يُقال.. إن فلاَّحاً عاد إلى داره فجأة، فوجد «واحداً» مع زوجته.. مما اضطر «المجرم» إلى الجرى.. والفلاح ديله فى سنانه وراه.. وأثناء الجرى فى الغيطان، مرّوا على «جُرن» يُخزّن فيه «عدس»، فمد «المجرم» يده وخطف حزمة «عدس»، وكلما رأى الجالسون على المصاطب، الفلاح يجرى وراء «المجرم» وبيده حزمة العدس، لاموا «الفلاح» العبيط الذى يجرى وراء رجل عشان شوية عدس.. وفى النهاية هرب المجرم. وأثناء عودة «الفلاح» بعد المطاردة.. استوقفه كل من رآه، ولامه على هذا العبط والبخل.. وكان رده: «اللى ما يعرفش يقول عدس»!!
وهكذا حال حكومتنا الآن (معلوماتها عن الفلاحة طشاش).. فبعد رفع أسعار «السولار»، وأخيراً بعد «رفع أسعار السماد» من 75 جنيهاً للشيكارة إلى مائة جنيه.. خرج مسئول حكومى ورا مسئول برضه حكومى يكرر:
.. «نحن نعمل لصالح الفلاح، وإن هذه الزيادات تصب فى مصلحته».. فبعد أن كان بيشترى شيكارتين بـ 75 جنيهاً + شيكارتين سوق سودا الواحدة بـ 150 = 450 جنيهاً.. بعد الزيادة: هيشترى الأربع شكاير 4 × 100 = 400.. يبقى كسبان ولاّ لأ؟ وبعدين إيه يعنى 25 جنيهاً زيادة للشيكارة!!
وجاء رد «الفلاح» يقول للحكومة: أنتم إما مش فاهمين، وإما أنكم عارفين الحقيقة، وبتدلسوا على الشعب وعلى الرئيس.
والدليل: (1) بمجرد إعلان قرار رفع أسعار الأسمدة امتنع بنك الائتمان الزراعى والجمعيات التابعة له عن بيع «المخزون» المقدر بـ 700 : 800 ألف طن بالأسعار القديمة. وكأن الدولة «تاجر» استغلالى انتهازى.. فكيف تُقنع الفلاح بأنك تعمل لمصلحته؟
(2) زراعة فدان قمح فى الأرض القديمة يحتاج إلى 4 شكاير سماد، الدولة بتديله شيكارتين فقط × 100= 200 جنيه، وهيشترى شيكارتين من السوق السودا اللى أصبحت بـ 200 = 400 جنيه، إذن تكلفة السماد على الفلاح زادت من 450 إلى 600 جنيه يا سيادة المسئول الحكومى.. فهل هذا لمصلحة الفلاح؟.. ولاّ سيادتك ماعندكش آلة حاسبة؟ وماعندكش «عساسين» يقولوا لك الحقيقة؟
(3) سيادتك يا مسئول يا حكومى بتقول إن سعر توريد أردب القمح من العام الماضى 420 جنيهاً، وهو أعلى من السعر «العالمى»، وكل شوية تعايرونا بالسعر «العالمى»..
بلاش والنبى حكاية السعر «العالمى» دى.. لأن هناك فى «العالمى» بيدعموا الفلاح من الألف لكوز الذرة، وفى «العالمى» مصانع السماد بتاخد الغاز بـ 13 دولار، وبتبيع طن السماد بـ 450 دولار، والباشا «المحلى» (بتاع القطاع الخاص) بياخد الغاز الآن بـ 4.5 دولار، ويبيع الطن فى السوق السودا عينى عينك بـ 400، 420، 450 دولار!! وفى «العالمى» مربى البقرة بياخد دعم 300$ والنعجة 200$، والخروف 100$. والحمار والجاموسة؟ (ماعندهمش حمير ولا جاموس) فماحدش يجيب سيرة «العالمى» أحسن له!!.
وأخيراً: هات سيادتك ورقة وقلم ومراية واحسب ورايا تكلفة زراعة فدان قمح، وعائده:
أ- فى الأرض القديمة: (1) إيجار الفدان زرعة قمح سنة = 2000 جنيه
(2) خدمة الأرض (حرث + رى + حصاد + تقاوى ++) = 900 جنيه
(3) أسمدة (4 شكاير يوريا) إجمالى = 600 جنيه
(4) أجرة الفلاح 1200 جنيه × الشهر × 6 شهور = 7200 جنيه
مجموع التكاليف = 10700 عشرة آلاف وسبعمائة جنيه
والعائد = 18 أردب × 420 = 7.560 + ألف وخمسمائة جنيه تبن = 9060 جنيهاً إذن الخسارة = 10700 - 9060 = 1640 جنيهاً.
ب - فى الصحرا المساحات الكبيرة بدءًا من بيفوت 125 فدان:
مجموع التكاليف: 4750 جنيهاً، والعائد 15 أردباً × 420 =6400 + تبن (بيحرقوه أو يتركوه فى الأرض، لأن النقل = القيمة).
المكسب فى الفدان = 1250 جنيهاً (أكرر.. فى المساحات الكبيرة وليس الخمس فدادين، لأنه فى الخمس فدادين تكلفته هتزيد 30%، وإنتاجه هيقل 25%، والنتيجة: هيخسر نحو 2000 جنيه للفدان).
صباح الخير سيادة الرئيس:
(1) هل سيادتك عرفت الآن.. ليه الفلاح بيبنى على أرضه، وليه بيبوّرها، وليه الورثة هيبيعوها ويحطوا فلوسها × البنك (ثمن الفدان فى الأرض القديمة من مليون إلى مليون جنيه)، ابن الفلاح هيحسبها: مليون × البنك بـ 10% = 60 ألف جنيه أرباح سنوية، يتعب قلبه ليه؟.. باختصار: لم يعد هناك أى «جدوى» للزراعة فى الأرض القديمة بمحاصيل استراتيجية لماذا؟.. لأن الدولة ماعندهاش لا «رؤية» ولا «خطة»، ولا «استراتيجية»..
(2) السؤال: ليه رايحين نزرع 4 ملايين فدان فى الصحرا؟ وهنزرع إيه؟ وهل سألنا خبراء، ورواد زراعة الصحراء، وعلى رأسهم د.كامل دياب (بيكو)، ومن غزوا الصحراء فى السبعينات والثمانينات، ولديهم خبرة نستفيد منها، قبل أن تقع الفاس × الراس ونتوه فى الصحرا، ونبعزق فلوسنا، ونغرق شبابنا ونعيّشهم × الوهم؟.
صدقنى ياريس: إلا الصحرا.. اللى عايزة «مال قارون»، و«عمر نوح»، و«صبر أيوب»، زراعة الصحرا تلزمها دراسات وافية وقرارات مدروسة، وبرامج دعم لكل من يزرع محاصيل استراتيجية (قمح - ذرة - فول - عدس - زيوت - قصب سكر..) فهل لدينا ميزانيات لهذه البرامج؟
والحل ياريس: 1- الحكومة ترفع سعر توريد القمح 30 جنيهاً للأردب.
2- جهاز الخدمة الوطنية يبنى فوراً مصنعين للأسمدة بالطاقة الشمسية، وبالقرب من مناطق الاستصلاح لتوفير السماد بسهولة لمن يحتاجه، ونبدأ نستعد للأربعة ملايين فدان من الآن، وبكده أسعار السماد هتنخفض، والاحتكارات والكارتيلات هتنكشف.
فكرة:
على الطريق الزراعى «مصر - إسكندرية»، اتفرج على «فكر الفقر، وفقر الفكر».. . «مبانى» أقامها الفلاحون «بالمخالفة» على الأراضى الزراعية.. «الحكومة الذكية» بالبلدوزر كسرت عامودين ثلاثة لكل مبنى، وتركته مهدود على دماغ أصحابه..
السؤال (1) هل «زرعنا» الأرض مكان الهدم؟
(2) هل «الدولة» استفادت أى حاجة؟
(3) هل «الفلاح» هيخاف ويبطل يبنى على الأرض الزراعية؟
والحل: فى «بوركينا فاسو»، .. الدولة بتسبق المجتمع وتخطط لاحتياجاته، والمخالف يتم تغريمه ألف جنيه للمتر، وتلم 4 ملايين جنيه عن كل «فدان»، وتروح بيهم الصحرا تزرع 100 فدان.. لكن مين يقرا، ومين يفهم، وإذا قرأنا وفهمنا مين هيطبق؟
ونستكمل الثلاثاء المقبل.