انهزم تنظيم الإخوان الإرهابى فى كل معاركه مع الشعب والدولة على مدار عام و3 شهور، وتبقى له معركة واحدة يعتبرها سنوياً أرضاً خصبة لنشر فكره التكفيرى والإرهابى، الذى وضعه منظر التنظيم سيد قطب، وهى استقطاب الطلاب الجدد فى الجامعات من أجل محاولة إسقاطها وإفشال الدراسة مثلما حاول العام الماضى، بالمظاهرات والتفجيرات، فعلينا أن نتذكر أن الجامعات كانت هى بداية الطريق الذى استغله تنظيم الإخوان فى السبعينات، لإعادة بناء نفسه بعد حل التنظيم فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1954، وسجن وإعدام قياداته.
وكما يقولون لا يواجه الفكر إلا الفكر، وأكثر ما كان يزعج الإخوان وهم فى الحكم عندما تكشف عن حقيقتهم وفكرهم أمام الشعب، وهو ما جعلهم يكرهون وسائل الإعلام والصحف التى تكشف عن حقيقتهم، ويحاولون بكل الطرق إما إخضاعها لهم عبر شرائها أو تهديد ملاكها أو السعى لإغلاقها، فلن ينهزم الإخوان ومعهم حلفاؤهم من مصر القوية والتيار المصرى داخل الجامعات، إلا عبر الاهتمام بمواجهة فكرهم، وإغلاق كل الطرق عليهم لاستخدام الطلاب فى التحريض ضد جامعتهم، خاصة مع دعوات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مرة إلى الاهتمام بمواجهة التطرف، عبر نشر الفكر الوسطى المعتدل.
إن مواجهة الإخوان فى الجامعات ليست فقط بالتعاقد مع شركات أمن لحمايتها من اعتداءات طلاب التنظيم، ولكن بتقديم توعية حقيقية لطلاب الجامعة عبر ندوات مكثفة، تكشف لهم حقيقة التطرف، وتحذرهم منه، خاصة طلاب الأقاليم الذين يسكنون فى المدن الجامعية، والأكثر عرضة للوقوع فريسة فى يد الإخوان، مستغلين ظروفهم المادية السيئة وتدينهم، على أن تتم الاستعانة فى هذه الندوات بشيوخ من الأزهر والأوقاف وخبراء فى مجال الإسلام السياسى، مع الاهتمام بالتوعية السياسية لطلاب الأنشطة أصحاب الفكر المعتدل، وتوفير كل الدعم لهم، لتنظيم أنشطة قوية داخل الجامعات، خاصة طلاب نشاط الجوالة الذين يتميز نشاطهم بقدرة تنظيمية تجعلهم قادرين على مواجهة أى نشاط آخر متطرف، يعتمد على شكل تنظيمى، كما أننا نحتاج إلى قرارات قوية وصارمة من إدارة كل جامعة، ومنها تطبيق المادة 184 مكرر من قانون تنظيم الجامعات، التى تصل إلى فصل الطالب المخالف، مما يمثل ضغطاً نفسياً على الطالب المنتمى للإخوان وحلفائهم فى ظل ما يعانيه من فشل مظاهراتهم، ويجعله يتخوف من المشاركة فى أى مظاهرة داخل الحرم الجامعى.
الخلاصة: الواقع الجديد خلال الـ3 سنوات الأخيرة، يفرض علينا أن يكون هناك حديث فى السياسة داخل الجامعات، والمقصود به التوعية السياسية الصحيحة للطالب الجامعى، حتى إذا كان ممنوع ممارسة العمل السياسى والحزبى داخل الجامعات، فمصر كلها أصبح حديثها اليومى هو السياسة بعد أن كانت «كرة القدم» مثلاً هى حديث أغلبية الشعب المصرى، فلا يمكن أن نترك الساحة لأعضاء الإخوان ينشرون فكرهم المتطرف داخل الجامعات، ونمنع التوعية السياسية لطلاب الأنشطة ذوى الفكر المعتدل، بحجة أنه ممنوع ممارسة العمل السياسى داخل الجامعات، وبالتالى «لا حديث فى السياسة»، وتكون النتيجة: انتشار التطرف والإرهاب.