هنا تسكن عصابات التهريب
لم يكن يتوقع أهل مدينة سيوة، الذين يعتمدون بشكل رئيسى على السياحة كمصدر للدخل، أن يتحول البعض منهم من مرشد سياحى، فى رحلات السفارى والجبال الذهبية، إلى مهرب للسلاح والمخدرات من وإلى ليبيا بعد سقوط معمر القذافى وضعف السيطرة الأمنية على الحدود فى عهد المعزول محمد مرسى. «الوطن» أجرت زيارة إلى قرية «بهى الدين»، أشهر قرى التهريب فى سيوة، التى تبعد عن الحدود الليبية 30 كيلومتراً فقط، لترصد حكايات قوافل التهريب التى تخرج فى رحلة تستغرق ساعة ونصف الساعة إلى ليبيا، عبر المدقات والدروب الصحراوية. أهالى القرية أكدوا أن القوات المسلحة، بالتعاون مع الشرطة، تواجه عمليات التهريب بحسم خلال المرحلة الحالية، وتقصف سيارات المهربين بالصواريخ، لضبط الحدود، وإعادة الهدوء للمنطقة، وبدأت قوات حرس الحدود تحذر شيوخ القبائل من اقتراب أى مواطن للحدود حتى لا يعرّض حياته للخطر. وكشف أحد المهربين لـ«الوطن» عن أنه يتم تهريب السلاح من ليبيا إلى عناصر من شمال سيناء، خاصة العريش، وأقنعوا شباب القرية بأن تهريب السلاح حلال لأنه سيُستخدم فى غزة لنصرة فلسطين وهذا جهاد فى سبيل الله، وأن سعر شحنة السلاح تصل إلى 40 ألف جنيه، مؤكداً أن العلامة «179» على الحدود مخصصة لتسلم شحنات السجائر والترامادول والسيارات والنحاس والأجهزة الكهربائية والإلكترونية، أما موقع «سعد قناوى»، وهى نقطة تمركز مهجورة للجيش الليبى تبعد عن الحدود المصرية بحوالى 12 كيلومتراً، فهى مخصصة لتهريب السلاح.