الدواعش لا يُسقطون الدولة المصرية «كان غيرهم أشطر» لكن انقطاع التيار الكهربائى دوماً يُسقط دولة، وقلة المواد التموينية تُسقط دولة.. «إذا غابت يد الدولة وأفلس جيبها فقدت هيبتها على إبنائها فاسقطوها»، ولقد بُحَّ صوتنا وصراخنا بضرورة إزاحة الطابور الخامس فى الدوائر الحكومية والمرافق الخدمية المختلفة، من الإخوان وخلاياهم النائمة المعروفة لأجهزة الدولة. ولا أدرى كيف تنقطع المياه من مناطق كبيرة لأكثر من يوم ثم يعتذر السيد الوزير عن الخطأ الذى وقع، ويُحيل الأمر إلى النيابة العامة للتحقيق؟ وأنا أؤكد لسيادة الوزير أن الأوراق ستحكم ببراءة الخلية السرطانية فى وزارته، لأن القاضى يحكم بالمستندات، ومستنداتهم «متستفة». يا أيها الوزير الهمام، هؤلاء لا ينفع معهم سوى إقصائهم من مناصبهم الحساسة المرتبطة بمصالح وحياة الناس إلى أماكن أخرى لا ارتباط لها بمصالح المواطنين أو خدماتهم. وأنقل حديثى هذا إلى السيد وزير الكهرباء الذى قالوا إنه متعاطف هو ومجموعته وإدارته وقياداته مع الإخوان. ولا أدارى لماذا إصرار السيد رئيس مجلس الوزراء على بقاء وزير الكهرباء فى منصبه على الرغم مما قيل عنه وعن قياداته. وحدّث ولا حرج عن وزراء التربية والتعليم، والتعليم العالى والاختراق العشوائى الذى يصيب التعليم فى مقتل. الإخوان، يا سادة، يحاولون استمالة الدولة المصرية العميقة لهم حتى ينهار النظام، ويحاولون استنساخ الدولة العميقة التى حاربت محمد مرسى من قبل.
الأيدى المرتعشة لا تبنى أمة، وسطح الدولة الأملس الناعم يفتح الطريق لإعصار مقبل دون حاجز، فإذا ما وقعت الواقعة تم حز الرقاب كلها الناعم منها والخشن، ولن ينجو من عقابهم سوى رفاقهم ومؤيديهم من الإخوان والسلفيين، ولن يتعلل منكم من كانت يداه ناعمتى الملمس، ولم يسبب أذى لأحد منهم.
السيد الرئيس، أعرف أن لك وجهاً آخر، وأسمع من المقربين منك عن شدتك وبأسك فى الحق، وأن قرارك لا رجعة فيه ويخشاه الكل، ويعرفون مدى بأس هدوئك واتزانك. أعانك الله، لكن أظهر لوزرائك وقياداتك هذا الوجه. بعض وزرائك ومحافظيك متكاسلون، موظفون، عاجزون، مُحبطون، ومُخيبون للآمال، ولن نخشى التغيير مهما كان مفاجئاً وسريعاً، وأعرف أنك تُصلح ما أفسده غيرك، وحملك ثقيل، لكن تصحيح الخطأ أفضل من الاستمرار فيه، والعيب فيمن اختار وجامل على حساب مصلحة الأمة.
لا تسمع يا سيدى لمبررات الفشلة من بعض رجالك، فهم باحثون عن مبرر للفشل، ومُغرمون بتصفية حساباتهم الشخصية وليس البحث عن سُبل النجاح، وليفسح الفاشل الطريق إلى غيره يتقدم الصفوف. فرصة لكل وزير أن يُطهّر وزارته من الطابور الخامس فوراً دون الرجوع إلى النيابة أو الإدارات العليا، يكفى إبعادهم عن دائرة اتخاذ القرار والخدمات فى وزارات الكهرباء، والتربية والتعليم، والتعليم العالى، وغيرها. لن نقبل يا سيدى اعتذار وزير أو محافظ إلا مقروناً باستقالته، ليس ترفاً لنا اعتذاره ولن نقبله، هؤلاء فشلهم علينا ونجاحهم لنا.
محافظوك الكثير منهم عالة علينا وعلى طريقنا، وأصبحنا مرهقين بين مجاملاتهم لتحقيق مصالحنا وانهيار المجتمع، ولقد هرموا وشاخوا وهرمنا معهم. لن أعدد لسيادتك الفشلة منهم، فأجهزتك تعرفهم جيداً، ولن نتنازل عن تغييرهم فوراً سواء بمجلس نواب أو بغيره، فالمسئولية مسئوليتك والقرار قرارك، ونحن معك فى التغيير إلى الأفضل حتى لو كان هذا يومياً، نحن نعرف إخلاصك وحبك للوطن، لكن يا سيدى، الأمر جلل ولا صبر على فشل بعض وزرائك ومحافظيك، ولا انتظار عليهم بعد اليوم.
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.