هيثم الدروى: رسالة من تليفون «تركى» أبلغتنى وفاة شقيقى
قال هيثم الدروى، شقيق أحمد الدروى، ضابط الشرطة الذى استقال من عمله فى 2008، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف بـ«داعش»، انضمامه للتنظيم ووفاته فى عملية انتحارية فى العراق، أن شقيقه بدأ التزامه الدينى منذ عامين، لكن لم تبدُ عليه أية علامات للتطرف، وإلى نص الحوار:
■ كيف سافر شقيقك إلى سوريا وانضم لتنظيم «داعش»؟
- عقب عودته من رحلته العلاجية فى الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من سنتين، التى استغرقت 3 شهور، أبلغنا أنه سيسافر إلى تركيا لاستكمال علاجه، ونحن لم نكن نعرف عن «أحمد» أى شىء غير أنه سيسافر لاستكمال العلاج، خاصة أنه كان كتوماً.
■ تردد أنه كان فى سوريا خلال تلك الفترة ولم يكن فى أمريكا، وعاد لزيارتكم فقط.. ما حقيقة ذلك؟
- هذا غير صحيح.. «أحمد» كان فعلاً مريضاً وسافر لأمريكا للعلاج منذ أكثر من سنتين، والأشعة والتقارير موجودة، وقال لنا إنه بعد ذلك سينتقل ليكمل علاجه فى تركيا، ثم أصبح التواصل معه صعباً، ورقم هاتفه الشخصى كان يتم تغييره بصورة مستمرة، وفى نهاية شهر مايو الماضى وتحديداً يوم 29، اتصل بنا مجهولون، وقالوا إنه توفى دون أى تفاصيل، وأعلنا الخبر وكنت أنوى التوجه إلى تركيا لأخذ الجثمان، لكن قررنا أن نصلى صلاة الغائب عليه، وأن يكون العزاء أولاً، وبعدها نشر بعض العناصر المنتمية لـ«داعش» صوراً له، وقالوا إنه كان منضماً معهم ونفذ عملية استشهادية.
■ من هؤلاء الذين اتصلوا بكم وأبلغوكم بنبأ الوفاة؟
- شخص مجهول، لا أعرفه، أرسل لى رسالة «واتس آب» على هاتفى الشخصى من رقم تركى، قال فيها: «البقاء لله، أخوك مات فى عملية»، وبعدها زوجته كلمتنى، وقالت لى نفس الموضوع، وكنا مصدومين، وحاولنا التواصل معه، لكن الرقم توقف وأصبح خارج الخدمة بعد ذلك.[FirstQuote]
■ متى سافر إلى تركيا؟
- منذ سنة، قال لنا إنه مسافر لاستكمال علاجه، وكان كتوماً جداً، وكنت خارج البلاد لطبيعة عملى، والحديث بيننا قليلاً، لكنه بدا شخصاً طبيعياً حتى قبل أيام من سفره، وكان مهتماً بالسياسة كأغلب المصريين الآن، ويؤدى صلواته الخمس ويحفظ القرآن، وبدأ التزامه الدينى منذ أكثر من سنتين، لكن لم تبدُ عليه أى علامات تطرف وحتى يوم الوفاة، لم نكن نعرف أنه انضم لـ«داعش» ومات فى عملية.
■ «أحمد» كان ضابط شرطة.. متى ترك الخدمة؟ وأى جهاز فى الوزارة كان يعمل فيه؟
- استقال فى 2008 من الوزارة، وكان وقتها يخدم فى جهاز الأمن العام.
■ قيل إنه استقال اعتراضاً على سياسات «الداخلية».. ما صحة ذلك؟
- هذا الكلام غير صحيح، وكتبه مسئول الحملة الانتخابية له فى انتخابات مجلس الشعب فى 2012، ونفينا هذا الكلام، و«أحمد» استقال لأنه وجد فرصة فى العمل بإحدى شركات الاتصالات.
■ هل كان له أصدقاء متطرفون دينياً خلال الفترة الأخيرة التى قضاها فى مصر؟
- أنا كنت فى إجازة والتقيته وكان طبيعياً، ولم تبدُ عليه أى علامات للتشدد أو التطرف، كما ذكرت، أما فيما يخص أصدقاءه فلم أكن أعرفهم.
■ ما الذى كان يدور بينكم فى اتصالاتكم أثناء وجوده فى تركيا؟
- تحدثنا مرتين على موقع «تويتر»، وقلت له «ارجع.. الشغل هيفصلك»، فأخبرنى أنه فقد «باسبور» السفر، فقلت له: «اتصرف.. روح السفارة أو اعمله من مصر وأى شخص يرسله لك»، وبعدها لم نتحدث.
■ لماذا أعاد «داعش» نشر صوره مرة أخرى رغم وفاته منذ 5 أشهر؟
- طبعاً للاستفادة من الموضوع إعلامياً.
■ ما التيار السياسى الذى كان يؤيده «أحمد»؟
- أيّد «أبوالفتوح» فى الجولة الأولى من انتخابات 2012، ولا أعرف إن كان صوّت لصالح «مرسى» فى الجولة الثانية أم لا، لكن حينما حُل مجلس الشعب فى 2012، كان غاضباً، على الرغم من أنه خسر ولم يدخل المجلس، لكنه كان يرى أن ذلك ارتداد للوراء.
■ وماذا كان موقفه من عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى؟
- لم يكن راضياً.
■ وماذا كان شعور العائلة بعد إخباركم بانضمامه لتنظيم إرهابى ووفاته فى عملية انتحارية؟
- كلنا كنا مصدومين، وخاصة أسرة «أحمد»، زوجته وأولاده الثلاثة، خاصة أنه لا أحد منا يعرف «داعش»، ولم نسمع عن التنظيم وممارساته إلا خلال هذه الأيام.
ملف خاص:
«الوطن» ترصد «جهاد الـ5 نجوم»: فتيات أوروبا بـ«داعش» يعترفن بالفشل
جهادي: أغلب المصريين في سوريا من «ناهيا والعمرانية وعين شمس وحلوان»
جهادي مصري بسوريا:«الدروي» كان يتحمس للقتال.. وعمله بـ«الداخلية» ساعده