«داعش» يعلن خطة الحرب على الولايات المتحدة
كشف تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف بـ«داعش»، عن خطته للحرب على الولايات المتحدة الأمريكية، معلناً عن عدة أهداف يخطط لضربها خلال الفترة المقبلة، على رأسها البيت الأبيض فى واشنطن، وأكد استهدافه لجنود الجيش الأمريكى، والشرطة، والعاملين فى مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، والأمن القومى، ووكالة المخابرات المركزية، وأعضاء النيابة والقضاء، خاصة الذين حققوا فى قضايا متعلقة بعناصر جهادية، وانتهت إلى إدانتهم، والسفراء، وموظفى وزارة الخارجية، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ، لا سيما الذين أقروا توجيه ضربة عسكرية للتنظيم، والعاملين فى منظمات التبشير، وشركات تصنيع الذخائر والأسلحة بمختلف أنواعها، وإدارة تحصيل الضرائب والهجرة، والمسئولين فى البنوك وشركات الاستثمار، والإعلاميين الذين ثبت عدم حيادهم.
داعش أمام البيت الأبيض
وطالب التنظيم، فى الخطة التى نشرتها مواقع جهادية، أمس، أعضاءه ومؤيديه المقيمين فى أمريكا بامتلاك أسلحة نارية شخصية اعتماداً على الحق الذى يكفله الدستور للمواطن الأمريكى بامتلاك السلاح، داعياً مَن يواجه أزمة فى شراء السلاح إلى أن يلجأ إلى طرق غير تقليدية، سواء معارض السلاح «Gun Shows»، أو السوق السوداء، أو قتل أحد المواطنين الأمريكيين باستخدام سلاح أبيض وغنم ما يمتلكه من سلاح، وطالبهم باستخدام «كواتم الصوت» من خلال الشراء أو الاطلاع على طريقة تصنيعها على شبكة الإنترنت.
ونصح «داعش» عناصره بالتركيز على الأهداف البشرية، لأن الأهداف المادية يمكن تعويضها واستردادها بالمال، أما الأهداف البشرية فـ«هى التى تقض مضاجعهم»، على حد قوله، واستعرض التأصيل الفقهى لضرب ما وصفها بـ«الأهداف الشرعية» فى الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً إن أمريكا فى حالة حرب مع الإسلام والمسلمين، وأهل الكفر والنفاق يحاولون تمرير خطاب جاهل يتضمن التحذير من قتل الأبرياء، مشيراً إلى أن التنظيم يتعامل وفق تصنيف واحد للناس، إما مؤمنون وإما كفار.
وأضاف: «الكفار ثلاثة أنواع: كافر محارب، ويكون دمه وماله واسترقاق امرأته حلالاً، وكافر معاهد لا يجوز حربه، وكافر ذمى، أى ممن يدفعون الجزية»، واستشهد التنظيم بمقولة أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة: «اقتل الأمريكان ولا تشاور فيهم أحداً».[FirstQuote]
وتابع: «ربما يقول قائل، وقد قيل فعلاً، إن الكفار الأمريكان أو غيرهم، سواء الموجودون فى بلاد المسلمين، وخاصة جزيرة العرب، والكفار الموجودون فى بلادهم، يظنون أن معهم عقد أمان من ولى الأمر المسلم، ولا يعلمون شيئاً من هذه الأحكام الشرعية، فهذه الحجة داحضة، والشيخ بن لادن، والشيخ الزرقاوى، والشيخ عبدالعزيز المقرن، صدعوا بهذه الأحكام على الملأ وحذروا الأمريكان الموجودين فى جزيرة العرب، أو فى بلادهم، بأنهم أهداف مشروعة، وإن كانوا يريدون السلامة فعليهم مغادرة بلاد المسلمين، والكف عن التدخل فى شئون المسلمين، وعلى المواطنين الأمريكيين الضغط على حكوماتهم، لتتوقف عن محاربة الإسلام والمسلمين».
وأكد تنظيم أبوبكر البغدادى أن القتل ليس مطلوباً فى حد ذاته، لكن ما دامت توافرت الأسباب الشرعية للقتل، فلا حرج، قائلاً إنه لا يجوز قتل امرأة غير مسلمة إلا فى حالة اشتراكها فى عمليات القتل بشكل مباشر أو غير مباشر. وأعلن التنظيم عن أسماء بعض أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأمريكيين من النساء اللاتى يثبت سجل اقتراعهمن أنهن يصوتن على قرارات أو تشريعات معادية للإسلام وظالمة للمسلمين، وتمهد الطريق لمحاربة الإسلام وأهله، أو تجفيف منابع الجهاد، أو إمداد بنى صهيون بالمال والسلاح لتكون لهم الغلبة على أهل فلسطين، قائلاً إنه يجب قتلهن ووضعهن على قائمة المستهدفين لتقديم رؤوسهن قرابين إلى الله، ومنهن «كورى بوكر»، عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية نيو جيرسى، و«كاثى كاستور»، عضوة مجلس النواب عن ولاية فلوريدا، و«باربارا بوكسر»، عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، و«ليسا موركوسكى»، عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية أركنسا، موضحاً أنهن صوّتن بالموافقة على تمرير قرار يؤيد العدوان الصهيونى الأخير على غزة، وخلا القرار الذى تمت الموافقة عليه من أى إشارة إلى مئات النساء والأطفال الذين قُتلوا جرّاء هذا العدوان وبأسلحة أمريكية. وحول الأطفال وكبار السن، خاطب «داعش» أنصاره: «الأطفال لا يُقتلون بأى حال إلا إذا وجدوا مصادفة فى خط النار، أو اتخذهم أعداء الله كدروع أو تروس وتعذّر الوصول إلى المحارب الكافر دون إصابة الأطفال، وبهذا يكون قتلهم تبعاً لا قصداً، والمسنون لا يُقتلون إلا أن يكون لهم رأى وتدبير، فإن بعض كبار السن، ولو كان شيخاً فانياً، عنده من الرأى والتدبير ما ليس عند الشاب المقاتل».
وقال التنظيم مخاطباً عناصره فى أمريكا: «ابدأ بالتدبر فى حالة أمة الإسلام، وكيف أن كل قوى الشر، بقيادة هُبل العصر، أمريكا، وبمشاورة ومباركة من حكامنا المنتسبين للإسلام والإسلام منهم براء، اجتمعت على قلب رجل واحد، ولا تنخدع برواية محاربة الإرهاب أو مناصرة والدفاع عن الإسلام المعتدل، فاعلم أن حكام العرب والمسلمين العجم، عدا المناطق التى تسيطر عليها حركة طالبان فى أفغانستان، أو المناطق تحت سيطرة الدولة الإسلامية، أو ما هو تحت سيطرة حركة الشباب بالصومال، كلهم فى حالة كفر أكبر وأعظم من الكافر الأصيل».
وأضاف: «استحضر من ذاكرتك الخلفية صوراً لأطفال ونساء وشيوخ من أهل الإسلام قُتلوا وحُرقوا وقُطِّعوا إرباً على أيدى الصليبيين بأسلحتهم الفتاكة، وعليك أن تفعل نفس الشىء، واستحضر صوراً لبيوت هُدمت فوق ساكنيها، ثم قم باختيار هدفك بعد عمل مسح لمنطقتك ورصد عدة أهداف على فترة من الزمن، ثم حدد طريق الذهاب وطريق العودة، واحرص على السير أو السفر بالسيارة فى هذه الطرق مرات عدة، خاصة إذا كانت غريبة عليك، حتى تتأقلم عليها، ثم احرص على التعرف على طرق فرعية أو طرق أخرى حتى لا تفاجأ بأن طريق العودة إلى قاعدتك أُغلق لأى سبب، وقبل مغادرة مكان انطلاقك، قم بالصلاة ركعتين، وعندما تقترب من الهدف أو نقطة ترصد الهدف، قم بالدعاء وألحّ فيه واسأل الله أن ينزل السكينة على قلبك وأن يُخضع عدوك لك ويجعل على بصره غشاوة، ويجعله ينظر إليك كالذى يُغشى عليه من الموت، فتقوم أنت بقتله، واحرص على أن تسجد لله شكراً بعد انتهاء عمليتك فى التو والحين، وأن تترك رسالة تكون معدة مسبقاً، إن أمكن، ولكن سلامتك ومغادرتك مكان الغزوة أهم من ترك الرسالة، وإن تمكنت من ترك رسالة فنقترح العبارة الآتية: فلتعلموا يا عبّاد الصليب أن التراب الذى تطأه نعال أى مسلم على وجه الأرض أغلى وأقيم وأطهر من دماء كل من كفر فى أمريكا وغيرها».
واختتم التنظيم خطته وتوصياته بتوجيه رسالة إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، قال فيها: «ربما قرأت تاريخ الأمة الإسلامية ومعاركها مع الصليبيين الأنجاس مثلك، وسمعناك تقول إنه ليس هناك متسع لدولة الخلافة فى القرن الواحد والعشرين، ما شاء الله!.. كيف قررت أنت هذا؟، وتابع: «اعلم يا أوباما أن دولة الخلافة باقية بحول الله وقوته فى القرن الواحد والعشرين، وما بعده، إلا أن يشاء ربنا شيئاً».