الفرشة الثانية النوايا.. هل صحابة رسول الله والتابعون الذين نقلوا عنه أصابوا مقاصده؟ وهل حُرفت الأحاديث فى ظل الصراع على الخلافة؟ وهل أخرج البعض الآيات من سياقها لخدمة الحكام والولاة؟ هل حين منع أبوبكر السيدة فاطمة حقها فى ميراث أبيها لما سمع الرسول يقول «نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة» هل كان فى نفسه شىء من موقف سيدنا على من السيدة عائشة فى حديث الإفك حتى يمنع زوجة ميراث أبيها؟ «عمر بن عبدالعزيز فسر الحديث على محمل آخر وأعاد ميراثها إلى ورثتها».
هذا أبوهريرة الذى صاحب الرسول مدة وجيزة وروى عنه آلاف الأحاديث، لماذا لم تؤت لأحد من الصحابة الذين رافقوه طوال حياته؟ («أبوبكر» صديقه ورفيقه، و«عمر» الذى يستجيب له الوحى، و«عثمان» الذى تستحى منه الملائكة و«على» وزيره وصهره وربيبه).
ولقد ردت السيدة عائشة أحاديث لأبى هريرة:
1- ردت حديثاً لأبى هريرة عن عمر وابن عمر «إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه» وقالت إنكم لتحدثون غير كاذبين ولكن السمع يخطئ، والله ما حدث الرسول بهذا، حسبكم «ولا تزر وازرة وزر أخرى».
2- ردت حديث رؤية الرسول (صلى الله عليه وسلم) لربه فى ليلة الإسراء والمعراج، رواه الشيخان، قالت: من حدثكم أن محمداً رأى ربه فقد كذب «وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ الله إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ».
3- ردت حديث «الشؤم فى ثلاثة: المرأة والحمار والدار» وقالت: إنما كان الرسول يحدثنا عن الجاهلية.
4- ردت حديث أبى الدرداء «مَن أَدرَكه الصبْحُ فَلا وتْرَ لَه» قالت كذب، كان الرسول يصبح فيوتر.
5- اعتمد الرواة على الثقة فى الراوى بغض النظر عن متن الحديث، الشيخ الألبانى يستبعد حديث «اطلبوا العلم ولو فى الصين» لعدم الثقة فى الراوى، ويؤكد حديث «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهى زانية» لثقته فى الراوى، على الرغم من صعوبة واستحالة إثبات الزنا الحقيقى.
6- أما حديث محمد بن يزيد أخبرنا ابن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبى منيب الجرشى عن ابن عمر قال صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ بين يَدَيِ الساعة بالسيف، حتى يُعبَدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وجُعِلَ رِزْقى تحت ظلِّ رُمْحى..» قال بعض العلماء «إسناده ضعيف على نكارة بعض ألفاظه» وابن ثوبان هو عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان اختلف فيه أقوال المجرحين والمعدلين.
7- ردت لأبى هريرة حديثاً «مَنْ أَصْبَحَ جُنُباً فَلَا صَوْمَ لَهُ».
8- أبوهريرة روى حديثاً لمعاوية عن الرسول «الأمناء عند الله ثلاثة: أنا وجبريل ومعاوية» فأهداه إمارة المدينة، وكان يتندر الصحابة لمعرفتهم فى براعته فى تأليف الأحاديث وهل ما يرويه حديث للنبى أم من سترة أبوهريرة؟
اقرأ للشيخ القرضاوى شيخ المحرضين على القتل عن الحديث «إذا غضضنا الطرف عن سند الحديث وما فيه من كلام ونظرنا فى متنه وجدناه مُنكَراً لا يتفق مع القرآن الذى لم يقرر فى آية واحدة أن الرسول بعثه الله بالسيف بل بعثه بالهدى ودين الحق».
وحديث أبى هريرة أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه..»، قال أبوإسحاق الحوينى هذا حديث مكذوب ولا شك، ولم يقله النبى لأنه يعارض القرآن قال الله تعالى «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ» فطالما لست عليهم بمسيطر لماذا تقاتلهم، وقال «إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللهَ يَهْدِى مَن يَشَاءُ» فكيف تُدخله غصباً؟ وقال تعالى «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» فلماذا تقاتله؟
والقصد والنية جعلت النقل مردوداً فى كثير إلى العقل، هكذا أخضع القرضاوى والحوينى الأحاديث للعقل فرفضاها.