طوال الفترة بين إعلان الإرهابى محمد مرسى رئيساً لمصر، وحتى لحظة إسقاطه بالضربة القاضية الشعبية، لم تهنأ الجماعة الإرهابية بيوم واحد من الراحة، فقد كان المخلصون القلائل من أبناء 25 يناير يقاتلون كل يوم وحدهم فى مواجهة القتلة. وفى الأيام التى كان فيها محمد إبراهيم، وزير الداخلية الحالى، جزءاً من نظام الإخوان، كان هؤلاء المخلصون لا يتوقفون عن توجيه الضربات إلى وكر الإرهاب، ولهؤلاء يرجع الفضل فى حشد الشعب ضد القتلة، قبل «تنظيم تمرد».
لا أتحدث هنا عن «6 أبريل» ولا ائتلافات الأرزقية ولا المتمولين والمتدربين، بل أتحدث عن أفراد قلائل شاركوا فى الثورتين، فى الأولى لم ييأسوا أن ثورتهم أنجبت قاتلاً اسمه «الإخوان»، فقاتلوا حتى صنعوا ثورة ثانية وحبسوا القاتل، وجاء عبدالفتاح السيسى رئيساً. أقصد صراحة أن الرئيس الحالى للبلاد يدين بكرسيه ومنصبه لأولئك الذين من بينهم علاء وسناء عبدالفتاح وعمر حاذق وماهينور المصرى ويارا سلام ومحمد عبدالواحد ومحمد صلاح الدين سلطان، وإبراهيم أحمد محمود محمد اليمانى، وأحمد المصرى، وياسر شاكر، وسعيد شاكر، ومحمود الغندور، وعبدالله على غريب، ومجدى خليفة محمد، وهند عبدالوهاب على، ورشا عبدالوهاب على، وإبراهيم السيسى، وضياء مهدى، وكريم عبدالستار محمد حنفى، ومؤمن حمدى إمام، ورفعت عبدالله الشافعى، وعلى دياب، وحسن غنيم، ومصطفى فتحى عبدالنعيم زيدان، وأحمد جمال زيادة، ومحمد عبدالرحمن محمد حسن، ومحمد أحمد يوسف سعد، وهشام ممدوح على، إضافة إلى العشرات غيرهم من محافظات مختلفة.
كل ذنب هؤلاء أنهم يحلمون بدولة تسود فيها قيمة العدل والحرية، كل ذنبهم أنهم اخترقوا قانون التظاهر، وهو نفسه القانون الذى زعمت الحكومة أنه صدر لمواجهة مسيرات الإخوان، رغم أن صدّ الإخوان ممكن بقانون مكافحة الإرهاب، باعتبارهم جماعة إرهابية بحكم القضاء. لكن ما يحدث الآن أن الأبرياء داخل السجون، والجماعة تنظم مسيراتها وتقتل وتمارس الخراب كل يوم جمعة.
هل تخاف الدولة إذن من مجموعة من الحالمين، هل تهتز مصر، وهى «قد الدنيا»، من مسيرة ضد قانون التظاهر، هل تخاف مصر من شباب لا يحملون سلاحاً ويرفعون لافتات ورقية ضد قانون يكبل حريات مات من أجلها الكثيرون؟!
فى تلك الأيام تتردد أنباء عن مصالحة قريبة بين النظام والإخوان غير الملوثة أياديهم بالدماء، رغم أنهم إخوان ورغم أنهم يبجلون مفتى الدماء العتيد سيد قطب، ورغم أنهم يؤمنون بكل ما جاء فى كتب الجماعة، فكيف يقدم النظام على مصالحة مع هؤلاء ولا يفكر فى المصالحة مع الناس الذين مهدوا طريقه للحكم؟ أتصور أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحتاج إلى مصالحة مع هؤلاء الطيبين الوطنيين المؤمنين بمصر، يحتاج أن يثبت لنا أنه قوى لا يخاف مظاهرة تهتف ضده وضد قانون معيب.