا تتسارع العقوبات والمقاطعات الأمريكية ضد إيران يوما بعد يوم». وتابع: «سياسة إيران إزاء العراق تنبنى على أساس دعم وحدة العراق بشكل كامل والمعارضة لأى تقسيم للعراق أو لأى دولة إسلامية فى العالم، وهذا الحديث يأتى ضمن المقولة البريطانية (فرق تسد) من أجل إضعاف العالم الإسلامى والسيطرة عليه.. وموقفنا تجاه العراق هو أن جميع العراقيين يجب أن يكونوا معا فى عراق واحد تسوده الديمقراطية، والأمريكان لا يدخرون أى محاولة من أجل ضربنا ومعاداتنا منذ بداية الثورة الإسلامية».
وأكد مستشار المرشد الإيرانى أن بلاده حريصة على وحدة فلسطين، نافياً اتهام بلاده بتكريس الانقسام الفلسطينى بدعم حركة «حماس»، قائلاً: «نأمل أن تكون فلسطين موحدة، ولا نفرق بين الضفة الغربية وغزة، وفلسطين أكبر وأوسع من الضفة وغزة، ونأمل أن تتحرر الدولة الفلسطينية كلها وتقام على كامل التراب الفلسطينى، لكن هناك الكثير من المضايقات فرضت علينا وعليكم من قبل أعدائنا». ونفى «ولايتى» اعتبار إيران أن ثورة «30 يونيو» انقلاب عسكرى، مؤكداً أن إيران تحترم كل ما يختاره الشعب المصرى، لكن الإعلام الإيرانى حر فى وصف الأحداث، فبعضه يطلق على ما حدث ثورة والبعض الآخر يعتبره انقلاباً.
وحول اعتراف إيران بـ«الإخوان» رغم حظرهم واعتبارهم جماعة إرهابية فى مصر، قال: «الإخوان حزب له ماضٍ طويل يرجع لعام 1928 منذ تأسيس حسن البنا له، ونحن نعترف به شأنه شأن سائر الأحزاب المصرية، باعتباره حزباً له نفوذ فى المجتمع فى كل الفترات، ووصل للسلطة فى فترات معينة، ولكن الشعب المصرى تعود له مسألة اختيار الحزب الذى يحكمه ويؤيده». وحول استمرار وصفه للحركات الإسلامية بأنها حركات «صحوة» إسلامية رغم أن العديد منها أدى إلى فتن فى بلادها، قال: «الصحوة الإسلامية تعنى وعى الناس بهويتها الإسلامية، وتخبط الحركات الإسلامية فى بدايتها أمر طبيعى ومن ثم سوف تنتهى إلى التدبر والحكمة». وأكد «ولايتى» أن العلاقات بين السنة والشيعة تحتاج إلى الوحدة والتقارب، قائلاً: «إذا كنا مسلمين فالإسلام هو أكثر دين يحض على الوحدة والتلاحم.