بائع رسائل دكتوراه فى سور الأزبكية: وما زال الطلبة يفضلون كتب فتحى سرور
فى سور الأزبكية للكتب، لكل بائع عالمه الخاص: هذا يبيع كتب الطبخ والمجلات النسائية، وهذا يتخصص فى الروايات والنسخ رخيصة السعر، وغير ذلك الكثير من التخصصات التى يشتهر كل منهم بها، لكن عادل حسن وابنه حسين اختارا أن يكون تخصصهما هو القانون، وبالذات الرسائل الجامعية القديمة والجديدة ليصبح المحل الصغير قِبلة لطلاب الدراسات العليا فى مجال الحقوق والقانون.
«الحصول على الرسائل الجامعية ليس بالعملية السهلة».. يقول حسين، الابن الذى يقوم على أعمال أبيه، ويفسر معلومته: «رسائل القانون موجودة فى الجامعات، ويمكن بسهولة الاطلاع عليها، لكن من الصعب تجميعها معا خارج نطاق الجامعة، وتلك هى مهمتنا؛ لذلك يأتى إلينا طلبة الدراسات العليا باستمرار».
يكشف الابن عن بعض أسرار المهنة: «نحصل على الرسائل بطرق مختلفة، فبعض الأساتذة يبيعون رسائل الدكتوراه الخاصة بهم، كذلك بعض الطلبة فى الدراسات العليا يقومون بطبع رسائل عدة مرات، تظل نسخة فى الجامعة بينما تخرج نسخ أخرى إلى الأساتذة، أو لبعض من لا يهمهم الأمر فيبيعونها أيضا، وهكذا».
«الرسائل القديمة أقيم وأغلى بالطبع».. يتحدث حسين عن أغلى الرسائل الجامعية التى أصبحت فى حكم النادرة، مشيرا إلى السنهورى باشا ورسالته التى حصل عليها وباعها بمبلغ خيالى، الرسائل العادية تبدأ أسعارها من 50 جنيها، وكلما زادت أهمية الرسالة وأهمية صاحبها زاد سعرها».
ثمة نجوم للقانون يُقبل الطلبة على كتبهم من كل حدب وصوب.. الدكتور أحمد فتحى سرور أحد هؤلاء، الرجل الذى يقبع خلف الأسوار الآن لم يزل بعدُ النجم الأول فى القانون الجنائى، يقول حسين: «فتحى سرور منزل كتاب من ورا الأسوار اسمه (الإجراءات الجنائية) بيتباع فى المكتبات العادية بـ280 جنيه، لسة ما جاش عندى، لكن عندى ليه كتب عن العقوبات، وعندى رسالته فى الستينات، وكتاب قانون العقوبات اللى نشره سنة 1996، الدكتور سرور واحد من أكتر المشاهير اللى الناس بتطلب كتبها بالاسم».