دراسة: 5 طرق ساهمت في جذب الشباب للانضمام لـ"داعش"
قال المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، إن تنظيم "داعش" استفاد بشكل كبير من التطورات التكنولوجية الهائلة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، إضافة إلى أخطاء التنظيمات الجهادية الأخرى، مضيفًا أن ذلك ساعده في تطوير استراتيجيات تجنيد وحشد طالت الفئات الشبابية، باعتبارها الأكثر احتكاكًا بالتكنولوجيا، والأكثر سعيًا للتحرر من حالة "الجمود الفكري" التي تواجهها التنظيمات الأخرى.
وتابع المركز، في دراسة أعدتها وحدة التحولات الداخلية الإقليمية بعنوان "آليات تنظيم داعش في تجنيد الشباب"، أن التنظيم استطاع خلال فترة وجيزة جذب وتجنيد بعض العناصر الشبابية للانضمام إليه في كلٍّ من العراق وسوريا، وبعض الدول الآسيوية والأوروبية، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول أسباب ذلك.
وأضاف المركز، أنه "لم تعد تلك النوعية من التنظيمات تعتمد على استغلال الظروف الاقتصادية، والمشكلات الاجتماعية، وتدني مستوى التعليم لضم أعضاء جدد إليها فحسب، بل أنها طورت آليات جديدة لتحقيق ذلك، بشكل ربما يفرض تحديات ليست هينة أمام الدول التي ينضم بعض مواطنيها إلى هذه التنظيمات، خاصة بعد عودتهم المحتملة إليها من جديد".
وأشارت الدراسة، إلى أن التنظيم استغل مواقع "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب" بهدف جذب وتجنيد الشباب للانضمام إليه، وذلك عبر الاعتماد على آلية النشر المتواصل، ليس فقط للبيانات الصادرة عن التنظيم، وإنما أيضًا لمقاطع الفيديو التي تتسم بقدر كبير من الوحشية، في محاولة لتوجيه رسالة للمشاهدين، بمن فيهم الشباب، بتضاعف إمكانيات التنظيم، الذي بات قادرًا، وفقًا لتلك الرؤية، على مواجهة بعض الجيوش التقليدية النظامية في المنطقة العربية، على غرار الجيش العراقي، لافتًا إلى أن التنظيم قد تمكن من خلال تبني هذه الآلية من استقطاب عناصر شبابية جهادية كانت تنتمي إلى تنظيم "القاعدة" في الفترة السابقة.
وذكر المركز، أن التنظيم طور أدوات جديدة لنشر أفكاره بين الفئات الشبابية المختلفة، وأطلق خط لإنتاج الملابس للترويج لذاته، "عبارة عن قمصان وقبعات تحمل شعاره وتوقيعه، ورسومات لبعض الأسلحة التي يستخدمها مقاتلوه"، تباع تلك المنتجات عبر الإنترنت من تركيا وإندونيسيا.
وتابعت، أن التنظيم أطلق لعبة إلكترونية جديدة تسمى "صليل الصوارم"، وذلك على غرار ألعاب الحرب التي اخترعتها بعض القوى الكبرى، للترويج لبعض البطولات، وتضم اللعبة العديد من التكتيكات العسكرية التي يعتمد عليها التنظيم في المواجهات التي يشارك فيها، مشيرًا إلى أن اعتماد "داعش" على فكرة الألعاب الإلكترونية يأتي في سياق سياسة "غسيل العقول" للشباب، بهدف ضم بعضهم إلى صفوفه.
وكشفت الدراسة، عن أن التنظيم، منذ دخوله العراق، استخدم تطبيقات على أجهزة المحمول، تعمل بنظام "أندرويد" تحت اسم "فجر الأخبار السارة"، وذلك كأداة لنقل كافة أخباره والتطورات الميدانية لعملياته على الأرض.
وأضافت الدراسة، أن التنظيم أصدر أول صحيفة ورقية أطلق عليها اسم "دابق" نسبة لمعركة "مرج دابق"، حيث يتم توزيعها في المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيم داخل العراق، وتهتم الصحيفة في الأساس بنشر ما يعتبره التنظيم "إنجازات"، علاوة على مشروعاته المستقبلية، علاوة على إعداد نسخ إلكترونية للصحيفة باللغتين العربية والأجنبية، وإرسالهما عبر البريد الإلكتروني حتى يستطيع التنظيم الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المتابعين في العالم، ما يساعده في نشر أفكاره، وجذب مزيدٍ من الشباب.
وقالت الدراسة، أن التنظيم ماضٍ في تكثيف هذا الاتجاه، خاصة بعد أن كشف بعض قادته عن عزمه إصدار صحيفة ثانية هدفها "شرح أسباب وجوب بيعة الناس لأبي بكر البغدادي"، حسب تصريحاتهم.
وختمت الدراسة، بأن الانتصارات المتتالية التي حققها تنظيم "داعش" بسيطرته على مساحات شاسعة في كل من سوريا والعراق، ونشر أخبارها بصفة مستمرة، ساهمت في الترويج للتنظيم باعتباره "النموذج الجهادي" الأكثر نجاحًا، خاصةً بعد التراجع الملحوظ الذي شهده تنظيم "القاعدة" في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أنه مثل هذا النجاح أحد عوامل جذب القطاعات الشبابية المتطلعة لتكون جزءًا من نموذج يتسم بالنجاح تستطيع من خلاله القيام بدور أكثر اتساعًا وتأثيرًا.