حيثيات الحكم فى «أحداث شبرا»: المتهمون ارتكبوا أعمال عنف وتخريب واغتيالات انزلقت بالبلاد إلى «زمن الفتنة»
أودعت محكمة جنايات شبرا الخيمة حيثيات حكمها الصادر فى 25 سبتمبر الماضى، برئاسة المستشار حسن محمود فريد، وعضوية المستشارين عصام أبوالعلا وفتحى عبدالحميد الروينى، وبحضور يحيى فريد الزارع، رئيس النيابة، وأمانة سر وليد الأعصر، بمعاقبة 10 متهمين من جماعة الإخوان بالسجن المشدد بعقوبات تراوحت بين 7 و10 سنوات وتغريم كل منهم 20 ألف جنيه ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات ومعاقبة متهم حدث بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ، بتهم حيازة أسلحة نارية دون ترخيص، والتجمهر والتعدى على قوات الأمن وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، فى أحداث مدينة شبرا الخيمة، التى وقعت فى ذكرى انتصارات أكتوبر العام الماضى. [FirstQuote]
وقالت المحكمة فى حيثياتها: إن واقعة الدعوى حسبما استقرت فى يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها وارتاح إليها ضميرها، تتلخص فى أنه عقب فض اعتصامى «رابعة العدوية» و«النهضة»، وبناء على دعوة جماعة الإخوان لأعضائها بالنزول إلى الشارع، اعتراضاً على ثورة 30 يونيو بغرض إبطال الثورة الشعبية لجموع الشعب المصرى، التى تمثلت فى تنظيم العديد من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية الداعية لعودة الرئيس المعزول للحكم والمناهضة لمؤسسات الدولة وقطع للطرق والاعتصامات بالميادين العامة، بغرض تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، فخرج المتهمون فى مظاهرات بغرض إفساد فرحة المصريين والجيش بانتصارات أكتوبر العام الماضى بمنطقة شبرا الخيمة واعتدوا على أهالى عزبة عبدالغنى وأحدثوا الفوضى وأشاعوا الرعب بين المواطنين وقاموا بأعمال شغب. وأشارت المحكمة إلى أن جماعة الإخوان وأنصارهم من التيارات الإسلامية الموالين لهم من الجماعات المتشددة خرجوا مستعرضين القوة ولوّحوا بالعنف وعرضوا حياة المجنى عليهم وسلامتهم وأموالهم للخطر بقصد تكدير الأمن العام والسكينة العامة، فقام المتهمون بتخريب الأملاك العامة والخاصة بقصد إحداث الرعب بين الناس وترويع الآمنين العُزل وبث الرعب فى نفوسهم وإشاعة الفوضى والإخلال بالسلم والأمن العام من خلال إثارة أعمال الشغب والعنف ضد المواطنين بهدف زعزعة الاستقرار داخل البلاد لإظهار ضعف المؤسسات الأمنية والنظام الحاكم بعدم قدرته على السيطرة على مقاليد الحكم وعجزه عن إدارة الفترة الانتقالية وتصدير هذا المشهد دولياً وخارجياً، واستغلت الجماعة ذكرى احتفالات الشعب المصرى والقوات المسلحة بنصر أكتوبر فدعوا أنصارهم للاحتشاد والإعداد لمسيرة حاشدة من أمام مسجد المصطفى بشارع 15 مايو بقسم ثانى شبرا الخيمة عقب صلاة يوم الجمعة الموافق 4 أكتوبر الماضى، وكذا الدعوة للاحتشاد فى بعض الميادين وتنظيم مسيرات للمطالبة بإسقاط النظام.
وأوضحت المحكمة أن الغرض من تلك الدعوات والأعمال خلال شهر أكتوبر هو سعى تنظيم الإخوان لتعكير صفو الاحتفالات بنصر أكتوبر من خلال ارتكاب أعمال العنف والشغب ضد المواطنين المؤيدين لثورة 30 يونيو بالتعدى على قوات الجيش والشرطة بطرق القول والصياح والكتابة والتحريض على مقاومة السلطات العامة بأن رددوا عبارات تحريضية ضد الجيش والشرطة ورفعوا لافتات تحريضية للإضرار بمؤسسات الدولة، محاولين إحداث فوضى فى الوقت الذى قام فيه بعضهم بأعمال عنف وتخريب واغتيالات أثرت سلباً على استقرار البلاد وزعزعت أمنها وأمانها وانزلقت بها إلى حقبة حق عليها أن توصف بأنها «زمن هياج وفتنة»، بغرض تصوير ما يحدث فى مصر للعالم الخارجى بأنه «انقلاب عسكرى»؛ ففى يوم 4 أكتوبر من العام الماضى تجمهر ما يقرب من ألف شخص من جماعة الإخوان وأنصارهم من التيارات الإسلامية المتشددة وخرجوا عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد المصطفى، متوجهين إلى ترعة الإسماعيلية، وأثناء مرورهم بمنطقة عزبة عبدالغنى اعتدوا على الأهالى العزل بالحجارة وأتلفوا العديد من الممتلكات العامة والخاصة واشتبكوا مع الأهالى وأطلقوا عليهم الأعيرة النارية التى كانت بحوزة بعضهم، كما استعرضوا القوة والعنف مع السلطات العامة بأن رشقوهم بالحجارة لحملهم بغير حق على الامتناع عن عمل من أعمال وظيفتهم وهو القبض عليهم أثناء ارتكابهم جرائمهم.
وتابعت المحكمة أنه سعياً من المتهمين لبلوغ غايتهم الإجرامية، استخدموا الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء والأدوات والعصى فى التعدى على المواطنين ورشقهم بالحجارة، ما أسفر عن إصابة العديد من الأهالى بالإصابات الواردة بالتقارير الطبية ونتج عنه إتلاف العديد من الممتلكات العامة والخاصة وإتلاف مدرعة الشرطة.
وأوردت المحكمة، فى أسباب حكمها، شهادة مراقب أمن بأحد المصانع، الذى أكد أنه خلال توجهه لعمله شاهد تجمعاً كبيراً لأنصار الإخوان أمام الشركة، وبالتوجه صوبهم أبصرهم وقد أتلفوا الباب الزجاجى الخارجى إثر حدوث مشادة بينهم وبين أحد المقيمين فى المنطقة المجاورة للشركة، الذى اختبأ داخل الشركة خشية أن يفتكوا به، كما شهد أحد المواطنين بأن أنصار الإخوان هاجموا أهالى العزبة المقيم فيها بالحجارة وبإطلاق الأعيرة النارية من أسلحة خرطوش، ما تسبب فى إصابة العديد من الأهالى حتى تمكنت الشرطة بمساعدة الأهالى من ضبط المتهمين أثناء ارتكابهم الجريمة.